موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٤
إعادة افتتاح كنيسة للكلدان في كركوك "رسالة أمل" لمسيحيي العراق

كركوك - أ ف ب :

أعطت إعادة افتتاح كنيسة مار يوسف للكلدان وسط مدينة كركوك، اليوم الجمعة، بعد 11 عاماً من الإغلاق "الأمل" لمسيحيي العراق بعد موجات التهجير التي عانوا منها، لاسيما منذ توسع نفوذ تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف.

وشارك في القداس الاحتفالي عشرات المسيحيين، بينهم نازحون من الموصل، كبرى مدن الشمال وأولى المناطق التي سقطت إثر الهجوم الكاسح لتنظيم "الدولة الإسلامية" في العاشر من حزيران، الذي أدى إلى سيطرة التنظيم على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه.

وقال رئيس أساقفة كركوك والسليمانية للكلدان يوسف توما أن إعادة افتتاح الكنيسة التي يعود تاريخها إلى العام 1949 "رسالة أمل بالمستقبل، وتشجع الكثير (من المسيحيين) على البقاء وعدم ترك أرضهم. اليوم هو بداية حياة".

واعتبر أن "رسالتنا هي نحو الثبات والبناء والأمل بمشاركة مكونات كركوك"، آملاً في أن يكون الافتتاح "بداية لنهاية مرحلة مرت علينا صعوبات طالت الجميع".

وقالت لينا مرقص (39 عاماً)، وهي مدرسة مسيحية نزحت من الموصل، لوكالة فرانس برس "حضرنا اليوم افتتاح الكنيسة لنقول للعالم أننا باقون رغم ما نتعرض له من تحديات واستهداف وسلب لحريتنا".

ودفع هجوم تنظيم "الدولة الاسلامية" أكثر من مئة ألف مسيحي إلى النزوح عن مناطقهم في شمال العراق، لاسيما من مدينة الموصل، ومدن عدة في سهل نينوى بينها قره قوش وتلكيف. وخيّر التنظيم المتطرف بعد سيطرته على هذه المناطق، المسيحيين بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو الموت.

رغم ذلك، بقيت بعض العائلات المسيحية في المدينة، تحت ستار الخوف وعدم القدرة على المغادرة، بحسب المطران توما الذي أشار إلى أن "عشرات العوائل المسيحية ما زالت في الموصل، وهم من ذوي الحاجات الخاصة وكبار السن الذين لا يستطيعون التنقل او الحركة". كما أشار إلى أن "50 مسيحياً في الموصل ما زال مصيرهم مجهولاً".

ويقارب عدد المسيحيين في كركوك 10 آلاف شخص، من أصل نحو 950 ألف نسمة بين عرب وأكراد وتركمان يقيمون في هذه المدينة الغنية بالنفط.

وكنيسة مار يوسف هي واحدة من تسع كنائس في المدينة. وقد أقفلت أبواب كنيسة مار يوسف في العام 2003 بعد أسابيع على الغزو الأميركي للعراق، بسبب الظروف الأمنية.

وتزامنت إعادة افتتاحها مع الذكرى الرابعة لمقتل 46 مسيحياً على الأقل في هجوم مسلحين على كنيسة سيدة النجاة في بغداد، في 31 تشرين الأول 2010. وتبنى الهجوم تنظيم "دولة العراق الاسلامية" الذي كان فرع تنظيم القاعدة في العراق، والذي شكل نواة تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي بات يسيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق.