موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٠ يونيو / حزيران ٢٠١٦
افتتاح سينودس الروم الكاثوليك، وأوضاع أبرشية الأردن على جدول أعمالها

بيروت - أبونا :

افتتح البطريرك غريغوريوس الثالث لحّام، بطريرك أنطاكية للروم الملكيين الكاثوليك، صباح اليوم الاثنين، في لبنان، سينودس أساقفة الكنيسة الملكية، حيث أشار غبطته إلى أن السينودس "سيعالج بالطبع وضع الأبرشية في الأردن الحبيب".

وقال البطريرك لحّام في كلمته: "سنتناول بدرجة أولى أموراً تتعلق بحياة كنيستنا في كل أبرشياتنا في الشرق وفي بلاد الانتشار بحيث تقدم كل أبرشية تقريراً، وهكذا تتكون لدينا صورة متكاملة لبطريركيتنا في أنطاكية والإسكندرية وأورشليم في أوروبا وفي كندا وأميركا الشمالية والجنوبية وأستراليا ونيوزلندا. وسنناقش القضايا الخلافية بين فريق من المطارنة والبطريرك بكل احترام وصراحة وشفافية وبروح الحوار والمحبة".

وأضاف "كما سنعالج واقع الحرب الدامية التي تضرب بلادنا العربية، لاسيما سورية والعراق وفلسطين ويتأثر بها لبنان ومصر، حيث تتواجد كنيستنا الرومية الملكية بنوع خاص. وسنتوقف بنوع خاص عند مآسي رعايانا في أبرشياتنا في سورية، وفي دمشق، وحمص وجبل العرب، وحلب الجريحة واللاذقية. وقد طالنا جميعا النصيب الوافر من القتل والدمار والخراب والنزوح داخل سورية وخارجها. فضربت الحرب مقومات كنيستنا في الحجر والبشر".

تابع البطريرك لحّام: "كما سنعالج بهذا السياق بنوع خاص واقع النزوح إلى أوروبا حيث النزوح الأكبر إلى السويد حيث لنا رعية، وإلى ألمانيا حيث ليس لنا رعية. وسنعالج وضع أولادنا في أميركا اللاتينية حيث ليس لنا وجود كنسي راعوي منظم. وبالطبع سنعالج وضع أبرشيتنا في الأردن الحبيب. كما سنستعرض وضع إكليركية القديسة حنة. وإننا نلاحظ بأسف شديد تدني عدد الدعوات الكهنوتية والرهبانية في أبرشياتنا كلها".

وعن الأوضاع اللبنانية فقال: "نطلق نداء إلى جميع الأحزاب اللبنانية والوزراء والنواب والفعاليات الروحية والسياسية والاجتماعية لكي نقف معاً وقفة وطنية واحدة لأجل تسريع انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. إن الأوضاع الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والمعيشية وخطر الإرهاب الذي يهدد السلم الوطني. كل هذا يحتم علينا جميعاً وضع مصلحة لبنان فوق كل مصلحة. ومصلحة لبنان العليا اليوم هي انتخاب رئيس للجمهورية".

وأما بشأن الحرب على سورية وفي المنطقة بأسرها فقال: "نردد ما ننادي به في المؤتمرات التي نشارك فيها. من ذلك هذه الأسطر: من هنا أهمية اهتمام الكنيسة في الغرب بالمساعدة الروحية للنازحين حتى يلتقي هؤلاء النازحون السوريون المسيحيون وحتى المسلمون يلتقوا مع كنيسة الغرب المؤمنة، وإلا فإن مؤمنينا سيضيعون إيمانهم وقيمهم، والمسلمون سيكون حقد في قلبهم تجاه غرب يشكل خطراً على إيمانهم. مستقبلنا كمسيحيين لا يجب أن نفصله عن مستقبل الإسلام والمسلمين. نحن كنيسة العرب وكنيسة الإسلام مع ولأجل".

أضاف: "أوجه اللوم إلى العالم الأوروبي. إنه يعلن حقوق الانسان ويقف صامتاً اليوم ومنقسماً أمام أزمات الشرق. والمسيحيون في أوروبا والاتحاد الأوروبي وأميركا عليهم أن يعوا مسؤولياتهم. إنهم منقسمون أمام الأزمة وأمام داعش، ولهذا فلا يمكنهم أن يحاربوا داعش، ولا يمكنهم أن ينتصروا عليها. كما أن كل تدخل بدون رؤية إلى المستقبل وإلى الحل والبديل سيكون وبالاً ودماراً ومآسي".

وقال: "أوجه ندائي إلى العالم: إذا انطفأ نور المسيحية في الشرق سينطفئ في العالم. حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو من أهم الأمور التي تخفف من خطر الحركات الإسلامية ومن خطر وجود المسلمين في أوروبا. لا تحكموا على مجتمعنا وحتى على كنيستنا وتهملوا رأينا ووجهة نظرنا وخبرتنا. هل تعلمون أن أكثر البطاركة في الشرق لا يتفقون معكم حول حكمكم على هذا أو ذاك من الرؤساء والأحزاب والحكومات في شرقنا العزيز؟ الحرب على سورية. أين العرب؟ أين المجتمع الدولي؟ إرهابيون يدخلون سورية، من جنسيات متعددة، بأعداد كبيرة، وباعتراف دول ومنظمات. أين هي مسؤولية الدول التي يحمل الإرهابيون جنسياتها؟ علينا أن نكون كمسيحيين حقاً عاملي وصانعي سلام، وعلينا أن يكون لنا موقعنا لأجل تحقيق هذا الهدف".

تابع البطريرك لحّام: "خواطر هادفة لسينودسنا؛ أسوق هذه الخواطر لأجلنا نحن كرعاة لشحذ هممنا أمام مسؤولياتنا الخطيرة جداً في تاريخ مشرقنا المسيحي. فهو مليء بالأخطار والمآسي التي تهدد حضورنا المسيحي ودورنا ورسالتنا وشهادتنا. هذه الخواطر تساعدنا أيضا لكي نجابه آلام ومخاوف وهواجس وقلق رعايانا الذين تطالهم هذه الحروب والأخطار في صميم حياتهم، في أسرهم، وأولادهم، وعملهم، وممتلكاتهم، ومستقبلهم كله. وأرى أن هذه الخواطر مهمة لأجل توجيه وتصويب تفكيرنا ومداولاتنا وقراراتنا بشأن جدول أعمال هذا السينودس المقدس وبشأن الأسس الرعوية وثوابتها، وبشأن قناعاتنا وقناعات أبنائنا وبناتنا، ومجمل عملنا الرعوي وخدمتنا الكهنوتية المقدسة".

وختم بالقول: "نوجه النداء إلى أبنائنا المنتشرين في رعايانا في أوروبا، ولاسيما في أبرشياتنا في المهاجر لكي يجمعوا المساعدات لكي نتمكن من مجابهة المآسي المتزايدة يوما بعد يوم. فأين أولادنا في المهاجر وأين المتمولون الكبار؟ كيف نخاطبهم ونحثهم على العطاء والتبرع؟ نحن كنيسة البشر والحجر، وكنيسة الإعمار: بعد تدمير الكنائس، نعيد الترميم والتدشين. نوجه النداء إلى المغتربين من أبنائنا، لأن يكونوا سفراء بلدانهم في مناطق انتشارهم، وأن يشكلوا قوى ضاغطة للإسهام في إعادة السلام إلى سورية والعراق ولبنان، وأن يساعدوا أهلهم وأبناء وطنهم للصمود في أرضهم. ولا أزال أدعو كل الفرقاء السوريين إلى الحوار والمصالحة والتلاقي لوضع خطة سريعة لإنقاذ الوطن من مأساة مدمرة! أمام هذه المآسي أخاف من أن ننسى فلسطين وقضية السلام"، محذراً من سيناريوهات وتقسيمات جديدة للمنطقة.