موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٦ مايو / أيار ٢٠١٦
الأمن المصري يعتقل 8 أشخاص هاجموا عائلة قبطية في المنيا

القاهرة - أف ب :

أوقفت السلطات المصرية ثمانية مسلمين متهمين بمهاجمة منزل أسرة مسيحية في جنوب البلاد والاعتداء على سيدة مسيحية مُسنة، على خلفية شائعات عن علاقة بين إبنها وفتاة مسلمة بحسب مصدر في النيابة، فيما دعا البابا تواضروس لضبط النفس لتجنب "إشعال الفتنة".

ووقع الحادث في قرية الكرم، في مركز أبو قرقاص، في محافظة المنيا، قرابة 240 كم جنوب القاهرة، بعد شائعات عن علاقة بين الشاب المسيحي والفتاة المسلمة التي أغضب عشرات المسلمين، ليهاجموا بيت الشاب الجمعة الماضي حسب بيان لمطرانية المنيا للأقباط الأرثوذكس.

إلا أن هروبه دفع المهاجمين للاعتداء على والدته التي تبلغ 70 عاماً، حسب مصدر مسؤول في النيابة.

وقال مصدر مسؤول في النيابة المصرية، يوم الخميس إن "السيدة جاءت للنيابة الأربعاء وقالت أمامها إن أهالي مسلمين غاضبين هاجموا بيتها بحثاً عن ابنها وعندما لم يجدوه اشتبكوا معها وأثناء ذلك ملابسها تمزقت". وأضاف أن السيدة "قالت أمام النيابة إن الواقعة حدثت داخل المنزل وليس في الشارع، واتهمت ثلاثة شباب من أصل ثمانية مقبوض عليهم في واقعة الهجوم على المنزل، وقالت إن أحد المتهمين الثلاثة سترها".

ويُشكل المسيحيون نحو 10% من سكان البلاد البالغ قرابة 90 مليون نسمة، واندلعت أعمال عنف طائفية بين المسلمين والمسيحيين مرات عدة منذ الثورة التي اطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك في فبراير(شباط) 2011.

من جهتها أفادت مطرانية المنيا وأبو قرقاص للأقباط الأرثوذكس، في بيان مساء الثلاثاء، أن الحادث "مرتبط بشائعة علاقة بين مسيحي ومسلمة" وأن العائلة المسيحية "حرّرت محضر شكوى في مركز الشرطة تبلغ فيها بتهديدات ضدها" قبل يوم من مهاجمة منزلهم.

وأضافت أن الاعتداء وقع فعلاً في اليوم التالي وأن "المعتدين جردوا سيدة مسيحية مُسنة من ثيابها، هاتفين ومشهرين بها أمام الحشد الكبير في الشارع". وأضاف البيان أن المهاجمين اعتدوا "على سبعة من منازل الأقباط وسلبوها وحطموا محتوياتها وأضرموا النار في بعضها".

وتتواجد الشرطة حالياً في القرية للحيلولة دون تصعيد الأمور، حسب مسؤول شرطي.

وإثر الحادث، دعا البابا تواضروس الثاني، بطريرك الأقباط الأرثوذكس، إلى "ضبط النفس".

وأعلن المتحدث باسم الكنيسة القبطية في بيان أن البابا "يتابع الأمر باهتمام مع القيادة السياسية والأمنية حيث وعدوا قداسته بتتبع الجناة وتسليمهم للعدالة". ودعا إلى "ضرورة ضبط النفس والتزام التعقل والحكمة للمحافظة على السلام الاجتماعي، وأن نغلق الطريق على كل من يريد المتاجرة بالحادث لاشعال الفتنة".

وتنتهي كثير من الأزمات الطائفية في مصر بجلسات عرفية ودية، يقول المسيحيون إنها تهدر حقوقهم وتشهد تهجير أسر مسيحية بعيداً عن أماكن سكنهم.