موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
العالم العربي
نشر الأحد، ٢٢ سبتمبر / أيلول ٢٠١٩
لجنة الأخّوة الإنسانية تكشف عن تصاميم مشروع ’بيت العائلة الإبراهيمية‘

نيويورك - وام :

عقدت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية بكامل هيئتها اجتماعها العالمي الثاني في المكتبة العامة، وسط مدينة نيويورك الأمريكية، بحضور وزير الخارجية والتعاون الدولي عبدالله بن زايد آل نهيان، وعدد من كبار المسؤولين الإماراتيين، وممثلي عدد من المؤسسات المختلفة والشركاء.

واستعرض أعضاء اللجنة العليا خلال الاجتماع، مشروع «بيت العائلة الإبراهيمية»، المقرر إقامته في جزيرة السعديات بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، والذي سيتم افتتاحه في عام 2022، وهو إحدى المبادرات الأولى التي دعت إليها وثيقة الأخوة الإنسانية، حيث سيضم البيت كنيسة ومسجدًا وكنيسًا تحت سقف صرح واحد، ليشكل للمرة الأولى مجتمعًا مشتركًا، تتعزز فيه ممارسات تبادل الحوار والأفكار بين أتباع الديانات، من أجل تعزيز قيم التعايش السلمي، والقبول بين العقائد والجنسيات والثقافات المختلفة. وكشف خلال الاجتماع عن التصاميم الخاصة المعنية بهذه المبادرة، والتي يتولاها المهندس المعماري الشهير عالميًا، والحاصل على العديد من الجوائز السير ديفيد أجايي أوبي.

تفاهم مشترك

كما تم خلال الاجتماع، الذي عقد بالتزامن مع بدء أعمال الجزء الرفيع المستوى للدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، استعراض أعضاء اللجنة العليا لمهمتها الرامية إلى تعزيز نشر ثقافة الاحترام المشترك، والحوار بين أتباع الديانات والمذاهب والجنسيات المختلفة، ما يعد بمثابة انطلاقة لخطوة طموحة، تتضافر من خلالها الجهود المشتركة من أجل استكشاف السبل التي يمكن أن يمضي في إطارها أصحاب النوايا الطيبة من كافة الديانات والمعتقدات، بهدف تعزيز التفاهم المشترك والسلام العالمي.

وللجنة العليا التي تشكلت حديثًا صلاحيات تقديم المشورة والتوجيه بشأن تحقيق أهداف «وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك»، والتي وقّع عليها كل من قداسة البابا فرنسيس، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، في أبوظبي، وذلك خلال زيارتهما لدولة الإمارات في شهر شباط هذا العام.

مبادرة تاريخية

وفي معرض تعليقه على هذه المبادرة التاريخية، قال المطران ميغيل أنخيل أيوسو غويكسوت، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان ورئيس اللجنة: "ينطوي هذا المسعى على تأثير بالغ للبشرية، ففي الوقت الذي تطغى للأسف أنباء الحقد والكراهية والشر والانقسامات على التقارير الإخبارية من جميع أنحاء العالم، فلا تزال مشاعر الخير تملأ قلوبنا، وتنير طريقنا لبناء الحوار، وتبادل المعرفة، وتحقيق التطلعات نحو بناء عالم تسوده قيم التآخي والسلام، جنبًا إلى جنب مع شركائنا من أتباع الديانات الأخرى، والرجال والنساء من أصحاب النوايا الطيبة". وأضاف "إنني بهذه المناسبة، أود أن أتوجه بالشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، على التزامها الملموس تجاه مبادرة الأخوة الإنسانية".

من جانبه، أكد القاضي محمد محمود عبد السلام عضو اللجنة العليا، الأمين العام للجنة، المستشار السابق لفضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن تشكيل اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، جاء في وقت مهم، ويتطلب ذلك من كافة المحبين للسلام، الوقوف صفًا واحدًا من أجل دعم جهود نشر ثقافة التعايش والإخاء والتسامح في جميع أنحاء العالم، معربًا عن سعادته بهذه الطاقة الإيجابية، وروح الإصرار الذي تبثه مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية، من أجل إرساء الأمن والتعايش والسلام للجميع.

وتحدث الحاخام م. بروس لوستيج كبير الحاخامات في المجمع العبري بواشنطن، وعضو اللجنة قائلاً "إن هذه فرصة مهمة لجميع من يثقون بقوة الإيمان والقيم البشرية، حيث ستسهم في مد جسور التواصل بين رجال الدين وأفراد المجتمعات، وتعزيز السلام والتآلف، لاسيما ونحن نعيش في عصر تسوده أشكال الفرقة". وأضاف "يشرفني أن أكون جزءًا من هذه النخبة الموقرة، حيث يجمعنا العمل لهدف واحد، وهو إعلاء قيم الحب على الكراهية، والعدل على الظلم، والإيمان على الخوف، مشدداً على أهمية مبادرة الأخوة الإنسانية، لعكس بعض المفاهيم السلبية القائمة على التمييز والكراهية"، وقال "إن أي اعتداء على أي من الأديان السماوية، هو بمثابة اعتداء على الإنسانية برمتها".