موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٩ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٥
افتتاح الجامعة الكاثوليكية في اربيل (CUE) في بلدة عنكاوا
عنكاوا - ستيفان شاني :

 

تحت رعاية المطران بشار متى وردة، رئيس أبرشية أربيل الكلدانية، وبحضور ممثل رئيس حكومة الإقليم وجمع من الأساقفة والكهنة، ولفيف من الشخصيات الحكومية والدبلوماسية والأكاديمية، أقيمت يوم الثلاثاء مراسيم افتتاح "الجامعة الكاثوليكية في أربيل"، في حفل مهيب في إحدى قاعات الجامعة في بلدة عنكاوا.

 

وبعد قراءة نص إنجيلي من التطويبات، والوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء العراق، ألقى المطران وردة، العقل المدبر لتأسيس الجامعة، كلمة قال فيها: إن "تأسيس الجامعة هي مبادرة نريد منها تعريف العالم بهذه البقعة المباركة، وأن نؤكد إلتزامنا بأرض الآباء والأجداد، في وقت عصيب يعيشه مؤمنونا، لاسيما بعد التطهير العرقي الذي تعرضوا له. فجميعنا يعرف أن هناك عشرات الأسباب للهجرة، ولا يوجد سبب واحد للبقاء. هذه المبادرة تأتي لتخلق سبباً واحداً للبقاء، وهي مسؤوليتنا جمعينا لنبادر في خلق الظروف المناسبة من أجل البقاء".

 

وأكد الأسقف الكلداني أن الجامعة "ستفتح أبوابها أمام الجميع من دون تمييز، فهي كاثوليكية، أي جامعة، ولن تستثني أحداً من الحصول على فرصة التعليم والتثقيف وإفادة المجتمع. وعندما تولد هذه الجامعة في الظروف التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، والعراق بشكل خاص، فإنها تأتي كجواب على لأزمة الفكر وتخبط الإيديولوجيات وتطرّف المواقف، لبدء مسيرة حوار يقوم على احترام الآخر المختلف، بل الإنتفاع من غنى الإختلاف".

 

كما أثنى على جهود جميع القائمين على هذا المشروع، من داعمين ومساهمين؛ رئاسة الإقليم وحكومته لما أبدوه من اهتمام لأن يأخذ المشروع مجراه الطبيعي في الموافقة والمصادقة. كما شكر مجلس أساقفة ايطاليا لتقديمه الدعم المادي والمعنوي لقيام هذه المؤسسة العلمية. كما أثنى على دور جامعة الروح القدس، الكسليك في لبنان، لما أبدوه منذ اليوم الأول من مساعدة على كافة الأصعدة، وما قدموه من خبرات في المجال الأكاديمي، واستعدادهم للتعاون مستقبلاً في مجال العلاقات وتبادل الخبرات العلمية والإدارية وتهيئة الكوادر التدريسية".

 

من جهته، قدم الدكتور يوسف كوران، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وممثل رئيس حكومة الإقليم، كلمة رحب فيها بتأسيس الجامعة الفريدة من نوعها في الإقليم، متمنياً أن تخلق منافسة علمية أكاديمية بين مثيلاتها من الجامعات الكوردستانية، الحكومية والأهلية.

 

وعبّر المطران نونسيو غالانتيني، الأمين العام لمجلس أساقفة إيطاليا، عن سعادته بتأسيس الجامعة التي اعتبرها "كأساسٍ لتاريخ جديد ومستقبل واعد"، مشيراً إلى "التزام الكنيسة في إيطاليا بتقديم علامات ملموسة تجاه العائلات في أربيل". وقال إن "التضامن لا يمكنه أن يقتصر على الحاجات الطارئة فحسب، إنما يجب النظر إلى ما هو أبعد من ذلك. لهذا عليه أن يدعم الرجاء لأجيال جديدة، وأن يمنحها أسباباً من أجل الحياة".

 

وأضاف المطران الإيطالي: إن "قيام هذه المؤسسة سيعود بالخير لكل منطقة الشرق الأوسط، فمستقبل الشرق والغرب سيعبر من هذه الجامعة". وختم كلمته بالقول "إن أبناء الكنيسة في ايطاليا يرسلون لكم رسالة تشجيع تعبر ما وراء حدود هذه المنطقة. وأنكم من ورشة المستقبل هذه، تعلمون العالم الطريق لإعطاء رجاء متين للشباب، واستعادة الكرامة لجماعات مجروحة بكاملها، والجواب على الكراهية بيد ممتدة بالثقافة والجمال".

 

وقدّم السيد مالك قديفة، المهندس المشرف على الجامعة، عرضاً لمراحل بناء الجامعة وتطورها، مفصلاً البناء ومساحته ومجال التوسعة فيه، وعدد القاعات التدريسية والغرف والمختبرات والمرافق العلمية والصحية والترفيهية والمكتبة وغيرها.

 

كما عبّر الدكتور سمير خوراني، المنسق العام للجامعة، عن فرحة الأكاديميين بقيام الصرح العلمي والثقافي الكبير الذي سيعود بالخير على المنطقة في ظل الظروف المأساوية التي يعيشها جزء كبير من أبنائها. وعرج في كلمته على بيان أهمية تأسيس جامعة مثل هذا النوع، في هذه البقعة وفي هذا الوقت تحديداً، عاطفاً على رسالتها ورؤيتها وقيمها الأساسية بوصفها امتداداً للتراث المشرقي الغني روحياً وفكرياً، مشدداً على أن الجامعة ستكون ذات قيمة علمية أكاديمية نوعية مضافة إلى الجامعات العراقية والكوردستانية.

 

وألقى الأب جنان شامل، كلمة جامعة الروح القدس في بيروت، معبراً عن سعادته الغامرة لتأسيس هذه الجامعة، واصفاً إيّاها بـ"القلعة التي تحمي الحريات الفكرية والمذهبية، وتحافظ على جمالية التنوّع والوحدة في الاختلاف. وهي جمالية تبدّد غيوم العنف السوداء، وتبشّر ببزوغ فجر السلام والعدالة والمحبة بين أبناء الأرض الواحدة"، معرباً عن استعداد جامعة الروح القدس للتعاون مع الجامعة الكاثوليكية في أربيل.

 

الجدير بالذكر أن الجامعة الكاثوليكية في أربيل هي مرحلة تكميلية لما بدأه المطران بشار متى وردة في مشروع مدرسة مار قرداخ الأهلية، التي حازت شهادة البكالوريا الدولية (IB)، وبالتالي سيكون بمقدور طلبة المدرسة الانتقال إلى الجامعة على نحو سلس ودون أدنى معاناة، كون الدراسة في المؤسستين هي باللغة الإنجليزية.