موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
العالم العربي
نشر السبت، ٣٠ مارس / آذار ٢٠١٩
زيارة البابا للمغرب تكريس لثقافة التسامح والتعايش والسلام

رام الله - د. حنا عيسى :

بدعوة من الملك محمد السادس، يقوم البابا فرنسيس، السبت والأحد 30 و31 آذار 2019، بزيارة إلى المغرب. وتتمحور زيارة قداسته التاريخية حول الحوار بين الأديان وقضايا المهاجرين من جهة أولى، وستساهم في "إشاعة قيم الأخوة والسلم والتسامح بين الشعوب والأمم، وتعزيز الحوار والتفاهم والتعايش بين الديانات من جهة أخرى.

إن وجود البابا فرنسيس في المغرب يؤكد للعالم أجمع نهج المملكة في التسامح والتعايش الديني، فهذه الزيارة تحمل صفحة جديدة في تاريخ التآخي والتسامح بين البشر على اختلاف دياناتهم وثقافاتهم، كما أنها ترسخ الحوار بين أبناء الديانات لنشر قيم التسامح والاعتدال والحوار بين الجميع.

إن ما يعانيه المسيحيون العرب في المغرب العربي، يعاني في الوقت نفسه المسلمين العرب، وإن هذه المعاناة أيًا تكن أسبابها تشكل حافزًا لعمل إسلامي مسيحي مشترك يحافظ على الحضور المسيحي العربي في النسيج الاجتماعي العام، ويحافظ على ما يميز به من تنوع وتعدد على أرضية مصالح الوطن ووحدته.

إن المتابع والمدقق في تطور العلاقات الإنسانية وتوجهات أتباع الديانتين المسيحية والإسلام يرصد تصاعد الاهتمام بالحوار كضرورة لتخفيف التوترات في بقاع كثيرة من العالم، بالتوازي مع تنامي اتجاهات تركز على استحضار الرؤية الدينية للقضايا التنموية واستخدامها في سبيل التوعية وتطوير الخطاب الديني داخل كل دين عبر مؤسساته ومنابره وامتداداته وتوظفيها أيضًا في تطور الأداء الاجتماعي والاقتصادي، وتشكيل الرأي العم المحلي والدولي الفاعل في الخدمة والتنمية الإنسانية.

وعلى ضوء ما ذكر أعلاه، فإن الحوار المسيحي الإسلامي أصبح على المستوى الحياتي والمصيري المشترك حتميًا، نظرًا للأحداث والتغيرات في المنطقة. فالقضايا واحدة، لأننا نحيا في وطن واحد، يحذونا أمل في مستقبل مشرق واحد. كما وأن الحوار يؤصل المواطنة والهوية العربية للمسيحيين والمسلمين على حد سواء في منطقة المغرب العربي عمومًا.