موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٥ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٣
الأساقفة الموارنة يعربون عن أسفهم لخطف راهبات معلولا

البطريركية المارونية :

في الرابع من شهر كانون الأول سنة 2013، عقد أصحاب السيادة المطارنة الموارنة إجتماعهم الشهري في الكرسي البطريركي في بكركي، برئاسة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى، ومشاركة صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، وحضور الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية، وفي ختام الإجتماع أصدروا البيان التالي:

1. أطلع صاحب الغبطة الآباء على نتائج اللقاءات التي جمعت البطاركة الشرقيين في روما إلى قداسة البابا فرنسيس، وشكر الآباء قداسته على اهتمامه بالكنائس الشرقية الكاثوليكية، وبالحوار المسكوني وما بين المنتمين الى مختلف الأديان، وثمّنوا عاليًا مواقفه التاريخية من الأحداث الدائرة في الشّرق الأوسط، ومن مصير المسيحيّين فيه، ورحّبوا بزيارة نيافة الكردينال روبير ساره المُنتدب من قِبل قداسته للاهتمام بأوضاع النازحين السوريين، وما يُقدّم لهم من مساعدات، ودور الكنيسة في هذا المجال. وهم يسألون الله أن يبارك مساعي قداسته من أجل السلام في المنطقة وفي العالم.

2. إن دعوة قداسة البابا فرنسيس إلى سينودس خاص بالعائلة في تشرين الأوّل 2014 تُبرز اهتمام الكنيسة بالعائلة ورسالتها ودورها في التنشئة على الإيمان والتربية المسيحية. إنّ مواكبتنا لأعمال هذا السينودس تساعدنا على تعزيز مكانة هذه "الكنيسة المنزلية"، وتشجيعها على حمل رسالتها في الدفاع عن الحياة وحمل بشارة الخلاص.

3. يعرب الآباء عن أسفهم واستنكارهم الشديد لخطف الراهبات واليتامى من دير القدّيسة تقلا في معلولا، والانتقال بهم إلى مكان مجهول. ماذا يعني هذا الاعتداء على حرمة الدير وحصن الراهبات ودار اليتامى؟ وما علاقةُ هؤلاء المصلّين من أجل السلام والمصالحة بالصراع المؤسف والمؤلم الدائر على أرض سوريا؟ إنّهم يناشدون الأسرة الدولية معرفة مصير هؤلاء المخطوفين وإعادتهم إلى حرمة الدير والمحافظة على هذا المكان المقدس، ودور العبادة، وحماية كرامة كل إنسان، والعمل الجدّي على إيجاد الحلول السياسية العادلة للنزاعات القائمة.

4. ويعرب الآباء مجددًّا عن قلقهم إزاء الوضع الأمني في لبنان، إن لجهة موجة التفجيرات والتهديد بأعمال عدائية، أو لجهة الوضع المأساوي في طرابلس حيث تسود شريعة الغاب التي تستبيح القتل والتدمير وتهجير المواطنين الأبرياء. وهم يثمّنون عالياً الجهود التي يبذلها الجيش اللبناني والقوى الأمنية كافة، لإحلال الأمن في هذه المدينة، والحؤول دون امتداد الاضطرابات إلى أماكن أخرى في البلاد.

5. إن القلق على السيادة من الناحية الأمنية، لا يبعد اهتمام الآباء عن أخطار استباحة السيادة اللبنانية من قِبل إسرائيل، عبر عمليّات التجسّس وخرق شبكات الاتّصال الوطنيّة، والخروقات الجوّية وغيرها، وهو أمرٌ يدينونه أشدّ إدانة.

6. إن تعاطي جهات خارجية مع لبنان وكأنه ليس دولة ذات سيادة، وكأنّ لها حقّ الوصاية عليه، هو أمرٌ لا يعفي اللّبنانيين من المسؤولية، لأنَّهم برفضهم الحوار الداخلي تلجأ كلّ مجموعة منهم إلى بناء دويلتها الخاصّة مستقوية بجهة صديقة أو شقيقة. وذلك ما يجعل من لبنان رهينةً للتوازنات والصراعات الإقليمة، وأسير السياسات الدولية.

7. يوجّه الآباء دعوة ملحّة إلى السياسيّين بأن يسرعوا في وضع قانون جديد للانتخابات النيابية، وتشكيل حكومة تقف سدًّا منيعًا في وجه التحديات وتقوم بواجبها تجاه الاستحقاقات، وأهمُّها الاستحقاق الرئاسي الذي لا بدَّ من أن يحصل في وقته، لأنَّ لبنان لا يحتمل جولات الفراغ المتتالية، التي قد تؤدّي إلى إفراغ الدولة من مضمونها وتفكيك الوطن وإغراق السفينة بجميع مَن فيها.

8. إنّ الوضع الحكومي والجمود السياسي في البلاد آخذ أيضًا بشلّ القطاع العام وبإحداث خلل في انتظام مؤسّسات الدولة، الأمر الذي يشجّع على استشراء الفساد والزبائنية. وهذا أمرٌ بات يقلق الآباء وكلّ اللبنانيّين، وخصوصًا عندما يرون الإخلال بمبدأ المناصفة في الوظائف العامة، والإفادة من غياب سلطة ناظمة في بعض المواقع، ليتمّ إدخال أعداد من الموظَّفين يُخِلّ بالتوازن الوطني ويرهق المؤسسات العامة. إلى ذلك لا يسع الآباء إلاّ الإعراب عن قلقهم الشديد من الفساد الذي ينخر المؤسسات العامة ومرافق الدولة وكأنّ لا رقيب ولا حسيب. إن هذا التسيُّب يشجّع كما يُقال على استفحال الرذيلة.

9. إن زمن الميلاد، كما تنبأ عنه أشعيا النبي، هو إشراق النور على الذين يسلكون في الظلمة. يطلب الآباء من أبنائهم وبناتهم الاستعداد للعيد بالصلاة والتوبة وأعمال المحبة وحفظ شريعة القطاعة. ويسألون الربّ يسوع أن يفيض بأنواره على قلوب الجميع، حتى يسلكوا طريق الحقيقة التي وحدها تخلّص وترشد إلى مستقبل ملؤه الحبّ والخير والجمال.