موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الجمعة، ٣٠ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٦
نسخة ايطالية عن كنيسة دير مار اليان المدمرة في سوريا

بييمونته - أ ف ب :

دشن مركز رياضي كبير في منطقة بييمونته في شمال ايطاليا قبيل عيد الميلاد قرب ملعبه لكرة القدم نسخة شبه مكتملة عن كنيسة دير مار اليان التي دمرها مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، في مشروع يسعى القائمون عليه الى توجيه رسالة "امل" و"عيش مشترك".

ويوضح القائم على المشروع ميكيلانجيلو دي سالفو لوكالة فرانس برس "انها رسالة امل، هي كنيسة مذهلة وفقيرة ومتواضعة نرغب في ان تشكل رمزا لترميم الارادة بالعيش المشترك".

ويقع مركز نوفاريلو في منتصف الطريق بين مدينتي ميلانو وتورينو، وهو يستقبل سنويا الاف الشبان ويؤوي شبانا من فرق محلية متنافسة في كرة القدم او الكرة الطائرة فضلا عن دورات تدريب لرياضيين رفيعي المستوى.

هذا المركز المشيد في سنة 2007 من جانب نادي "نوفارا كالتشيو" يضم منشآت عدة بينها ناد لكرة القدم من الدرجة الثانية وسبعة مدرجات لكرة القدم فضلا عن قاعة لرياضات متعددة وفندق بتصنيف اربع نجوم وصالة فاخرة للتمارين الرياضية ومطعم ومنتجع صحي.

وقد حرص دي سالفو (69 عاما) وهو مدير مجموعة من العيادات الخاصة في المنطقة ورئيس نادي "نوفارا كالتشيو" ومركز نوفاريلو، على اضافة كنيسة الى المجمع، في مشروع بتكلفة مليون ونصف مليون يورو ممول من دول اي مساعدة خارجية.

ويؤكد دي سالفو أن "ممارسة رياضة كرة القدم غير ممكنة من دون التركيز على الجانب الروحي"، مشددا على ضرورة تثقيف الشبان في المركز "على محبة القريب والله في ظل احترام الاختلافات".

ولدى معاينته في آب 2015 صور الدمار الذي لحق بكنيسة القديس اليان، قرر دي سالفو تشييد نسخة عن الصرح الديني المدمر كرد على موجات الكراهية والتطرف.

فقد أقيمت هذه الكنيسة بين الفندق وأحد مدرجات كرة القدم وفق طراز غير اعتيادي بالنسبة للمنطقة يشمل واجهة ضخمة بزوايا مستقيمة مزودة بابراج منخفضة وبنوافذ ضيقة مع زخرفة داخلية من الأقواس والايقونات الشرقية.

غير أن النسخة الايطالية تفتقر بطبيعة الحال الى عبق التاريخ اذ ان الصخور الظاهرة في الموقع تغيب عنها الألوان الحارة والأشكال غير المتناسقة هندسيا للكنيسة الاصلية التابعة لدير مار اليان للسريان الكاثوليك في مدينة القريتين السورية التي لطالما شكلت رمزا للتعايش بين المسلمين والمسيحيين في سوريا.

لكن في آب 2015، سيطر تنظيم الدولة الاسلامية على المدينة ودمر بالمتفجرات وبالجرافات الدير الذي اعيد ترميمه في العقد الاول من القرن الحالي، بدعم من دير مار موسى المجاور الذي كان يديره الأب باولو دالوليو وهو كاهن ايطالي ناشط في سبيل الحوار بين الاديان فقد في سوريا في تموز 2013.

وقد امضى رئيس دير مار اليان الأب جاك مراد 84 يوما من الجحيم في قبضة تنظيم الدولة الاسلامية قبل النجاح في الفرار في تشرين الاول 2015.

وعند استعادة قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد المنطقة مطلع نيسان الماضي، كان الموقع قد تحول الى ركام وفق ملاحظات فريق من وكالة فرانس برس.

وأقدم الكنيستين العائد تاريخ بنائها الى القرن الخامس باتت مجرد كومة ركام في حين بات مدخل الكنيسة الجديدة وداخلها محترقين تماما. وقد استوحى ميكيلانجيلو دي سالفو من هذه الكنيسة الاخيرة مشروعه في نوفاريلو.

ويروي الأب ماورو بوتسي كاهن منطقة غرانوتسو كون مونتيتشيلو المجاورة لوكالة فرانس برس بعد احيائه اخيرا اول قداس في الكنيسة الجديدة "تم الاتصال بي قبيل الانتهاء من المشروع لأن الكنيسة تتبع حاليا لرعيتي".

ويقول "هذه الكنيسة مذهلة، هي رائعة حقا. كذلك فإن تدشين كنيسة ليس بالحدث الاعتيادي"، واصفا هذا المشروع بأنه "طموح وذكي".