موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الخميس، ١٢ يوليو / تموز ٢٠١٨
الأمير الحسن: بالتعليم نبني الفكر الإنساني المستنير

عمان - الرأي :

أكد الأمير الحسن بن طلال ضرورة أن يقود التعلم ومنذ الطفولة المبكرة وحتى نهاية المرحلة الجامعية إلى بناء فكر إنساني مستنير، يقوم على التعددية الفكرية والسياسية، واحترام التنوع في الأديان والمذاهب، واحترام الاختلاف في الفكر والرأي والتعبير، واعتماد الحوار كأساس في حل المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واختزال معوقات حرية الإنسان والتي بالتالي هي معوقات التنمية الشاملة.

وشدد سموه، في كلمة القاها نيابة عنه رئيس مجلس أمناء الجامعة الأردنية الدكتور عدنان بدران، في حفل افتتاح التعليم العالي في الوطن العربي: الواقع والتحديات، على ضرورة "أن يقود التعلم إلى تحرير الفكر لينطلق في أقصى امكاناته إلى التكوين والابداع والابتكار والبحث العلمي، لبناء المعرفة والرأسمال البشري لاستثماره في بناء الاقتصاد المعرفي، واعتماد الأمة على الذات، وتمكين الشرائح الفقيرة لتضخيم الكتلة الحرجة في عملية البناء والتطوير ورفع مستوى الدخل الاجتماعي لحياة أفضل في بيئةٍ يتكامل فيها الإنسان مع الطبيعة ومع انسانيات المنطقة العربية في ثقافة وحدة الهوية والمصير العربي المشترك وترسيخ الكرامة العربية مع احترام التعددية.

ونظم المؤتمر جمعية الأكاديميين الأردنيين بالتعاون مع منتدى الفكر العربي والاتحاد الدولي للجامعات واتحاد الجامعات العربية.

ودعا سموه إلى ربط مخرجات التعليم العالي والبحث العلمي باحتياجات السوق، وبناء شركات ناشئة من حاضنات تحول مخرجات البحث والتطوير إلى تكنولوجيا، بحيث نردم الفجوة بين الاكاديميا وتنمية الصناعات والخدمات.

ونبه الى ضرورة الأخذ بالاتجاهات المعاصرة للتعلم، وبناء الذات بالتوجه إلى تعليم أقل وتعلم أكبر بإفساح مجالات أوسع للفكر أن يبدع في تنمية اتجاهاته في الهوايات والحقول المحببة إليه، الى جانب "التوجه أكثر مما مضى إلى التعلم التقني والمهني، الذي اهملناه في المرحلة السابقة"، وإعادة تنمية الموارد البشرية في هرم متوازن يلبي احتياجات التنمية من مختلف الشرائح الأكاديمية والتقنية والمهنية.

وطالب سمو بأن تأخذ الإدارة الجامعية والحوكمة مساحة واسعة من البحث للوصول إلى تشاركية إيجابية من جميع الأطراف في معادلة التعليم العالي، بحيث تقود إلى التفوق والتنافسية بين مؤسسات التعليم العالي على أساس الجدارة والكفاءة وتكافؤ الفرص، للوصول إلى قيادات متطورة تٌعنى باقتصاديات التعليم وبناء التفوق والفكر الخلاق.

ولفت الى ضرورة أن يقود التعلم إلى المواطنة، وأن للفرد حقوق وواجبات وفق الدستور، وضمن سيادة القانون ومشاركة الجميع "دون تمييز أو إقصاء لأي شريحة" في المجتمع. والمواطنة تعني "فتح الفرص أمام الجميع وفق الكفاءة والجدارة للانتقال في عالمنا العربي من مجتمعات ريعية إلى مجتمعات إنتاجية، وبذلك نحرر إمكانات الفرد كاملة نحو التفوق والابداع".

ونبه سموه إلى ضرورة التركيز في هذه المرحلة بالذات على العلوم وادماج الشباب في حبهم للعلوم وما تزخر به من اكتشافات علمية مذهلة تقود إلى حياة أفضل على هذا الكوكب، ولكن علينا أن نحافظ على أنسنة العلوم بالدراسات الإنسانية والاجتماعية. فالمسافة بين العقل والقلب لا تزال بعيدة، وعلينا ردم الفجوة بين الفكر والعاطفة لبناء التوازن الإنساني الفلسفي للروح والمنطق.

وتابع قائلا سموه "للأسف، أصبح ينظر للهجرة من نواحيها السلبية، ونسي العالم المتقدم بأن من أهم عناصر نجاحه كدول متقدمة علمياً وصناعياً وزراعياً واجتماعياً، كانت أسبابه تعود بالدرجة الأولى إلى الهجرة من الخارج. لكن علينا أن نوفر برامج التعليم النوعي والهادف أمام اللاجئين للتكوين والاعتماد على الذات، لفتح فرص أمامهم واعدة، لئلا يتحول البعض إلى جماعات متطرفة، وعلى المنظمات الدولية وضع آليات لحمايتهم وبناء قدراتهم على خلق المعرفة ضمن الهجرة الآمنة".

ودعا الى الأخذ بتوصيات المنتدى العالمي للعلوم الذي عقد في البحر الميت وشعاره "العلم من أجل السلام" بالشراكة مع الأكاديمية الهنغارية للعلوم ومنظمة اليونسكو والجمعية العلمية الملكية، وبخاصة ما يتعلق بالمثلث العلمي المتداخل للطاقة والمياه والأمن الغذائي ذات الأولوية في البحث العلمي والتطوير من أجل تنمية مستدامة في العالم العربي، وعلى العلماء والباحثين العرب التصدي لتحديات هذا المثلث العلمي المصيري لتوفير منطقة آمنة ومستقرة لنا وللأجيال القادمة، في عالم عربي متكامل ومتكافل، للقضاء على الفقر والبطالة، وترسيخ الحريات، والانطلاق مع العالم المتقدم لنكون أو لا نكون.