موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٥ مايو / أيار ٢٠١٦
الأساقفة الموارنة: كي لا يبقى لبنان سفينة من دون أشرعة

بكركي - أبونا :

في الرابع من شهر أيار الحالي، عقد الأساقفة الموارنة إجتماعهم الشهري في الكرسي البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، ومشاركة الآباء العامّين، وتدارسوا شؤوناً كنسيّة ووطنية.

وفي ختام الإجتماع أصدروا البيان التالي:

1. أطلع صاحب الغبطة الآباءَ على الزيارة التي قام بها إلى بلجيكا بدعوة من مجلس النواب الأوروبي في بروكسيل، استهلها بزيارة إلى جلالة الملك فيليب، وإقامة الذبيحة الإلهية مع الجالية المارونية والمشرقية. ثم ألقى محاضرة في مجلس النواب الأوروبي حول عواقب النزاعات والحروب على المسيحيّين وشعوب الشّرق الأوسط ومستقبلها. وأجرى محادثات مع مختلف الكتل النيابية التي تمثّل بلدان الإتّحاد الأوروبي، والمعنيّين بشأن تعزيز السلام في المنطقة والعالم. ويأمل الآباء أن يكون لهذه الزيارة وقع إيجابي على لبنان والحضور المسيحي في المشرق.

2. توقّف الآباء عند حركة زيارات المسؤولين الدوليّين إلى المنطقة، والدعوة الملحّة إلى تغليب لغة الحوار في حلّ الأزمات والصراعات القائمة. ويهمّ الآباء التأكيد على أنّ الحوار يبقى المخرج الوحيد، بدل لغة الحديد والنار، وهم ينبّهون الدول المعنيّة إلى أن النزاعات والحروب الجارية آخذة في تغيير وجه عالمنا العربي، والميل به أكثر فأكثر إلى التفكّك والتشرذم، والإنغلاق في الهويات القاتلة. وهذا يتنافى كلّيًا مع تاريخ طويل من الحضارة القائمة على التسامح والتعاون والتكامل والعيش المشترك.

3. ينوّه الآباء بما حملته زيارة الرئيس الفرنسي السيّد فرنسوا هولاند الأخيرة إلى لبنان، من رسالة صريحة عن حرص العالم على صون التجربة اللبنانية، والوقوف إلى جانب المسؤولين اللّبنانيين في السعي إلى تحصين لبنان في وجه تداعيات الأزمات المحيطة به أمنيًّا وسياسيًا، وذلك بدأ بانتخاب رئيس للجمهورية صونًا للدولة، وحمايةً لهوية لبنان الدستورية والمؤسّساتية. ويلفت الآباء إلى أن جذور الأزمة الكبرى تبقى في الانقسامات الاقليمية وسياسات دولية مسببة للحروب في المنطقة، ويناشدون الأسرة الدولية العمل بجد على إيقاف الحروب وإعادة النازحين إلى بلدانهم وإحلال السلام في كل بلدان المنطقة.

4. يتطلّع الآباء إلى انتخابات المجالس البلدية والإختيارية، وما يرافقها من ائتلافات أو منافسات ونقاش وعرض للبرامج، يأملون أن تبقى على مستوى راقٍ في التحضير لها واطلاع المواطنين على البرامج الإنمائية لجذب أصوات الناخبين. ويأمل الآباء أن تأتي هذه الانتخابات بأشخاص وفرق عمل تعمل بكل جدية على إنماء المناطق وصيانة البيئة والاهتمام بمشاكل الناس المتفاقمة.

5. طغت على المشهد السياسي والأخلاقي، في الآونة الأخيرة، كمية هائلة من الفضائح وأخبار الفساد في المؤسسات والإدارات العامة، زادت تشويهًا في صورة لبنان، وضربت قيمه، وهدّدت مستقبل وطننا وأولادنا. وإذ يثنون على القرار القضائي بشأن إقفال بيوت الاتجار بالبشر، يهيب الآباء بالمسؤولين العمل الجدّي على محاربة هذا الفساد ومحاسبة المسؤولين عن تلك الفضائح، كي لا يبقى لبنان سفينة من دون أشرعة، أو بيتًا مشرعة أبوابه على المخاطر.

6. يتقدّم الآباء من إخوانهم في الكنائس الشقيقة التي تتبع التقويم الليتورجي الشرقي، بأحرّ التهاني بأعياد القيامة المجيدة، متمنّين متابعة الصلاة والعمل على تقريب اليوم الذي تتحقق فيه الوحدة الكاملة إستجابة لإرادة السيد المسيح ليلة آلامه:" أيها الآب القدوس، إحفظْهم باسمك الذي أعطيتني، ليكونوا واحدا مثلما أنت وأنا واحد" (يو 17/11).

7. وفي مطلع هذا الشهر المكرّس لإكرام سيدتنا مريم العذراء، يدعو الآباء أبناءهم الى المشاركة في ما ينظّم من احتفالات وزيارات حجّ الى المعابد المكرّسة لإكرامها، بروح التقوى والتوبة الصادقة والفرح الروحي، والى تكثيف الصلاة لأجل لبنان والمنطقة، مخصصين صلوات الأحد المقبل من أجل السلام في حلب وحماية أهلها، سائلين الله بشفاعة أمه الطاهرة، أن ينير عقول جميع المسؤولين ويليّن قلوبهم، كي يعملوا على وضع حدّ للصراعات والحروب والإرهاب المتفشي في هذه المنطقة، وإحلال السلام في القلوب وفي العقول والأوطان. يا سيدة السلام، تضرّعي لأجلنا.