موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
الاراضي المقدسة
نشر الأربعاء، ٢٢ يوليو / تموز ٢٠١٥
أحد الآباء القديسين

الأب بطرس ميشيل جنحو - الأردن :

1. التأمل الإنجيلي

فصلٌ شريف من بشارة القديس متى 5: 14-19

قالَ الرَّبُّ لتلاميذِه أنتُم نورُ العالَم. لا يمكِنُ أن تَخْفَى مدينةٌ واقِعَةٌ على جبلٍ * ولا يُوقَدُ سِرَاجٌ ويُوضَعُ تحتَ ٱلمِكْيَالِ لكِنْ على ٱلمَنَارَةِ ليُضِيءَ لجميعِ الَّذين في البيت* هكذا فليُضِئْ نورُكُم قُدَّام النَّاس لِيَرَوْا أعمالَكُمُ الصَّالِحَةَ ويُمَجِّدُوا أباكُمُ ٱلَّذي في السَّماوات. لا تَظُنُّوا أَنِّي أَتَيْتُ لأَحُلَّ النَّامُوسَ والأنبياءَ. إِنِّي لم آتِ لأَحُلَّ لكِنْ لأُتَمِّمَ * اَلْحَقَّ أَقُولُ لكم إنَّهُ إلى أن تَزُولَ السَّمَاءُ والأرضُ لا يَزُولُ حَرْفٌ واحِدٌ أو نُقْطَةٌ واحِدَةٌ من النَّاموسِ حتَّى يَتِمَّ الكُلُّ* فكُلُّ مَن يَحُلُّ واحِدَةً من هذه الوصايا الصِّغَارِ ويُعَلّمُ النَّاسَ هكذا، فإنَّهُ يُدْعَى صغِيرًا في ملكُوتِ السَّماوات. وأمَّا ٱلَّذي يَعْمَلُ ويُعَلِّمُ فهذا يُدْعَى عظِيمًا في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات.

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد. أمين

أيها الأحباء، أن هذه الأبيات من بشارة البشير متى الأصحاح الخامس مأخوذة مما هو معروف بالموعظة على الجبل وهي المقطع المؤلّف من الإصحاحات الخامس والسادس والسابع.

يبدأ السيد بقوله لتلاميذه: "أنتم نور العالم". وهذا النور صار بهم بكلام معلمهم يسوع واكتمل فيهم بعد إضاءة نور قيامته وحلول الروح القدس عليهم. النور الحقيقي هو المسيح، جاء ليضىء للعالم، وجعل تلاميذه يعكسون نوره كما يعكس القمر نور الشمس، فيكونوا كمصباح يضىء للعالم.

فنحن ليس لنا نور ولكننا نعكس النور الحقيقي إلى هذا العالم، والنور أو السراج ينير الطريق ليضيء للجميع كي لا يسقطوا ويعثروا ويضيعوا في الطريق، فمن دوننا ومن دون ثمار الروح القدس في قلب كل مؤم التي تنتج كل خير وسلام وتعفف وصدق.

النور يعنى أن يرشد المؤمنين بيسوع في حياة بعيدة عن طريق الشر وأن يحيوا بوصاياه، وهذا هو عمل أولاد الله. إذ أنّ يسوع هو مصدر النور. المؤمنين به انعكاس لنوره، والمسيحيّون الحقيقيّون هم مثل مدينة موضوعة على جبل، فهي تكون مرفوعة فوق محيطها، وتضئ وسط الظلام. لذلك لا يُمكن أن يُخفي أولئك الذين تُظهر حياتهم سمات تعاليم المسيح الجليلة.

ففي قول المسيح هذا للتلاميذ لم يقصد أن يُعطينا نور تعاليمه لنخبئها لأنفسنا، بل لنعلنها ونبشِّر بها الآخرين. فعلينا أن نجعل نوره يضيء لجميع الذين يلتمسون نورهم منه.

المدينة الموضوعة على جبل هي أورشليم، فهي مبنية على جبل صهيون. وأورشليم هي رمز للكنيسة وللنفس البشرية المؤسسة على صخر الدهور، وطالما المسيح فيها (في النفس) تكون نوراً للعالم، لا يمكن إخفاؤه. ولذلك تسمى الكنيسة منارة. فإذا كانت المدينة المبنية على جبل هي إشارة للكنيسة التي تحيا حياة سماوية، فالسراج يشير للفرد. ونلاحظ أن السراج يوقدونه بالزيت والفتيلة تحترق. وهكذا هم أولاد الله يوقدون بزيت النعمة ويحترقون أي يقدموا أجسادهم ذبائح حية والروح القدس يشعلهم ويجعلهم نوراً.

نعم نحن نشعر بإن نور المسيح مشع فينا عندما نسمع قول بولس رسول الأمم يقول: "لا تطفئوا الروح". الروح ايضاً يعطينا قوة تدفعنا في محور حياتنا.

أن الناموس كان المؤدِّب إلى أن جاء المسيح، لكن بعدما تّم الخلاص، لا حاجة بعد إلى المؤدِّب (غل 3: 24، 25). ومع أنّ المؤمن ليس تحت الناموس، لكن ذلك لا يعني أنّه بلا ناموس. لكنّ يسوع يقول إنّ من نقض جزءًا واحدًا من الناموس، وعلّم آخرين هكذا، يُدعى أصغر في ملكوت السماوات.

أحبائي، النور الحقيقى هو المسيح، جاء ليضىء للعالم. وعندما يرى الناس أعمالنا الحسنة يمجدوا أباهم الذي في السموات الذين أخذوا منه هذه الأعمال الظاهرة فيهم. ولكن علينا الأنتباه بحذر شديد إلى ما يطفىء هذا النور وهي:
- الخطيئة
- الإنغماس في ملذات العالم
- الحسابات المادية للبشر

لقد جاء يسوع إلى حيث يوجد المرذولون والمنبوذون من أمام وجه الله ليحرّرهم من الخطيئة ويردّهم إلى طريق الحقّ والحياة. "الشعب الجالس في الظلمة أبصر نوراً عظيماً، والجالسون في بقعة الموت وظلاله أشرق عليهم نورٌ". لا ريب في أنّ المسيح الربّ هو النور العظيم الذي أشرق على العالم لينير العالم، فالمسيح بحسب القدّيس يوحنّا الإنجيليّ هو "النور الحقيقيّ الآتي إلى العالم" (يوحنّا 1: 9). أمّا الشعب الجالس في الظلمة فهو الشعب اليهوديّ وباقي الشعوب الوثنيّة على السواء.

ليكن نور المسيح يضيء حياتكم ويكمل مسيرة خلاصكم. سالكين في حياتنا متتبعين النور الذي لا يغرب ويملىء حياتنا بأنوار لا تطفىء. أمين

2. الطروباريات المختصة بأحد الآباء

طروبارية القيامة باللحن السابع
حَطّمْتَ بصليبك الموت وفتحت للّص الفردوس. وحَوَّلتَ نوح حاملات الطيب، وأمرت رسلك أن يكرزوا، بأنك قد قمتَ أيها المسيح الاله، مانحًا العالم الرحمة العظمى.

طروبارية الآباء باللحن الثامن
أنت أيها المسيح إلهنا الفائق التسبيح، يا من أسّست آباءنا القدّيسين على الأرض كواكب منيرة، وبهم هديتنا إلى الإيمان الحقيقي، أيها الجزيل الرحمة المجد لك.

طروبارية الكنيسة
(الطروبارية الخاصة بكل كنيسة حسب تسميتها)

القنداق
يا شَفيعَةَ المَسيحيِّينَ غَيرَ الخازِيَة، الوَسيطَةَ لَدى الخالِقِ غَيرَ المَردودَة، لا تُعرِضي عَن أَصواتِ طلباتِنا نَحنُ الخَطَأَة، بَل أَسرعي يا صالِحَةُ إلى مَعونَتِنا، نَحنُ الصّارِخينَ نَحوَكِ بِإيمانٍ، بادِري إلى الشَّفاعَةِ، وَأَسرِعي في الطلبَةِ، يا والِدَةَ الإلَهِ المُتَشَفِّعَةَ دائِمًا بِمُكَرِّميكِ.