موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
الاراضي المقدسة
نشر الجمعة، ٤ ابريل / نيسان ٢٠١٤
الأحد الخامس من الصوم

اعداد وشرح الارشمندريت حكمت حدادين :

القديسة مريم المصرية: في هذا الأحد الخامس من الصوم تضع لنا الكنيسة المقدسة تذكار القديسة مريم المصرية. ولدت مريم المصرية في أحد الأرياف المصرية في أواخر القرن الخامس أو أوائل القرن السادس، لكن جمالها الرائع جعلها منذ حداثة سنها، قبلة الأنظار وموضع الإعجاب والثناء "والغواني يغرّهن الثناء". فافتتنتْ بالدنيا وزخرفتها، ومالتْ إلى الطيش والزهو والزينة. فردعها أبواها وشددا عليها، فنفرتْ وأفلتت واتتْ مدينة الاسكندرية تطلب الحرية وتنشد الملاهي. وبدأتْ حياة الطيش والخلاعة والزهو والخيلاء. فقضتْ شبابها في الفسق والفجور، وسببتْ هلاك الكثيرين من الرجال والفتيان الاغرار. انضمتْ مريم إلى قافلة حج تنطلق من الاسكندرية إلى القدس وذلك لحضور احتفالات عيد الصليب المقدس في 14 أيلول. ذهبتْ مريم المصرية إلى المدينة المقدسة لتقضي أيام سرور وانشراح مع الحجاج الذين يأتون من كل أنحاء العالم. يوم عيد الصليب قدمتْ مريم إلى كنيسة القيامة، ولما اتتْ الكنيسة شعرتْ بقوة خفية تدفعها وتمنعها من الدخول إلى بيت الله. فحاولت مراراً أن تدخل كباقي الناس فلم تقدر. فتحركتْ عاطفتها، وظهرتْ أمامها حياتها الأثيمة بكل شناعتها. وفهمتْ أن معاصيها هي التي وقفت في وجهها سوراً منيعاً، صد هجومها وردها عن بيت الله. وأخذت تبكي وتقرع صدرها وتطلب الغفران من يسوع المسيح ومريم العذراء النقية... وطلبتْ من المخلص بصلاتها أن تدخل الكنيسة وتسجد أمام عود الصليب، وإذا بها تدخل كنيسة القيامة نظير سائر المؤمنين، وبعد صلاتها الحارة وتوبتها العميقة سمعت صوتاً يقول لها: "اذهبي إلى عبر نهر الأردن (أي شرق الأردن) في البراري لتجدي الراحة والطمأنينة...". وهكذا ودّعت المدينة المقدسة والحياة الماضية، وذهبت إلى نهر الأردن وركعت غارقة في مياه الحزن والحب والندامة والوعد الصادق على الثبات في طريق الكمال والتكفير عن الماضي. وهكذا عاشتْ مريم المصرية في براري نهر الأردن، منقطعةً إلى الله بالصلاة وإماتة الجسد. وأصبحت مثال الرجوع إلى الله بعد الخطيئة، والتنقية بالتوبة والتكفير.

خصتْ الكنيسة هذا الأحد بتذكارها ابتداء من القرن الحادي عشر لتحثنا الكنيسة على التوبة والرجوع إلى الله، على نحو هذه القديسة مريم المصرية. بوصفها من أبطال التوبة المسيحية، وأمضت سبعاً وأربعين سنة في برية صحراء غور الأردن (بيت عنيا). في ألفة الملائكة والحيوانات البرية. عام 1998 وجد الدير الذي عاشت فيه القديسة قرب المغطس على الضفة الشرقية من نهر الأردن. ساعدها في حياتها الروحية بعض الرهبان القديسين الذين كانوا يعيشون زاهدين في تلك المنطقة أمثال القديس زوسيمس.

فكرة الانجيل: اعلان يسوع بموته

كان التلاميذ يخشون ما يظنونه ينتظرهم في أورشليم، لأن الرب يسوع كلمهم عن مواجهة الاضطهاد. كان يجب ألا يكون موت يسوع وقيامته أمراً مفاجئاً للتلاميذ، فهو هنا يوضح لهم بكل جلاء ما سيحدث له، ولكنهم للأسف لم يكونوا يصغون لما كان يقوله. لقد قال يسوع أنه المسيح. ولكنهم ظنوا ان المسيح سيكون ملكاً غالباً منتصراً. تحدث لهم أيضاً عن القيامة، ولكنهم تساءلوا كيف يمكن لإنسان أن يعود للحياة بعد موته. ولأن يسوع كان يتكلم أحياناً كثيراً بأمثال، فربما ظنوا أن أقواله عن الموت والقيامة، مثلاً آخر لم يفهموه. وتشتمل الأناجيل على نبوات يسوع عن موته وقيامته لتثبتْ أن ذلك كان خطة الله منذ البدء. ولك يكن أمرا طارئاً.

الأناشيد(الطروباريات) بعد دورة الإنجيل

للقيامة (اللحن الثامن): انحدرتَ من العلاءِ، أيها المتحنن. وقبلتَ الدفن ثلاثة أيام، لكي تعتقنا من الآلام. فيا حياتنا وقيامتنا، يا رب المجد لك.

للقديسة (اللحن الثامن): فيكِ حُفظتْ صورة الله بتدقيق أيتها ألام مريم. فقد أخذتِ الصليب وتبعتِ المسيح، وعلمتِ بالعمل إهمال الجسد لانه زائل، والاهتمام بالنفس لأنها خالدة. فلذلك تبتهج روحك أيتها البارة مع الملائكة.

نشيد شفيع الكنيسة...

نشيد الختام (اللحن الثامن): نحن عبيدكِ يا والدة الإله، نكتبُ لكِ آيات الغلبة يا قائدةً قاهرة. ونقدمُ الشكرَ لكِ وقد أُنقذنا من الشدائد. لكنْ بما أن لكِ العزةَ التي لا تُحارب، أعتقينا من أصنافِ المخاطر، لكي نصرخَ إليكِ: أفرحي يا عروسهً لا عروسَ لها.

مقدمة الرسالة
اللازمة للقارىء: انذروا وأوفوا الرب إلهنا، كل الذين حوله يأتون بهدايا (يعيدها الشعب)
اللآية للقارىء: الله معروف في يهوذا واسمه عظيم في إسرائيل (يعيد الشعب اللازمة)

فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى العبرانيين (9/11-45)
(للاحد: المسيح يدخل القدس السماوي)
يا اخوة إن المسيح الذي جاء حَبراً للخيرات الآتية واجتاز بالمسكن الأعظم والأكمل الغير المصنوع بيد، أي الذي ليس من هذه الخليقة دخل الأقداس مرة واحدة ليس بدم تيوس وعجول، بل بدمه الخاص فوجد فداءً أبديا. لانه إن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة يرش على المنجسين. فيقدسهم لتطهير الجسد فكم بالأحرى دم المسيح الذي قرب بالروح الأزلي نفسه لله بلا عيب، يطهر ضميركم من الأعمال الميتة لتعبدوا الله الحي.

مزمور هللويا (ش)هللويا(3)
القارئ: هلم نبتهج بالرب، ونهلل لله مخلصنا (ش)هللويا(3)
القارئ: لنبادر الى وجهه بالاعتراف، وبالمزامير نهلل له (ش)هللويا(3)

فصل شريف من بشارة القديس مرقس البشير (10/32ب-45)
(للأحد: يسوع ينبئ بموته للمرة الثالثة – طلب ابني زبدى)
في ذلك الزمان اخذ يسوع تلاميذه الاثني عشر وطفق يقول لهم ما سيعرض له: ها نحن صاعدون إلى أورشليم وابن البشر سيسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه إلى الأمم، فيهزأون به ويجلدونه ويبصقون عليه ويقتلونه، وفي اليوم الثالث يقوم، فتقدم إليه يعقوب ويوحنا ابنا زبدى قائلين: يا معلم نريد أن تصنع لنا كل ما نسألك فقال لهما ماذا تريدان أن اصنع لكما. قالا له هب لنا أن يجلس أحدنا عن يمينك والآخر عن يسارك، في مجدك فقال لهما يسوع: أنكما لا تعلمان ما تطلبان، أتستطيعان أن تشربا الكأس التي اشربها فتشربانها والصبغة التي أصبغها فتصطبغان بها، واما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي أن أعطيه بل هو للذين اعد لهم. فلما سمع العشرة اخذوا يغضبون على يعقوب ويوحنا. فدعاهم يسوع وقال لهم: تعلمون إن الذين يعدون اراكنة الأمم يسودونهم، وعظماءهم يتسلطون عليهم واما في ما بينكم فلا يكن هكذا. بل من أراد أن يكون فيكم كبيراً، يكون لكم خادماً، ومن أراد أن يصير فيكم الأول يكون للجميع عبدا. فان ابن الإنسان لم يأتِ ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه عن كثيرين.

طلبات بعد الانجيل (بعد كل طلبة نرنم يا رب ارحم ثلاثا)

1. اقبل صلاتنا يا رب في هذا الصيام المبارك: من أجل البشرية التي تبحث عن آلهة هنا وهناك في المال والسلطة واللذة، كي تقترب منك وتنعم بلمستك فتعود إلى الصحة بعد المرض والى القيامة بعد الموت. إليك نطلب يا رب فاستجب وارحم

2. اقبل صلاتنا يا رب في هذا الصوم المبارك، مع مريم العذراء وجميع القديسين: فنفهم معهم كيف جاءوا إليك فشفوا من أمراضهم وسمعوا صوتك الذي يحمل الخلاص والسلام. إليك نطلب يا رب فاستجب وارحم

3. اقبل يا رب صلاتنا في هذا الصوم المبارك، من اجل موتانا ولاسيما أولئك الذين لا يذكرهم أحد كي تقيمهم من عن يمينك قيامة تفوق ما فعلت للصبية وتمنحهم حياةً أبدية. إليك نطلب يا رب فاستجب وارحم

يرنم بدل بواجب الإستهال: إن البرايا بأسرها تفرح بكِ يا ممتلئةً نعمةً. محافلُ الملائكةِ وأجناسُ البشر لكِ يعظمون. أيها الهيكلُ المتقدس والفردوسُ الناطقُ وفخرُ البتوليةِ، التي منها تجسدَ الإلهُ وصار طفلاً وهو إلهنُا قبلَ الدهور. لانه صَنعَ مستودعكِ عرشاً، وجعلَ بطنكِ ارحبَ من السماوات. لذلك، يا ممتلئةً نعمةً، تفرحُ بكِ كلُ البرايا وتمجدكِ.

أعياد هذا الأسبوع

يوم السبت القادم سبت لعازر الصديق: ينتهي الصوم الأربعيني المقدس عشية يوم الجمعة من الأسبوع السادس من الصوم. أما سبت لعازر فهو خارج عن نطاق الصوم وأيام الآلام الخلاصية. انه مع أحد الشعانين مقدمة بهجة قصيرة للأسبوع العظيم المقدس. قيامة لعازر مرتبطة بقيامة المسيح نفسه سرياً. فهي نبوة حسية عملية لقيامة الرب. فكما كان يوحنا المعمدان، قبل عماد الرب، صوتا صارخا في البرية يعد طريق الرب المزمع أن يظهر للعالم، كذلك لعازر العائد إلى الحياة والقائم من بين الأموات سابق للمسيح يبشر "بالقيامة المجيدة" المزمعة أن تتحقق.

كتابات: الله يعطي الفرح

في ختام يوم سعيد نام باسكال وافاق في نشوة وكتب: "يا إله ابراهيم واسحق ويعقوب الراحل، يا إله يسوع، لا يا إله الفلاسفة، او إله العلماء. انت اليقين والشعور والفرح والسلام. العالم يجهلك أما أنا فاعرفكَ الفرح الفرح دموع الفرح". وفي الصباح كتب هذه الكلمات على ورقة وحفظها في صدره طول حياته. وكان يقرأها فيشرق وجهه. لقد مر الاختبار الالهي. لكن التذكار بقي كافياً وحده ليملأه فرحاً.

إلى اللقاء في الاحد القادم وعين الرب ترعاكم