موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الإثنين، ١٣ فبراير / شباط ٢٠١٧
الآثار والمتاحف الأردنية في خدمة قيم احترام التعددية لدى طلبة المدارس

اربد - جامعة اليرموك :

برعاية وزير التربية والتعليم ومشاركة كل من رئيس جامعة اليرموك الأستاذ الدكتور رفعت الفاعوري والسفير الفرنسي في عمان ديفيد بيرتيلوتي تم افتتاح مشروع "الآثار والمتاحف الأردنية في خدمة قيم احترام التعددية الثقافية الإجتماعية لدى طلبة المدارس" في كلية الآثار والأنثربولوجيا.

وتقوم فكرة المشروع على تنظيم برنامج للزيارات المدرسية لطلبة المدارس من حوالي ثلاثين مدرسة من محافظة اربد على مدى حوالي الخمسة أشهر إلى متحف التراث الأردني في جامعة اليرموك وحيث سيقوم فريق من المختصين في علوم الآثار والأنثروبولوجيا والتراث الثقافي بمرافقة الطلبة وتقديم قراءة علمية لتاريخ الأردن مجتمعًا وأرضًا من خلال الإستعانة بالقطع الأثرية الموجودة في المتحف. كما يشتمل المشروع على تنظيم زيارات لطلبة المدارس الى مجموعة من المواقع الأثرية، ويشتمل أيضًا على تنظيم عدد من الورش التدريبية تتعلق بدور المتحف في الحياة الإجتماعية والثقافية. وسيتكفل المشروع بتغطية كافة نفقات المواصلات والطعام للطلبة وبحيث لا يتحملوا أي نفقات مالية.

وقال السفير بيرتولوتي في كلمته إن الحكومة الفرنسية تعي مدى أهمية المحافظة على التراث الحضاري والثقافي في العالم وخاصة في منطقة الشرق الاوسط التي عانت في الآونة الأخيرة من اضطرابات متعددة على المستويين السياسي والثقافي، لافتًا إلى أن المشاركة الفرنسية في المؤتمر العالمي لحماية التراث الحضاري والعالمي الذي عقد مؤخرًا في مدينة أبو ظبي جاءت بهدف تأمين الدعم الدولي لمختلف مواقع الإرث الحضاري والثقافي في المنطقة العربية.

وأشار إلى أن هذا المشروع من شأنه زيادة الوعي لدى طلبة المدارس بضرورة المحافظة على الإرث الحضاري والثقافي في بلدهم وذلك من خلال تكثيف زيارتهم للمواقع التراثية والأثرية، وعقد ورش العمل والمحاضرات العلمية في هذا السياق، مما ينعكس ايجابا على إنشاء جيل واعٍ قادر على حماية مقدرات بلده الحضارية والثقافية.

وأشاد بيرتولوتي بالسمعة العلمية المرموقة لجامعة اليرموك على المستوى الدولي، مؤكدًا سعي السفارة لتعزيز تعاونها مع اليرموك في مختلف المجالات الأكاديمية الآثار، والقانون، واللغة الفرنسية، لافتًا إلى أن السفارة تطمح لنشر تعليم اللغة الفرنسية بين طلبة الجامعة من مختلف التخصصات وعقد دورات متخصصة في اللغة الفرنسية لإكسابهم مهارات اللغة الأساسية مما يساعدهم على استكمال دراستهم العلمية في مختلف الجامعات الفرنسية.

من جانبه أكد الفاعوري أن اليرموك تهدف ومن خلال عقد العديد من المشاريع والأنشطة الثقافية والعلمية إلى الإندماج مع المجتمع المحلي حيث يعد تنفيذ هذا المشروع خير دليل على ذلك، لاسيما وأنه يهدف على إدماج طلبة المدارس في مختلف الأنشطة العلمية التي تنظمها كلية الآثار والأنثروبولوجيا في مجال المحافظة على الإرث الثقافي والحضاري، والإطلاع على محتويات متحف التراث الأردني الأمر الذي سيشكل لديهم حافزا قويا بضرورة المحافظة على هذا الإرث كونه جزءا من حضارتنا وتاريخنا، بالإضافة إلى زيادة الوعي الطلبة بضرورة فهم الثقافات والحضارات الأخرى على الرغم من الإختلافات بينها.

وأشار إلى منطقتنا العربية غنية بالتنوع الحضاري والثقافي لكن يواجهها العديد من التحديات على المستوى السياسي والثقافي للمحافظة على هذا الإرث مما يحتم على مختلف حكومات دول العالم أجمع تكاتف جهودها وتأمين الدعم اللازم للمحافظة عليه.

بدوره ألقى الدكتور حسين الشرعة كلمة باسم وزارة التربية التعليم ثمن من خلالها جهود كلية الآثار والسفارة الفرنسية لتنفيذ هذا المشروع الذي سينمي لدى الطلبة حب المعرفة والفخر والإعتزاز بتاريخنا وحضارتنا العريقة من خلال برنامج متكامل لزيارة متحف التراث الأردني في الجامعة للتعرف على ما يحويه من قطع أثرية تحمل في طياتها ما مر به الأردن من تعاقب للحضارات على مر العصور الأمر الذي ينمي لديهم روح المواطنة الصالحة وحب الأرض والإنتماء اليها، والتعايش السلمي مع كافة أفراد مجتمعه.

وفي كلمته قال عميد كلية الآثار والأنثروبولوجيا د. عبدالحكيم الحسبان أن المشروع يهدف الى تعزيز دور الآثار والمتاحف في صناعة الهوية الوطنية الأردنية، كما يهدف الى تشجيع استخدام وسائل تربوية لا منهجية جديدة تساعد الطلبة في محاولتهم إعادة قراءة تاريخ بلادهم قراءة علمية موضوعية بعيدا عن القراءات الايديولوجية المغلوطة التي تقدم صورة مشوهة عن تاريخ بلادنا ومجتمعاتنا والتي قد تقدم مبررات وذرائع للبعض لممارسة التطرف والإبتعاد عن قيم الوسطية والإعتدال واحترام الاخر التي لطالما مارسها شعبنا الأردني وطالما عاشتها مدننا الأردنية وحيث عاش المسلم والمسيحي، والقروي والمديني وعلى مدى التاريخ بتعايش وتناغم واحترام متبادل.

وأضاف أن المشروع يهدف الى إعادة صياغة العلاقة بين الإنسان الأردني والمتاحف الوطنية وبحيث يتحول المتحف الى أداة فعالة في تشكيل وعي الإنسان الأردني بهويته ومعرفته بتاريخه وتاريخ بلاده وتاريخ المنطقة وبما يمكنه من الوصول الى قراءة أكثر علمية لهذا التاريخ.

وحضر الإحتفال الذي جرى في ساحة متحف التراث الأردني في الكلية حشد من الضيوف كان من بينهم مديرة مكتب اليونسكو في عمان والملحق الثقافي الألماني في عمان ومديرة المعهد البروتستانتي للآثار في عمان. كما حضره عدد من العمداء والزملاء في جامعة اليرموك.