موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الجمعة، ٢٣ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٨
إطلاق منصة ’حقّك تعرف‘ الإلكترونية لدحض الشائعات في الأردن

عمّان - بترا :

اطلق رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز منصة "حقك تعرف" الالكترونية الحكومية، التي تهدف الى المبادرة بتقديم المعلومة الدقيقة ودحض الاشاعات من خلال الاخبار الحقيقية وبكل شفافية وموضوعية، والتي يأتي في إطار التزام الحكومة بالشفافية والمصارحة ومواجهة الاشاعات التي تؤرق المجتمع وتؤثر سلبًا على النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

واكد رئيس الوزراء خلال رعايته للحفل، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين والاكاديميين والصحفيين والمهتمين، تطلع الحكومة لأن تكون منصة "حقّك تعرف"، أداة فاعلة في محاربة الشائعات، وحلقة من حلقات التواصل بين المواطنين والحكومة. واشار الى انه اطلع على المنصة وما تتضمنه من تفنيد لشائعات يتم تداولها، مؤكدًا أن هذه الفبركات تضر بالأردن وسمعته.

وأكد على ان حق المواطن بالحصول على المعلومة الدقيقة من مصدرها الرسمي وفي وقتها ودون تأخير، لافتا الى ان ايصال المعلومة الدقيقة من شأنه العمل على رأب فجوة الثقة بين المواطن والحكومة. وبيّن رئيس الوزراء ان مشروع القانون المعدل لقانون حق الحصول على المعلومة يحتاج الى تطوير وان يكون مسهلا وميسرا للوصول الى المعلومة والحقيقة سواء من قبل المواطنين او من قبل الصحفيين.

وقال كلنا يتذكر الحوادث الالمية في البحر الميت والشهداء والضحايا الذين فقدهم الوطن والجهود الرائعة التي بذلتها الاجهزة كافة وبالتوازي ظهرت شائعات عن انهيار السد وفبركة فيلم عن عدم مساعدة الجهات لانقاذ اطفال في منطقة ما الامر الذي اسهم في بث روح سلبية في وقت كنا نفقد نشامى ومتطوعين هبوا لانقاذ من يحتاج المساعدة. واكد الرزاز ان هذه الظاهرة في بث الاشاعات تختفي عن طريق ايصال المعلومات من مصادرها الموثوقة وفي الوقت المناسب. واشار الى اننا ندرك ان التوجه العالمي وطبيعة وسائل التواصل الاجتماعي تعتمد بشكل كبير على الاثارة "وللاسف فان احتمالية تناقل الاخبار المفبركة يزيد بنسبة كبيرة عن تناقل الاخبار الدقيقة".

من جهتها اكدت وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات، ان منصة "حقك تعرف" تهدف الى تجويد الخطاب الاعلامي بالشراكة مع الاذرع الاعلامية الاخرى وصولا لمرحلة التشبيك مع جميع المؤسسات الحكومية لمواجهة الاشاعة بالحقيقة. واكدت ان المنصة جاءت نتيجة كثرة الاخبار الكاذبة والاشعات التي بدأت تتجاوز حدود المعلومة الى خطر يهدد الثقافة والوحدة والثوابت الوطنية، ويتركز هدفها الرئيس في تقديم رسالة تعكس جدية الحكومة بالانفتاح وتكريس نهج التشبيك مع الجهات التي تملك صلاحية تقديم المعلومة.

ولفتت أن سيكولوجيا الاردني تسمح في تقبل بعض الشائعات ما يستوجب التحرك فورا للتصدي لها بتقديم المعلومة الكاملة والحقائق بطريقة مبسطة، حيث لا مكان لاي معلومة خاطئة على هذه المنصة حيث تقوم بمتابعة جميع شؤون المؤسسات الحكومية وما يتصل بشؤون المجتمع الاردني وتحديدا المعلومات التي لا مصادر لها والشائعات المتداولة.

واشارت ان المنصة اكتسبت قوتها من ادراك المسؤول لاهمية التعامل مع الاعلام وهناك تعديلات اضافية يحتاجها قانون حق الحصول على المعلومة سيتم تنضيجها خلال الفترات المقبلة بالشراكة مع مجلس النواب ، مؤكدة ان الحكومة تؤمن بحق الناس بالمعرفة لانه حق مكفول بالدستور وهو مصلحة للحكومة لاستعادة ثقة المواطنين بالاداء والشفافية وان لا نبيع الاوهام.

واكدت غنيمات، ان هذه المنصة لم تكلف الحكومة اي فلس، وكانت فكرة واصبحت حقيقة والتحدي اليوم ان نكون ذراع جديد لخلق وعي بخطورة الاشاعة والمساعدة على تفنيدها، حيث يشكل الوعي بخطورة الاشاعة سببا في تحصين المجتمع والاجيال القادمة والحفاظ على قوة البلد وتماسكه بالشراكة مع الاعلاميين وصولا الى اعلام دولة له رسائل واضحة يقوم بها كادر على قدر من المهنية والكفاءة والاقتدار بالشراكة مع جيش من الاعلاميين والناطقين الاعلاميين في الوزارات لديهم دور في حمل المعلومات وتقديمها للمجتمع بسرعة ودقة.

وتحدث نقيب الصحفيين الزميل راكان السعايدة مؤكدا ان "حقك تعرف" حق اصيل كفله الدستور والمواثيق الدولية وهو حاجة وضرورة للدولة والفرد. واكد ان معرفة الحقيقة والمعلومة الدقيقة الصحيحة وبكل شفافية وبالسرعة اللازمة تمكن الجمهور من بناء موقف وراي موضوعي يمنع انتشار الاشاعات بما فيها من كذب وافتراءات. وقال أنه يعول على منصة حقك تعرف التي تعبر عن حاجة استدعتها حالة معقدة على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا ان الاشاعة تؤدي الى ردود فعل انفعالية. واعرب عن قناعته بان الاشاعة تظهر عند غياب المعلومة او تأخرها مؤكدا اهمية ايصال المعلومة بالسرعة اللازمة وفي وقتها المناسب حتى لا تكون معلومة رد فعل فقط وتفقد قيمتها واهميتها وتصبح رواية من بين روايات عديدة.

وأضاف، إن فكرة المنصة لا يمكن أن تكون بديلا عن أي وسيلة اعلامية وهي مكملة لأدوار الاعلام، وفعالية هذه المنصة تكمن عند ظهور الإشاعة لتبادر بتقديم المعلومة الصحيحة في وقتها الصحيح. ولفت إلى أن قوة الإعلام من قوة الدولة ونحتاج إلى النظر للإعلام الأردني بحقه من الدعم والاهتمام، وهذه المنصة إضافة مهمة للحالة الإعلامية الاردنية وتساعد الى جانب الاعلام الوطني على دحض الإشاعة أو تخفيف قوتها حال وجود انسياب للمعرفة.

كما تحدث خلال حفل الافتتاح الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية حول خطر الاشاعة والتعامل معها، لافتًا إلى أن فيسبوك تشطب يوميًا مليون حساب مزيف تبث التنافر والكراهية. وأكد أن الإشاعة تستهدف تفتيت المجتمع واشغال الناس بقضايا ثانوية ومحاولة التغطية على قضايا فساد، لافتًا إلى أن نحو 30 بالمائة من الرسائل الإلكترونية عبر العالم يعاد بثها دون قراءتها، وهذا أمر خطير.

ويهدف إطلاق المنصة الإلكترونية الرسمية "حقك تعرف"، لملاحقة صناعة الإشاعة والتصدي لصنّاعها ومحترفيها وتنقية البيئة الإعلامية من الشوائب وسدِّ فراغ وفضاء ملأته أقلام وحسابات الظلام بما تبثه من إشاعات تشوّه المنجزات والمؤسسات ولم تسلم منها سمعة الأشخاص. كما ستعمل على نشر ثقافة الحذر من الإشاعة، والحدِّ منها وبذر منهج التأكد والتحقق من المعلومة، وبالتالي تمكين المواطن واحترام عقول الآخرين.

وأبرز ما يميّز المنصة؛ هو البساطة وسهولة التعاطي معها، حيث يمكن الدخول إليها عبر موقع haggak.jo، ويمكن تحميل تطبيق "حقك تعرف" (باللغة العربية) عبر الهواتف الذكية، وللمنصة حساب على الفيسبوك وآخر على التويتر. وتقوم آلية عمل المنصة على ثلاث مراحل أو حلقات متشابكة ومترابطة؛ اولها رصد الاشاعة وتقدير خطورتها ومدى انتشارها وتكرارها وتداولها، وذلك بالشراكة مع الناطقين الإعلاميين وضباط الارتباط في الوزارات والمؤسسات الرسمية؛ حيث يتم التشبيك بينهم من خلال المنصة، وثانيها حلقة الردّ، التي تُعنى بالبحث عن الحقيقة والاتصال بالجهات المعنية وإعداد ردٍ مقنع ومشبع، وبالسرعة الممكنة، وآخرها فريق متكامل بصياغة نصّ المعلومة الحقيقية وتحريرها بالشكل الملائم، ومن ثم اختيار طريقة عرضها ونشرها على المنصة من خلال إنفوغراف أو مادة فلمية قصيرة.

وتحتوي المنصة على قائمة تتضمن الصفحة الرئيسية، والأخبار، والتشريعات، والرسائل التوعوية، ومكتبة الفيديو، وكلمة الرئيس، وصفحة هل تعلم؟، وقصص نجاح، وتعريفًا بالمنصة، بالإضافة إلى محرك البحث في المنصة، وشركاء عمل المنصة والداعمين لها وهي: أمانة عمان، وزارة البلديات، وزارة الأشغال العامة، الهيئة المستقلة للانتخاب، التلفزيون الاردني، جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات الأردنية "إنتاج".