بمناسبة احتفال العالم بـ"عيد الأب"، المصادف يوم 21 حزيران، كرّم الكاردينال بشارة بطرس الراعي، بطريرك الموارنة، عدداً من العائلات تمثل نموذجاً للعائلة الشرقية، فبعضها تميزت بوفرة إلإنجاب، وبعضها بدعوات كهنوتية ورهبانية، وبعضها بتبني أولاد حرموا من حرارة العائلة، وبعضها بتقبل التحديات بصبر وصمود ورجاء.

وقال البطريرك الراعي في عظته إن "العالم بحاجة إلى الحقيقة والمحبة، لكي يتمكّن الناس من أن يعيشوا معاً في جوّ من العدالة والسلام". وأضاف "بامتلاك الحقيقة والمحبة نتمكّن من الشهادة للمسيح في العائلة والمجتمع والدولة".

وبيّن البطريرك الماروني قيمة العائلة المسيحية "ككنيسة بيتيّة تربّي على الإيمان والممارسة الدينية، وعلى الصلاة وممارسة الأسرار"، وقال غبطته "العائلة كنيسة لأنها مبنية على سر الزواج المقدس، وبالتالي هي مكان الحضور الإلهي، بحكم طبيعتها الأسرارية".

وتطرق البطريرك الراعي إلى نزعتين متشددتين ومتناقضتين تهددان العائلة اللبنانية بشكل عام، بالقول "الأنظمة الدينية التي تسعى إلى إلغاء الآخر المختلف، وإلى فرض إيمانها وتقاليدها وشريعتها على الغير؛ والأنظمة العلمانيّة الملحدة التي تقصي الله عن حياة المجتمع والدولة، فتشرّع كل ما يطيب لها، من دون أي اعتبار لشريعة الله الطبيعيّة، وشريعته الموحاة".

ودعا البطريرك الماروني إلى التواصل مع المسلمين لبناء ثقافة الاعتدال، وقبول الآخر المختلف، وحرية الدين والمعتقد، والتعدّدية في زمن العولمة، لافتاً إلى أن إرشاد "الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة" يضع أفضل المبادئ لإكمال مسيرة العيش معاً من أجل مستقبل أفضل في الشرق الأوسط.

وفي الختام، رفع البطريرك الراعي الصلاة من أجل العائلات "لكي تدرك شرف هويتها ورسالتها في الكنيسة والمجتمع"، ومن أجل المسيحيين "لكي يستنيروا بكلمة الله ويجسّدوها ثقافةً في مجتمعاتهم وحضارة حياة".