موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٥ ابريل / نيسان ٢٠١٩
الأب رفيق جريش يكتب: النداء والوثيقة

الأب رفيق جريش :

خلال زيارة المجاملة التي قام بها البابا فرنسيس إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، عصر السبت، 30 مارس الماضي، وقع الطرفان على نداء مشترك بشأن القدس للتأكيد على ضرورة أن تبقى هذه المدينة مدينة سلام ومكانًا للقاء.

والشيء المفاجئ أن هذا النداء لم يكن في برنامج الزيارة كأن شيئًا مُلحًا جعل البابا والعاهل المغربي يوقعان هذا النداء، ربما قلقهم عما يحاك من مؤمرات حول القدس والأراضي المقدسة وآخرها اعتراف الرئيس الأمريكي ترامب بضم الجولان لإسرائيل متحديًا المجتمع الدولي وقرارات الأمم المتحدة وسلب ما لا يملكه لصالح إسرائيل.

بمناسبة زيارة قداسة البابا فرنسيس للمملكة المغربية، فإن قداسته وصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، إقرارًا منهما بوحدة القدس الشريف وحرمتها، وحفاظًا على بعدها الروحي ومكانتها المتميزة كمدينة للسلام، قد اتفقا على إصدار النداء التالي:

«إننا نؤكد أهمية المحافظة على مدينة القدس الشريف، باعتبارها تراثا مشتركا للإنسانية، وبوصفها، قبل كل شيء، أرضا للقاء ورمزا للتعايش السلمي بالنسبة لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث، ومركزا لقيم الاحترام المتبادل والحوار. ولهذه الغاية ينبغي صيانة وتعزيز الطابع الخاص للقدس الشريف كمدينة متعددة الأديان، إضافة إلى بعدها الروحي وهويتها الفريدة. لذا، فإننا نأمل أن تُكفَل داخل المدينة المقدّسة حرّية الولوج إلى الأماكن المقدّسة، لفائدة أتباع الديانات التوحيدية الثلاث، مع ضمان حقّهم في أداء شعائرهم الخاصة فيها، بما يجعل القدس الشريف تصدح بدعاء جميع المؤمنين إلى الله -تعالى- خالق كلّ شيء، من أجل مستقبل يعمّ فيه السلام والأخوة كل أرجاء المعمور».

ويأتي هذا القرار بعد الوثيقة التاريخية التي وقعها قداسة البابا فرنسيس والأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب في أبوظبي، فبراير الماضي، «حول الأخوة الإنسانية» لدحض أفكار المتطرفين، فأصبحت الوثيقة والنداء مكملين لبعضهما، برفض كل أساليب التطرف وعدم العدالة وكذلك رفض الظلم التي يقع على الآخر.

فالتطرف ليس فقط من قبل الإرهابيين كداعش وأخواتها، ولكن التطرف والمغالاة والظلم والعدوان على ممتلكات الشعوب من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، هكذا تتضامن الأديان، وتعلن الحق، وتعمل على رفع الظلم، وتخاطب الضمير الإنساني لعله يجد آذانًا مُصغية.

(المصري اليوم)