موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٨ يونيو / حزيران ٢٠١٧
الأساقفة الكلدان: المسيحيون المجروحون من الأحداث يحتاجون للوحدة والتضامن

أربيل – البطريركية الكلدانية :

فيما يلي التوصيات التي انبثقت في ختام اجتماع الأساقفة الكلدان في العراق، برئاسة البطريرك لويس روفائيل ساكو، خلال اجتماعهم في مقر البطريركية الصيفي في بلدة عنكاوا، أربيل، يوم السابع من حزيران 2017:

1- الكنيسة الكلدانية بكل مؤسساتها وإمكانياتها، تقف إلى جانب العائلات المهجرة والمتعففة إلى النهاية، وسوف تبذل كل جهدها لمساعدتهم على العودة إلى بلداتهم وبيوتهم من خلال إصلاح ما تهدم منها، والمطالبة بتوفير الأمان والسلام الدائمين والدفاع عن حقوقهم. لذلك ندعوهم إلى الصبر والتمسك بالإيمان والرجاء بأن الظلم مهما كان ثقيلاً سيعبر، ونشجعهم على العودة بثقة إلى بيوتهم ومسك أرضهم. وبهذه المناسبة لا يسعنا سوى تقديم الشكر لإقليم كوردستان الذي استقبلهم، وكذلك لقرانا الكلدانية وكنائسنا التي احتضنتهم، وللجمعيات الخيرية الكنسية ومنظمات المجتمع المدني التي لا تزال تغيثهم.

2- لمواجهة تحديات الهجرة التي تنخر وجودنا في العراق والمنطقة وتداعياتها والتشتت القائم بين صفوف المسيحيين، يضم الاباء الأساقفة صوتهم الى صوت غبطة البطريرك ساكو والرابطة الكلدانية في دعوتهما المسيحيين الى تبني تسمية "المكون المسيحي" في هذه المرحلة الراهنة والحفاظ على التسميات القومية الخاصة. أما في موضوع العمل المسكوني والوحدة يبقى إيمان الكنيسة الكلدانية ثابتًا ورجاؤها وطيدًا بتوصل الكنائس إلى تأسيس "مجلس كنائس العراق" على قاعدة فكرية وروحية مسيحية وتنظيمية منهجية واضحة. فالمسيحيون المجروحون بمرارة من الظروف التي يعيشونها يحتاجون أن يشعروا بالوحدة ومضامينها، ومد جسور اللقاء والتضامن.

3- الكنيسة الكلدانية تضم صوتها إلى صوت العديد من العراقيين من أجل إقامة دولة وطنية حديثة تطبق العدالة والمساواة والقوانين على الجميع، دولة المواطنة ترسخ الوحدة وتستثمر ثروات البلد من أجل مستقبل مشرق للعراقيين الذين يعانون منذ سنوات طوال من حروب وصراعات. لا سلام من دون مصالحة حقيقية. كما يمد الآباء الأساقفة يدهم الى المرجعيات الإسلامية الرشيدة للحوار الصادق، والتعاون لمواجهة التحديات الكبيرة التي نمر بها، والسعي معًا للإسهام في بناء مجتمعاتنا بشكل سليم من خلال تفعيل مبادرات الصداقة والسلام، ونبذ العنف وتفكيك التطرف الظلامي بجميع أنواعه، الذي ينشر الكراهية والحقد خصوصًا ضد المسيحيين والمكونات الأخرى، وينتهك قدسية الدين وحرمة حياة الناس ويهدد وحدة الوطن وأمنه.

4- إزاء التحديات الكبيرة التي نواجهها في الداخل ولجوء البعض إلى النقد غير المسؤول في المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، يدعو الآباء الأساقفة الكتاب هؤلاء إلى الالتزام بالمهنية العالية والموضوعية الدقيقة في الكتابة وبأسلوب لائق وحضاري يخدم ولا يهدم. فالكتابة والإعلام مسؤولية كبيرة لها قواعدها، وليست عبثًا "كيفيًا" لقلب الحقيقة وخلط الأمور وخلق بلبلة. الكتابة تتطلب ثقافة رصينة، ومعرفة واسعة واعتماد المعلومات من مصادرها، وخصوصًا أن ثمة قضايا لها حساسية تؤثر سلبًا على وجودنا، نتمنى أن يكون الهدف من الإعلام خدمة الخير العام، فالكلمة النبيلة تصان كالشرف.

5- الكنيسة الكلدانية باتت متواجدة في العديد من بلدان العالم، وبسبب قلة عدد الكهنة، يدعو الآباء الأساقفة رعاياها في عموم الدول إلى إعطاء موضوع الدعوات الكهنوتية والرهبانية أهمية كبيرة. ونغتنم هذه الفرصة ونحن لا نزال في أجواء عيد حلول الروح القدس لتوجيه تحية شكر وتقدير للآباء الكهنة على صمودهم وبقائهم أمناء تجاه خدمة رعاياهم بالرغم من الظروف القاسية بروحانية عالية.