موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الإثنين، ١٢ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٥
الأب فراس عريضة يكتب: "إلى من يهمه الأمر"

الأب فراس عريضة :

في منطقة الشرق الأوسط التي لا تزال تعاني من آثار العنف، الشعب فلسطيني، مسيحيين ومسلمين ما زالوا يعيشون تحت الاحتلال وفي المنفى، والإسرائيليين، ونتيجة للعنف الممارس من قبلهم على الفلسطينيين فانهم يواصلون العيش في انعدام الأمن. المسيحيين الفلسطينيين، المنحدرين من المسيحيين الأوائل، هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، لا يزالون يعانون، تماما مثل جميع الفلسطينيين والمسيحيين والمسلمين والسامريين. لقد حرمنا من حقوقنا الوطنية والإنسانية لمدة قرن تقريبا. من القدس، عاصمتنا المحتلة، نرسل رسالة عاجلة للعالم أجمع وبشكل خاص لجميع دول العالم: نحن تواقون للعدالة والسلام.

الاعتراف بفلسطين هو خطوة أولى نحو تحقيق هذا الهدف.

لقد عانينا الحرمان والتشرد في الشتات منذ عام 1948، في حين أن معظم المسيحيين في فلسطين طردوا قسرا من منازلهم في الأراضي المقدسة ، لقد ثابرنا خلال 67 عاما من المنفى و 48 عاما من الاحتلال على عقد رسالة السلام. ولكن الآن، لقد تعبنا من المكالمات للمفاوضات "الغير مجدية"،حيث أننا لا نصل إلى كنائسنا نظرا لقوة أجنبية واستمرار من الذل واحتلال غير مرغوب فيه. فنحن بحاجة إلى اتخاذ قرارات للامم المتحدة ليتم تطبيقها. نحن بحاجة إلى الاعتراف بالمبدأ البشري البسيط: لا يحق لأي طرف او جهة فرض احتلاله على الآخرين.. ونحن في انتظار لهذا اليوم الذي سوف ترن أجراس كنائسنا احتفالا بالحرية والعدالة للجميع، الفلسطينيين والإسرائيليين.

على المسيحيين واجب مقاومة الظلم فالاحتلال العسكري الإسرائيلي هو القمع. ونعتقد أن المجتمع الدولي وبشكل خاص جميع دول العالم لم تفعل ما يكفي من أجل تحقيق سلام عادل ودائم. لا يمكنكم مواصلة حبس حقنا في الحرية وتقرير المصير باعتباره حق الإسرائيليين. لدينا الحق الطبيعي في أن نكون احرارا وجميع دول العالم لديها واجب أخلاقي وقانوني وسياسي لمحاسبة إسرائيل تجاه عدم تطبيق قرارات الأمم المتحدة ودعم الفلسطينيين في المقاومة الشعبية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 مع القدس الشرقية عاصمة لها.

إلى متى سوف تستمروا في قبول انتهاكات إسرائيل للقرارات الخاصة بنا؟ إلى متى سوف تسمحوا بتدمير آفاق السلام من قبل الاستعمار والاستيطان الإسرائيلي؟ الى متى سوف يسمح للإسرائيليين أن يعاملوننا كأجانب في وطننا؟ إنهاء الاحتلال هو السبيل الوحيد للإسرائيليين والفلسطينيين والمسيحيين والمسلمين، وجميع شعب الأرض المقدسة، في التمتع بحياة من الازدهار والتقدم. بل هو أيضا أضمن طريقة لتأمين استمرار الوجود المسيحي في أرضنا المقدسة، وعن جملة منح إسرائيل الأمن وهي مستمرة في هذا الطلب، نقول انه بدون عدالة لا يمكن أن يكون هناك سلام ولا أمن لأحد.

لقد حان الوقت لجميع دول العالم أن تفهم أن السبيل الوحيد لهزيمة التطرف والإرهاب في منطقتنا هو تحقيق العدالة للجميع، بدءا بإنهاء الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني، تاركا جرحا مفتوحا لا يزال ينزف، ومت نراه ان الآمال في قيام دولة فلسطينية مستقلة تكون أكثر بعدا نظرا لتوسع المستوطنات الإسرائيلية والقيود العديدة المفروضة على شعبنا، بما في ذلك التشريد القسري.

في وثيقة كايروس لدينا، نحن المسيحيين الفلسطينيين، نعلن أن الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية هو خطيئة ضد الله والإنسانية لأنه يحرم البشر من حقوقهم الإنسانية الأساسية، التي منحها الله للبشرية.

ونحن نعتقد أن الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 هي الخطوة الأولى نحو تغيير الوضع الراهن. حظر منتجات المستوطنات وتجريم الشركات والمنظمات المرتبطة بها مباشرة أو غير مباشرة للاحتلال الإسرائيلي هو أيضا لا بد منه. بعد 67 سنوات من بداية النكبة الفلسطينية في العام 1948 و48 سنوات بعد الاحتلال في عام 1967، فقد حان الوقت لدولة فلسطينية متحررة وتصبح عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة. لقد حان الوقت لإسرائيل لترى أين يمكن العثور على أمنها الحاضر والمستقبل. لقد حان الوقت لإسرائيل أن ترى أن كل قوتها العسكرية، والعنف ضد الفلسطينيين، هو غير مجدي و بلا نفع. بتوفير الأمن للفلسطينيين فقط سيتحقق الأمن للإسرائيليين.

وهذا هو السبب في أننا ندعو جميع حكومات العالم أن تؤيد تماما سعي الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال

المجتمع الدولي، وخاصة جميع دول العالم، لديها مسؤولية تاريخية تجاه هذا الصراع، وحقوق الشعب الفلسطيني. جميع دول العالم لطالما دافعت عن قيم السلام وحقوق الإنسان. ندعو جميع دول العالم ان تطبق الآن هذه القيم في هذا الصراع، التي كانت قد أنشئت، منذ سنوات، وتساعد على التوفيق بين الإسرائيليين والفلسطينيين، من باب الأمن للإسرائيليين، والدولة المستقلة والحرية والكرامة الإنسانية للفلسطينيين.

من الأراضي المقدسة، ندعوكم أن تأخذوا هذا الموقف المبدئي للاعتراف بدولة فلسطين والالتزام بالمسؤوليات القانونية الخاصة بها كدولة تحت الاحتلال، من أجل أن نكون قادرين يوما تحقيق العدالة والسلام في أرض أمير السلام، يسوع المسيح.