موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٣٠ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٤
أربعة أعوام تمر على سيدة النجاة .... والنار لم تهدأ

أربيل - ستيفان شاني :

مجزرة كنيسة سيدة النجاة في 31/10/2010 أنتهت كحادثة ولكنها لم تنتهي كفاجعة فريدة من نوعها، كجريمة بشعة طبعت بدماء الأبرياء وأضيفت إلى سلسلة الجرائم الوحشية التي تمارس ضد مسيحيي العراق، سيدة النجاة لا زالت جرحاً محفوراً في قلوب الجميع لن يداويه شيء، سيدة النجاة لم تنهي مسلسل استهداف المسيحيين بل فتحت ملف استهدافهم واستسهال استغلال استهدافهم لأجل تمرير منافعهم بطرق أبشع، إلى أن وصل حال المسيحيين إلى ما نحن عليه اليوم من أجرام داعش.

سيدة النجاة كانت صرخة طفل "أدم" يملأ الكون ويتردد صداه كل يوم لأن صراخ الغضب والألم لم يتوقف منذ أن أطلق أدم صرخته الشهيرة بوجه القتلة، سيدة النجاة أكتملت بها الذبيحة الإلهية بعد أن أخطلت دم وجسد الأب ثائر والأب وسيم مع المؤمنين بدم وجسد ربنا يسوع المسيح على المذبح.

سيدة النجاة كانت استهداف مباشر لوجودنا المسيحي في أرض الاباء والاجداد، شهداء سيدة النجاة قدموا ملحمة أسطورية ضحوا بأنفسهم وأطفالهم مقابل إيمانهم، ودماءهم أصبحت سراجاً ينير لنا الطريق، لكن وللأسف بعد مرور أربعة أعوام على المجزرة ونارها ما زالت لم تهدأ والألم ما زال يزداد أكثر فأكثر، حينما يكون هنالك استمرار أكثر لإبادة مسيحيين على أرضهم ولا أحد يتحرك من أجل إيقاف معاناتهم مأساتهم وإيقاف هذه الأعمال البربرية كل مرة بوجه وعنوان مختلف وصولاً إلى ما نحن عليه الآن من نقطة اللاعودة ولم يتبقى من شعبنا الأصيل إلى القليل وأيضاً في انتظار الرحيل.