موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
الاراضي المقدسة
نشر الخميس، ١٠ ابريل / نيسان ٢٠١٤
أحد الشعانين

الارشمندريت حكمت حدادين :

دخول الملوك: كان هذا الدخول مناسبة عفوية لاعلان ملكية المسيح، التي تنبأ بها الأنبياء، وكان يسوع قد رفضها في الماضي. أما في ذلك اليوم، فقد ركب جحشاً ودخل أورشليم القدس. وجد الناس في هذا الحدث مناسبة لاعلان رسالته وكان الاستقبال والهتاف اعترافاً بملكيته. عملية دخول أورشليم القدس بهذا الشكل نظراً لما لأورشليم من أهمية بنظر اليهود فهي مركز العبادة والأعياد الثلاثة: الفصح، والمظال، والتجديد. بدأ الاحتفال بهذه الأعياد بعد خروج العبرانيين من مصر وهي تعبر عن الطابع المسيحاني لانتظار المسيح.

فكرة الإنجيل: ملك محرر: إنجيل الشعانين بحسب يوحنا مليء بالاحداث والمعاني، علينا معرفة قرأتها. فالمسيح الداخل الى اورشليم لا يقول شيئاً، والجموع تأخذ منه موقفاً: هنالك من هم معه ومن هم عليه، وكأن هذا الموقف هو استباق للدينونة . الجميع يتطلع الى يسوع في موكب الشعانين، بعضهم معترفاً بملكه، والبعض الاخر للحكم على هؤلاء واسكاتهم . المسيح اتى ليحرر ويجمع الشمل، ومن اجل ان يبعد الشر عن اورشليم الجديدة (الكنيسة)، ويسكن في وسطها ليكون لها الهاً وتكون له شعباً. يحذرنا يوحنا الانجيلي من ان نكون مثل الفريسيين الذين قاطعوا الاحتفال. انهم يمثلون الظلام قبالة نور الحياة الذي هو المسيح. لقد ارادوا ان يبقوا في حلقة مظلمة ومفرغة لانهم رفضوا النور، رغم معرفتهم ومشاهدتهم تحوّل الجموع نحو يسوع، نحو الحياة الجديدة التي بدأت تعارض التيار الذي ادى ويؤدي الى الخراب والهلاك. كل هذا لم يفهمه جلياً لا التلاميذ ولا الذين انتظروا ملكاً زمنياً وارضياً. لم يفهموا ان يسوع هو ملك الملوك، ومعطي الحياة الحقيقية للانسان بواسطة الروح القدس.

الأحد 13/4 تذكار ابينا في القديسين مرتيوس المعترف بابا روما: كان ممثلاً للكرسي الروماني في القسطنطينية. ثم انتخب أسقفاً لرومة في السنة 649. في شهر تشرين الأول من السنة نفسها جمع مجمعاً محلياً في رومة ضد القائلين بالمشيئة الواحدة في المسيح. وأعلن الإيمان القويم وحذر من أضاليل المخالفين. أثارت غيرته الأمبرطور كونستنسوس، الذي استدعاه من روما في سنة 653، وحطّه علناً، وسجنه في دار القضاء. ثم نفاه إلى خرصونة في السنة 655، حيث انتقل إلى الله في 16 أيلول في سنة 655، مخلفاً أروع مثال في الجرأة الرعوية والغيرة على نقاء العقيدة.

الأناشيد (الطروباريات) بعد دورة الانجيل

نشيد العيد (اللحن الأول): أيها المسيح الإله، لقد أقمت لعازر من بين الأموات، قبل آلامك، مؤكداً القيامة العامة. فنحن أيضاً مثل الفتيان، نحمل رموز الانتصار. هاتفين إليك يا غالب الموت: هوشعنا في الأعالي. مبارك الآتي باسم الرب

نشيد شفيع الكنيسة...

نشيد الختام (اللحن السادس): أيها المسيح الإله، الجالس على عرش في السماء، والراكب عفواً على الأرض، لقد قبلت تسبيح الملائكة ونشيد الفتيان الهاتفين: مبارك أنت آلاتي لتنعش أدم.

مقدمة الرسالة
اللازمة للقارىء: مبارك آلاتي باسم الرب، الرب هو الله وقد ظهر لنا (يعيدها الشعب)
اللآية للقارىء: اعترفوا للرب فأنه صالح، لأن إلى الأبد رحمته (يعيدالشعب اللازمة)

فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى فيلبي(4:4 -9)
(لاحد الشعانين: نصائح بولس الأخيرة لاهل فيلبي)
يا اخوة، افرحوا في الرب كل حين، أقول أيضا افرحوا. ليكن حلمكم معروفاً عند جميع الناس. الرب قريب. لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء فلتكن طلباتكم معلومة لدى الله بالصلاة والتضرع مع الشكر. وسلام الله الذي يفوق كل فهم، يحفظ قلوبكم وبصائركم في المسيح يسوع. وبعد أيها الاخوة مهما يكن من حق، أو أدب، أو عدل أو نقاوة أو صفة محببة أو حسن صيت، إن تكن فضيلة أو مديح ففي هذه فلتكن أفكاركم. وما تعلمتموه وتسلمتموه وسمعتموه ورأيتموه في فبهذا اعملوا واله السلام يكون معكم.

مزمور هللويا (ش)هللويا(3)
القارئ: رنموا ترنيماً جديداً، لأن الرب صنع عجائب (ش)هللويا(3)
القارئ: رأت جميع اقاصي الأرض خلاص الهنا (ش)هللويا(3)

فصل شريف من بشارة القديس يوحنا البشير (12/1-18)
(لاحد الشعانين: دخول يسوع إلى أورشليم)
وفي الغد لما سمع الجمع الكثير الذين جاءوا إلى العيد بأن يسوع يأتي إلى أورشليم، أخذوا سعف النخيل وخرجوا لاستقباله وهم يصرخون قائلين: هوشعنا، مبارك آلاتي باسم الرب ملك إسرائيل. وان يسوع وجد جحشاً فركبه كما هو مكتوب لا تخافي يا ابنة صهيون، ها إن ملكك يأتيك راكباً على جحش ابن أتان. هذه الأشياء لم يفهمها تلاميذه أولا، ولكن لما مُجد يسوع، حينئذ تذكروا أن هذه إنما كتبت عنه وانهم عملوها له. وكان يشهد له الجمع الذين كانوا معه حين نادى لعازر من القبر وأقامه من بين الأموات. ومن أجل هذا استقبله الجمع لأنهم سمعوا بأنه قد صنع هذه الآية.

طلبات بعد الانجيل (بعد كل طلبة نرنم: يا رب ارحم ثلاثا)

مع كل المشاركين في هذا العيد مع اطفالهم، والهاتفين مبارك الآتي باسم الرب. أعطهم أن يترسخ هذا الهتاف في قلوبهم شعلة انتظار ليوم مجيئك، إليك نطلب يا رب فاستجب وارحم.

من أجل الذين لم يتمكنوا من المشاركة في بهجة العيد. من أجل الذين حرمتهم قسوة الايام الفرح والسعادة، ليكن وجعهم صرخة هتافٍ إليك "هوشعنا" يا رب خلص، إليك نطلب يا رب فاستجب وارحم.

من أجل الموتى، وخصوصاً موتى هذه الرعية المباركة، أهلهم يا رب أن يخرجوا إلى لقائك لابسين الحلل البيضاء وحاملين سعف النخيل واعمالهم الصالحة، إليك نطلب يا رب فاستجب وارحم.

يرنم بدل انه واجب حقاً (اللحن الرابع): الرب هو الله وقد ظهر لنا. فأقيموا عيدا. وهلموا نعظم المسيح مبتهجين، حاملين سعفاً وأغصاناً ومنشدين له: مبارك آلاتي باسم الرب مخلصنا.

بعد القداس: بركة السعف وأغصان الزيتون ودورة الشعانين

(توضع اغصان الزيتون والسعف على الطاولة في وسط الخورص ويتلو عليها انجيل السحر والصلاة التالية): ايها الرب الهنا. الجالس على الشروبيم. لقد ايقظت جبروتك. وارسلت ابنك الوحيد ربنا يسوع المسيح. ليخلص العالم بصليبه ودفنه وقيامته. فلما وافى اورشليم ليتألم طوعاً. اخذ الشعب الجالس في الظلمة وظلال الموت. أغصان الشجر وسعف النخل. رمز الانتصار. فسبق وبشر بالقيامة. فأنت أيها السيد. احفظنا ايضا نحن المضارعين اولئك. بحملنا في ايدينا سعفا واغصانا. في هذا اليوم السابق للعيد. واحرسنا نحن الهاتفين اليك: هوشعنا. على مثال تلك الجماهير واولئك الاطفال. لنؤهل بالاناشيد والترانيم والتسابيح الروحية. للقيامة المحيية في اليوم الثالث. بربنا يسوع المسيح (كتاب الليترجيات الالهية 2006، ص 532).

وبعد البركة توزع الاغصان وتبدأ الدورة اثناؤها يرنم الخورص: "المجدلة الكبرى"، ويتخلل بين كل مقطع هذه الترنيمة: "هوشعنا في الأعالي. مبارك الآتي باسم الرب. هوشعنا لابن داود. مبارك الآتي باسم الرب". وبعد الدورة يختم القداس كالعادة

أعياد هذا الأسبوع

اسبوع الآلام: في هذا الأسبوع العظيم المقدس سوف نتتبع آثار المسيح خطوة خطوة في الأيام التي شهدت موته المحيي وسبقت قيامته المجيدة. فالكنيسة المقدسة، من خلال طقوسها الرائعة تجعلنا في هذا الأسبوع نعيش مع المسيح، فنسمع تعاليمه الأخيرة، ونرى أعماله العجيبة، ونحضر مع التلاميذ عشاءه السري ونشهد آلامه المبرحة وموته الخلاصي. وهي تجسم لنا هذه الأسرار بطقوسها لكي نشترك فيها، وننال منها النعمة والبركة. ولما كان المعلم الإلهي يجدد لنا في هذا الأسبوع المقدس أهم أسرار حياته. فلنسهر بإيمان وحب كالعذارى الحكيمات، منتظرين قدوم العريس ولو في ساعة متأخرة من الليل، لئلا ترقد عيوننا رقاد الخطيئة. فيأتي العريس ويدخل إلى العرس مع النفوس الساهرة المستعدة ونُلقى نحن في الظلمة البرانية. هذا هو مغزى " صلاة الختن "أي العروس. التي نقيمها مساء الأيام الأربعة الأولى من هذا الأسبوع:

1- الاثنين العظيم المقدس

تذكرنا الكنيسة المقدسة في هذا اليوم: بمثل العذارى العشر اللواتي خرجن للقاء العروس. وبسيرة يوسف الصدًيق ابن يعقوب ابي الاباء، وقد باعه اخوتُه حسداً، لكنه بقي عفيفاً وأمينا لله، وهو في ذلك صورة للسيد المسيح الذي اضطهده بنو شعبه وباعوه للغريب، ولكن الله اقامه وجعله ملكاً على كل المخلوقات. كما تذكرنا بمثل التينة العادمة الثمر التي لعنها المخلص، مشيراً بذلك ليس فقط الى عقم المجتمع اليهودي الذي ازمع الرب ان يرذله، بل ايضا الى العقاب المحدق بنا اذا لم نحمل في كل وقت الثمار التي يحق للرب ان يجدها فينا، وهي التوبة والتواضع والكفر بشهوات هذا العالم.

2- الثلاثاء العظيم المقدس

تعود الكنيسة المقدسة فتذكرنا اليوم بمثل العذارى العشر اللواتي دعين للقاء العروس. وتضيف اليه مثل الوزنات فتحذرنا من طمر المواهب التي جاد بها علينا الخالق وعدم استثمارها للخير، كما انها تذكرنا بيوم الدينونة الرهيب وانتهاء العالم. وقد عادت بنا الى ذكر لعنة التينة لتحذرنا من التواني لئلا يلحق بنا العقاب نفسه.

3- الاربعاء العظيم المقدس

في هذا اليوم المقدس تذكرنا الكنيسة بتوبة مريم المجدلية، التي غسلتْ قدمي المخلص بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها، ودهنتهما بطيب كثير الثمن وقبلتهما بحرارة، مستحقة بمحبتها القوية غفران خطاياها. تجاه هذه المحبة ترينا الكنيسة تصرف يهوذا التلميذ الخائن الذي كان يساوم اليهود على بيع معلمه.

4- الخميس العظيم المقدس المعروف بخميس الاسرار

في هذا اليوم تعيد الكنيسة المقدسة الى ذهننا: ذكر العشاء السري، وفيه غسل السيد له المجد اقدام تلاميذه ورسم سر القربان الاقدس. كما انها تذكرنا بخيانة يهوذا، التلميذ الغاش، الذي جسر على الاشتراك باقداس الرب وغادر العشاء السري لكي ينفذ مؤامرة تسليم معلمه.

ان احتفالات خميس الاسرار تتضمن ما يلي:

- صلاة السحر، وتقام يوم الاربعاء مساء.
- تكريس زيت التائبين ويليه صلاة الغروب وقداس باسيليوس الكبير وتقام يوم الخميس ظهراً.
- رتبة الغسل وفيها يغسل اقدام اثني عشر شخصاً على مثال السيد له المجد الذي غسل أقدام تلاميذه.
- خدمة الالام الخلاصية المقدسة، وهي تعتبر بمثابة صلاة السحر ليوم الجمعة العظيم يتلى اثناءها 12 انجيلا ورتبة صلب المسيح.

5- الجمعة العظيم المقدس

ان صلوات هذا اليوم المقدس تقودنا من بستان الجسمانية، حيث نازع سيدنا يسوع المسيح وخانه يهوذا فقبض عليه بغش، إلى قصر حنان وقيافا رئيس الكهنة حيث حكم عليه محفل اليهود بالموت، وإلى قصر بيلاطس والي اليهودية الذي نفًذ الحكم، وإلى الجلجلة حيث صُلب ربُ المجد، وإلى القبر الجديد المنحوت في الصخر حيث وضع جسمُهُ المائت بانتظار قيامته في اليوم الثالث.

وقد وزعت الكنيسة المقدسة هذه الذكريات بين الصلوات التالية الخاصة بيوم الجمعة العظيم:
1) صلاة الغروب وفيها يتم رمز تحنيط المخلص وتكفينه ودفنه تقام ظهراً.
2) يحتفل بسحر السبت أي مساء الجمعة بنشيد المراثي وجناز ودفن المسيح.

ملاحظة: أما القداس الإلهي فلا يُقام في هذا اليوم، حزناً على السيد المسيح الدفين في القبر.

6- السبت العظيم المقدس

يرقد المسيح في قبره وبانتظار قيامته المجيدة، ينحدر الى الجحيم حيث ينتظره ابرار العهد القديم، فيبشرهم بخلاصهم القريب ويصعدهم معه الى السماء. والكنيسة المقدسة تعيد الى ذهننا ذكرى هذه الوقائع في الصلوات التالية: صلاة تقديس النور (ترمز الى النور الذي اشرق من قبر المسيح واضاء العالم بأنوار التعاليم الالهية) فتقام قبل صلاة الغروب وقداس باسيليوس الكبير وتقام ظهرا السبت.