موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٧ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٦
"أديان" تقدّم رمز التضامن الروحي للبابا، وتدعوه لزيارة لبنان

بيروت - داليا المقداد :

في سياق سنة يوبيل الرحمة، التقت مؤسّسة أديان قداسة البابا فرنسيس في قاعة كليمنتين بالقصر الرسولي في الفاتيكان، وقدّمت له "رمز التضامن الروحي" تقديرًا لجهوده في حماية كرامة الإنسان وتعزيز التضامن والوحدة بين الأديان ونشر السلام في العالم، كما دعته لزيارة لبنان. وأجاب قداسته بأنّ لبنان في فكره وصلب اهتماماته وهو لا ينساه كما سائر بلدان المنطقة في صلاته، طالبًا الصلاة من أجله أيضًا.

خلال اللقاء العام الذي عقد مع قداسته، والذي ضمّ ممثّلين عن ديانات العالم المختلفة، رحّب البابا بالحضور مؤكدًا على أنّ عيش الرحمة، والتي هي قيمة مشتركة بين الأديان، يتحقق من خلال حياة رحيمة مليئة بالحب النزيه، والخدمة الأخوية، والمشاركة الصادقة، مشيرًا إلى أهميّة الحوار من أجل التعرف على الآخر وفهمه.

وذكّر بالجذر العربي للكلمة وارتباطه بصورة رحم المرأة مكان الحب البشري الأعمق، الذي يساعدنا على فهم رحمة الله التي هي مصدرالحياة. وشدّد البابا على ضرورة أن تتوقّف الأديان عن نقل أي رسالة مشوّهة لا تتناغم مع الرحمة بسبب سلوك بعض أتباعهم، واستنكر"تبرير هذه البربرية باسم الدين أو باسم الله نفسه"، ودعا إلى إدانة هذه المواقف الجائرة "التي تدنّس اسم الله".

جاء هذا اللقاء في سياق أعمال المؤتمر الدولي "الشراكة والشهادة الما بين دينيّة للرحمة من أجل السلام والمصالحة"، الذي نظّمه مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بالتعاون مع مؤسّسة أديان وبالشراكة مع المجلس البابوي للحوار بين الأديان التابع للكرسي الرسولي (الفاتيكان)، وذلك في الجامعة الغريغورية الحبرية، روما في 3–4 تشرين الثاني 2016. تضمنّ المؤتمر جلسات نقاش حول الرحمة وتعزيز المشتركات بين أتباع الأديان من أجل السلام والمصالحة، وعرض لشهادات حول الرحمة من أجل المصالحة والسلام.

شارك في الجلسات سماحة مفتي الجمهورية اللبنانيّة الشيخ عبداللطيف دريان، ورئيس مؤسّسة أديان الأب فادي ضو ومديرة معهد المواطنة وإدارة التنوّع في المؤسّسة الدكتورة نايلا طبارة. كما دعت أديان عائلة مارتن وكارولين تمرز للمشاركة في هذا المؤتمر والإدلاء بشهادتها وهم من قرى الخابور في الحسكة في سوريا وكانوا قد تعرّضوا للخطف لمدة سنة كاملة لدى داعش. فكان لشهادتهما وقعًا كبيرًا على هذا الحفل الدولي من الحضور، حيث جاء فيها: "إننا متمسّكون في العيش في الحسكة لأنها أرضنا ومجال شهادتنا للمحبة والعيش معًا على الرغم مما تعرّضنا له من تهجير وخطف وتعذيب. وإذ نطالب بتحقيق العدالة والاقتصاص من المجرمين المنتمين إلى داعش نؤكّد على عدم حقدنا على المسلمين ورغبتنا في مواصلة حياتنا المشتركة معهم".

كما أدلى كلًّا من سارة سعد ووسام نحاس عن خبرتهما في "شبكة العائلات" التابعة لمؤسسة أديان حيث يعيشان التضامن الروحي ويتشاركان خبراتهما في التربية الأسرية على العيش معًا مع عائلات أخرى في الشبكة من انتماءات دينيّة مختلفة، حيث تمّ التأكيد على دور التربية العائليّة في نشر قيمة الرحمة وتعزيز التقارب بين أبناء الأديان والعيش معًا. كما قدّم الشيخ غاندي مكارم، من المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، خبرة لبنان في المصالحة بعد الحرب الأهليّة. وكان هناك مشاركات أخرى من العراق والسعودية وبريطانيا والهند والسلفادور وميانمار. وطالب ممثّل الديانة الإيزيدية بمواكبة عمليّة تحرير الموصل وسهل نينوى بالتعاون بين المرجعيات الروحية للمساعدة محليًّا ودوليًّا لتأمين الضمانات والآليات التي تسمح للإزيديين والمسيحيين العودة إلى قراهم آمنين.

وفي ختام المؤتمر شكر المطران ميغيل أيوزو، أمين سرّ المجلس البابوي للحوار بين الأديان، مركز الملك عبدالله للحوار ومؤسسة أديان على تنظيم هذا المؤتمر الناجح، ودعى السيد فيصل بن معمّر، أمين عام مركز الملك عبدالله للحوار الجميع لمتابعة هذا اللقاء عبر التعاون على تحويل الرحمة إلى نمط عيش مبني على العدل والثقة.