موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الإثنين، ١٠ يوليو / تموز ٢٠١٧
احتفالات النصر تخفي مشهدًا قاتمًا للمدنيين في الموصل

الموصل – وكالات :

مع إعلان الحكومة العراقية تحقيق "النصر الكبير" في الموصل ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والمعروف إعلاميًا باسم داعش، تتكشف الكلفة الباهظة للمعارك أكثر فأكثر، مع خروج عشرات النساء وأطفالهن بين الأنقاض مرهقين وثكلى.

على أحد الأرصفة قرب المدينة القديمة، تجمعت نحو 15 امرأة وطفلا، بحثًا عن ظل يقيهم قيظ الصيف فيما يسمع دوي الطلقات النارية والقذائف في الداخل. خرج هؤلاء بمعية القوات العراقية التي كانت تخوض معارك مع التنظيم في منطقة الميدان داخل الموصل القديمة، قلب المدينة التاريخي، ضد آخر جيوب الجهاديين.

وسط هذا المشهد، تتكئ أم شابة في العشرينيات بهدوء على أحد الجدران، مرتدية عباءة سوداء وحجابًا أزرق اللون. تنهار بشكل مفاجئ على الرصيف متوسلة لأقرب جندي أن يصغي إلى محنتها. فقبل ساعة فقط، فقدت ابنها البالغ من العمر سبع سنوات في القصف، في وقت كانت تتحضر مع عائلتها لمغادرة المدينة القديمة بعد أشهر من الاختباء.

تقول وقد طغى الحزن على ملامحها، فيما تحاول ابنتها الكبرى مسح دموعها، "لم أتمكن من القيام بشيء". تتوسل اليها ابنتها البالغة من العمر عشر سنوات، واصطبغ ثوبها العنابي بدماء أخيها الصغير، "لا تبكي يا أمي".

أما فاطمة الخمسينية، فتجهش بالبكاء وهي تقص تفاصيل الفاجعة التي ألمت بعائلتها على مدى الأشهر الأربعة الماضية. تذكر فاطمة كيف اضطرت وعائلتها إلى الاختباء "تقريبًا من دون طعام أو مياه" في قبو يسيطر عليه التنظيم، وهم يصلون من أجل النجاة من المعارك الدائرة. خرجوا عندما بدا لهم أن القوات العراقية استعادت السيطرة على شارعهم، حيث رأوا السماء للمرة الأولى منذ أسابيع. لكن قناصًا أطلق النار على شقيق فاطمة أثناء هربهم، ولا معلومات لديها عنه منذ اقتادته سيارة إسعاف من المكان.