موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢١ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٩
الأب عزيز حلاوة يوضح من القدس: لهذا يوجد مذود الميلاد في إيطاليا؟

الأب عزيز حلاوة :

 

اول ذكر في إنجيل القديس لوقا (٢: ٦–٧): "وبَينَما هما فيها حانَ وَقتُ وِلادَتِها، فولَدَتِ ابنَها البِكَر، فَقَمَّطَتهُ وأَضجَعَتهُ في مِذوَدٍ لأَنَّهُ لم يَكُنْ لَهُما مَوضِعٌ في الـمَضافة".

 

– قام البابا سيكستُس الثالث سنة ٤٣٢ ببناء مغارة تحت هيكل الكنيسة القديمة لسانتا ماريا ماجوري في روما، تشبُّهًا بمغارة الميلاد في بيت لحم، هكذا أصبح اسم الكنيسة هذه “سانتا ماريا للمذوَد” Santa Maria adpreseptem

 

– كان مذود بيت لحم موضع تكريم شعبيّ لدى الحجاج الّذين كانوا يتوافدون على فلسطين للحج المقدّس في القرون الأربعة الأولى وأيضًا على مدى العصور، وبسبب هذه التقوى الشعبيّة استطاع بعض الحجاج الحصول على قطع من خشب مذود بيت لحم الأصلي ليحملها معه إلى بلاده، وهكذا وصلت إلى روما، وتمّ الاحتفاظ بها في حافظ للذخائر reliquiario وقد عُرف هذا الحافظ للذخائر باسم “المهد المقدّس” Sacra Culla (cunabulum).

 

– يعود وجود ذخيرة المذود هذه في روما إلى عهد البابا ثيودورُس الأوّل، وأصله فلسطيني، أي من مواليد القدس (بابا من سنة ٦٤٢–٦٤٩)، وقد حصل عليها بعدما كان مستحيلًا على البطريرك صفرونيوس الوصول من القدس إلى بيت لحم للاحتفال بعيد الميلاد على عادته نتيجة احتلال الشرقيين لفلسطين سنة (ويذكر البطريرك صفرونيوس في إحدى عظاته وبحرقة قلب كيف مُنِع عليه الاحتفال بعيد الميلاد في بيت لحم سنة ٦٣٦)، مما دفع بالبابا الفلسطيني إلى استحضار المذود فيما بعد إلى روما لحمايته وللتعويض عن بيت لحم بالاحتفال بعيد الميلاد أمام المذود الحقيقي في روما.

 

– قام البابا غريغوريوس الحادي عشر (١٣٧٠–١٣٧٨) بتجميع قطع الذخائر الخشبيّة من مذود المسيح في صندوق واحد في المغارة تحت هيكل البازيليكا.

 

– يحتوي هذا الصندوق الزجاجي على خمس شرائح من خشب القيقب الأحمر (acero).

 

– تُعتَبَر بازيليكا سانتا ماريا في روما من المراحل الليتورجيّة التي تجري فيها ليتورجيا عيد الميلاد، حيث تُقام فيها المرحلة الأولى، أي قدّاس نصف الليل ويترأسه البابا، أمّا القدّاس الثاني فيتمّ في بازيليكا سانتا أناستازيا في الفجر والثالث في بازيليكيا مار بطرس (الفاتيكان) في النهار. وهذا كلّه تشبُّهًا في الليتورجيا الأورشليميّة التي، ومنذ القرن الرابع، كانت تحتفل بعيد الميلاد في ثلاث مراحل في بيت لحم، وهي أوّلًا في مغارة الرعوات في بيت ساحور ثم في مغارة الميلاد وثالثًا في كنيسة المهد. ولكن هنالك مرحلة رابعة، أي قدّاس نهار العيد والّذي كان يُحتَفَل به ليس في بيت لحم بل في القدس، في كنيسة القيامة، طبعًا السبب هنا لاهوتيّ بامتياز وهو لارتباط سرّ التجسُّد الإلهي بسرّ الفداء.