موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٨ فبراير / شباط ٢٠١٩
افتتاح دار البابا فرنسيس للمسنين وشقق سكنية للعائلات الشابة في أربيل

أربيل – ستيفان شاني :

افتتح رئيس أبرشية أربيل الكلدانية المطران بشار متي وردة مجمع ماكفني السكني، والذي يضمن دار البابا فرنسيس للمسنين ومجمع الشقق السكنية للشباب المتزوج حديثًا. وجرت الاحتفالية بحضور محافظ أربيل نوزاد هادي، ولفيف من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات، وممثلي الهيئات الدبلوماسية في أربيل، إضافة النواب المسيحيين ورؤساء الأحزاب، وحشد من الحضور، الذي أشاد بأهمية مثل هذه المشاريع.

وفي يلي نص كلمة المطران وردة:

أرحب بكم جميعاً في هذا اليوم المُبارك في حياة الإيبارشية في إفتتاح هذا المجمّع، مجمّع ماكفني السكني الخيري، والذي جاء تلبية لنداء البابا فرنسيس الذي وجهّ نداءً إلى أساقفة الكنيسة الكاثوليكية بتاريخ 2 أيار 2016، بضرورة التفكير في تأسيس "مشاريع رحمة دائمية" (مدارس، مُستشفيات، مياتم، دور مسنين، دور عجزة، دور للمشردين)، كثمار لسنة الرحمة.

وإستجابة لحاجة المسنين، الذين نريد لهم حياة كريمة في عمر الحكمة هذا، ولشبيبة الإيبارشية الذين يتطلعون لبناء مستقبل زاهر لهم في أربيل، أرض الآباء والأجداد، ناقشنا مع السيّد كارل أندرسن الفارس الأول في لجماعة فرسان كولمبس، وهي اكبر تجمع كاثوليكي علماني في العالم، وساهموا على نحو كبير في إغاثة النازحين في العراق وسوريا آبان هجمات داعش الإرهابية، فصار الإتفاق على مشروع بناء شقق سكنية واطئة الكلفة في هذه المجمّع إضافة إلى دار للمسنيين ليتوافق مع نداء البابا فرنسيس. فالشكر كل الشكر لفرسان كولمبس ولجهودهم الكبيرة في مساندة قضيّة المسيحيين والإيزيديين، وحرصهم على تأمين حياة كريمة لهم في أرض الآباء والأجداد.

يضم هذا المجمّع مشروعين خيرين: الأول دار البابا فرنسيس لرعاية المسنين بسعة 40 غرفة مع كافّة المرافق الخدمية ذات العلاقة، والمشروع الآخر 80 شقة سكنية للشباب المتزوجّ حديثا بمختلف التصاميم والمساحات، تساعدهم في سنوات زواجهم الأولى.

ستحرص الإيبارشية على تقديم أفضل الخدمات للمُسنين ليعيشوا بكرامةٍ في هذا الدار ، وستكون لنا هذه الخبرة فرصة للتعلّم وتوسيع هذا النشاط الإجتماعي – الخيري، ليشمل لاحقا العناية العجزة والمشردين، ومرافقتهم في سنوات شيخوختهم المُكرَّمة. وتمّ تكليف السيد نظير بولص شمعون بمواصلة ما قمت به جمعيّة الرحمة من دراسات وتحضيرات حول هذا المشروع، وأريد أن أشكرهم لجهودهم في ذلك وبإشراف الأب سالم ساكا. وسنُعلِن قريبا عن بدءِ التسجيل في الدار لتهيئة ما يلزم لكل حالةٍ مُسجلّة.

كما وكلّفت الشماس فريق صليوا بنيامين للعمل مع الهيئة الإدارية لنادي شباب عنكاوا لإدارة مشروع الشقق السكنية، والذي نأمل أن يبدأ الإنتقال إلى المجمّع قبل عيد القيامة القادم. مهمّة اللجنة هو إدارة مشروع الشقق السكنية للشباب والتي ستقدم من قبل الإيبارشية مجاناً، فلا إستفادة مادية من المشروع، على أن يتعهد شاغلوا الشقق السكنية بتحمّل رسوم الماء والكهرباء والإدامة وفق الشروط ستضعها اللجنة لاحقا، وأوصي للجنة بضرورة اختيار دقيق للشباب المستفيد من المشروع.

بالنسبة لنا كإيبارشية لن نتدخل في الاختيار بل سيخصع الأمر كليا إلى قرار الهيئة الإدارية للمشروعين، وأتمنى عدم مراجعتي أو أي من الآباء الكهنة حول ذلك، فالقرار هو لهم. كما ونتطلّع لسماع آرائكم ومقترحاتكم العملية والتي تُسهم في تطوير المشروع واختيار الأكثر إستحقاقاً من خلال الكتابة إلى الهيئات المسؤولة عن دار المسنين ومجمّع الشقق السكنية فهدفنا هو واحد وهو خدمة المسنين ليهنئوا بحياة كريمة والمساعدة في التخفيف عن أعباء تأسيس عائلة بالنسبة للشباب.

أجدد شكري لكل مَن ساهم في إنجاز هذين المشروعين، والشكر كل الشُكر موصول إلى أهلنا في أربيل حكومة وشعباً لتسهيل سُبل الحياة الكريمة لأهلنا النازحين إبان هجمات عصابات داعش الإرهابية، وقدّمت التسهيلات اللوجستية اللازمة والتي مكّنت رؤساء الكنائس وممثلوا منظمات الإغاثة من زيارتنا والوقوف عند احتياجات ضحايا هذه الإبادة الجماعية.

شكراً لك أخي المحافظ، نوزاد هادي، على متابعتك لهذا الملف، وحرصك على تحقيق تطلّعات حكومة أقليم كوردستان لتقديم ما يلزم من إجراءات إدارية كانت سببا في حل الكثير من المشاكل. أشكرك من كل القلب. والشكر لعنكاوا والتي ستبقى دوما الأرض المحبة للخير والإحسان، ونريد معاً أن تواصل مسيرة العطاء هذه، لتكون عنكاوا كما كانت دائمًا البيت الذي يستقبل المضطهدين، ولكننا، نرغب معًا في الحفاظ على خصوصية هذا البيت ليبقى آمنًا ويحكي قصة تاريخ شعبٍ أصيل. الشكر للكادر الإداري المشرف على دار المُسنين والشقق السكنية في مهمتهم الجديدة داعين لهم بداوم الخير. والشكر لكم لحضوركم معنا اليوم، ربنا يبارك الجميع.