موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الإثنين، ٩ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٥
افتتاح مؤتمر "هجرة المكونات الدينية والاثنية من منطقة الشرق الأوسط"
عمّان – بترا ، تصوير: سورين خودانيان :

دعا رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز إلى جهد حقيقي توعوي للتعريف بأسباب هجرة المسيحيين وغيرهم من منطقة الشرق الاوسط، مؤكداً أهمية التعامل وفق مبدأ المواطنة، وتفعيل القوانين والتشريعات التي تجرم خطاب الكراهية والفتنة والاساءة الى الاديان والشرائع السماوية.

جاء ذلك خلال رعايته أمس الاثنين افتتاح مؤتمر "هجرة المكونات الدينية والأثنية من منطقة الشرق الأوسط"، الذي ينظمه المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، بالتعاون مع مركز نيسان للتنمية السياسية والبرلمانية، ومؤسسة كونراد اديناور الألمانية.

وأشار الفايز إلى أن مسيحيي الشرق ليسوا طارئين، بل جزء أصيل ورئيس من أمتنا ونسيجنا الاجتماعي والثقافي والحضاري، وعروبتهم أمر لا جدال فيه إلا لمن يرغب في إثارة الفتن، وتغذية روح الانقسام والتفرقة، وتقسيم بلادنا إلى دويلات طائفية ومذهبية ضعيفة.

وأكد أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني كان خطابه على الدوام جامعاً يعظم القواسم المشتركة بين مختلف الأديان، ويدعو إلى نشر ثقافة المحبة والوئام، وتعزيز القيم الإنسانية، ونبذ خطاب الكراهية، وهو ما جعله عنواناً لأخوة إنسانية نفاخر بها، وخصوصية تحول دون تمكين القوى الظلامية من تنفيذ مخططاتها في بلدنا، معرباً عن ثقته وإيمانه بالعيش المشترك الذي يجسده الأردنيون مسلمون ومسيحيون قولاً وفعلاً كأسرة واحدة تحت الراية الهاشمية إخوة متحابين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات.

ولفت إلى أن إزدياد هجرة الأقليات الدينية والاثنية من منطقتنا يأتي بسبب ظهور قوى الإرهاب والتطرف وتغذية النزاعات على أسس دينية واثنية وطائفية مما تسبب في أعمال قتل وتدمير لا تجيزه الشرائع السماوية ولا يقره عاقل، إضافة إلى أسباب متعلقة بالأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وعجز الأنظمة السياسية عن حماية الأقليات، مطالباً العالم بتحمل مسؤولياته الاخلاقية والانسانية باتخاذ مواقف أكثر جدية وفاعلية للتصدي للإرهاب واقتلاعه، وأن تعمل الدول الكبرى معنا على أسس تشاركية في معركتنا ضد قوى الإرهاب لحماية شعوب المنطقة والحد من هجرتهم.

وقال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب رفعت بدر أن الأردن أخذ على عاتقه أن يكون فكرياً منيراً وتوعوياً ليس لأبنائه فحسب، بل هو رسالة لدول الجوار والعالم، لافتاً إلى أن الأردن بعد عشرة أعوام مثل اليوم يخرج مستذكراً أعمالاً شيطانية أرادت أن توئد أعراسه وتجعل منه غابة أحزان، لكنه باق ويشكل من كل مأساة عرساً وطنياً حقيقياً شاملاً للجميع.

وأوضح أن الهجرة أصبحت تهجيراً قسرياً واقتلاعاً جذرياً من بيوت وأوطان الآباء والأجداد، بفعل التطرف ومحاولات الإلغاء للآخر الديني والاثني، وهو ما سوف يخلق لوناً واحداً في الشرق الذي لم يعتاد إلا على التعددية الراقية والفكر النير، مؤكداً ضرورة الحوار للحفاظ على المكونات الرئيسية في بناء المجتمعات العربية والشرق أوسطية حاضراً ومستقبلاً، وبناء الجسور الواصلة وليس الجدران الفاصلة، وتكوين ثقافة اللقاء عوضاً عن ثقافة الإلغاء البغيضة والمميتة والقاتلة.

ولفت رئيس مركز نيسان للتنمية السياسية والبرلمانية العين بسام حدادين إلى التفاف الأردنيين حول قيادتهم الهاشمية في لفظ الإرهاب، مطالباً بالتفاعل مع موضوع المؤتمر بكل جدية وتشخيص الواقع لتقديم مقترحات وتوصيات وحلول. فيما مدير منظمة كونراد اوتمار اورينغ إلى أهمية المؤتمر في هذا التوقيت الذي يشهد حرب عالمية وتصاعد الإرهاب ضد الحرية والسلام والعدالة.

ويبحث المؤتمر الدولي على مدار يومين، بمشاركة مختصين أردنيين وعرب، وطلبة من الجامعة الأمريكية في مأدبا، بالإجراءات والسياسات التي تدعم بقاء المكونات الدينية والأثنية في مناطقها، والحد من هجرتها المتزايدة نتيجة الأوضاع في العراق وسوريا وتصاعد الإرهاب، والاشكالات الحاصلة مع الأقباط في مصر، والتهجير الإسرائيلي لمسيحيي القدس وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالإضافة إلى العوامل المتعلقة بالظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والخصائص الثقافية والمهنية، وجاذبية الدول التي يهاجرون إليها، وما تقدمة من تسهيلات.

وتحدثت في الجلسة الأولى للمؤتمر، التي أدارها النائب عاطف قعوار، الباحثة آمنة الذهبي عن هجرة الأقليات من العراق وتهجيرها القسري، والتمييز والاقصاء والدوافع الاقتصادية. وأرجع الباحث التربوي ذوقان عبيدات في ورقته أسباب التطرف إلى الفكر الأحادي السائد، داعياً إلى التركيز على بناء الذات وتشكيل هوية جامعة.

وقدمت الأمين الأول لحزب الشعب الديمقراطي (حشد) النائب عبلة أبو علبة ورقة دعت فيها إلى حماية التنوع بالقانون والمؤسسات والديموقراطية والمساواة ، موضحة أن هجرة الشباب الفلسطيني شهدت تزايداً بعد إتفاقية اوسلو، وهو ما يؤشر إلى غياب المشروع الوطني التنموي. وعرض المطران قيس صادق في الجلسة الثانية لورقته حول حقـوق الإنسان بين النظرية والتطبيق، كما عرض الناشط سائد كراجة ورقة عمل أخرى حول حقوق الإنسان.