موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٢ سبتمبر / أيلول ٢٠١٩
رئيس كنيسة ألمانيا الإنجيلية: اعترفنا بأخطاء الماضي.. والحروب الطائفية راح ضحيتها ملايين

فادي فرنسيس - المصري اليوم :

<p dir="RTL">ألمانيا التي تستضيف المؤتمر، شهدت حروبًا دموية على مدار القرنين الـ16 والـ17 الميلادي، فبعد إعلان الراهب الألماني، مارتن لوثر، أستاذ اللاهوت، عصر الإصلاح في أوروبا، زاد الصراع بين الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية، بل وصل الأمر لوفاة الملايين جرّاء تلك الحروب التي خلّفت خلافات طائفية، غير أن البشرية لا يمكن أن تنسى بأي حال من الأحوال المذبحة الشهيرة التي ارتكبها حاكم ألمانيا الأسبق، أدولف هتلر. وفي ضوء ذلك أجرت &laquo;المصرى اليوم&raquo; على هامش المؤتمر، حوارات لـ3 مشاركين، بدأت بلقاء رئيس الكنيسة الإنجيلية الألمانية، القس بيدفورد ستروم.</p><p dir="RTL">&laquo;ستروم&raquo; الذي يتخطى أتباعه حاجز الـ25 مليوناً، تطرق بكل صراحة إلى أخطاء بلاده التي كانت ضحية للخلافات الطائفية في العصور الوسطى، قائلا إن بلاده اعترفت بأخطاء الماضي، وبدأت عهدا جديدا، سواء مع الكنيسة الكاثوليكية أو مع أتباع الديانة اليهودية.. وإلى ما دار خلال الحوار:</p><p dir="RTL">■ ما الرسالة الأساسية التي حرص عليها مؤتمر لينداو؟</p><p dir="RTL">هذا المؤتمر هام للغاية لأننا رأينا ممثلين لجميع الأديان في العالم، وتم التأكيد خلاله على أن الأديان لا تستخدم للقتل أو لعداء الآخر، إنما للسلام، إذ تختلف المعتقدات بين الجميع، ولكن تبقى الإنسانية هي اللغة المشتركة بيننا.. لذا جاء ممثلو الأديان ليقولوا بشكل واضح &laquo;لا لاستخدام الأديان في العنف ونعم للسلام والتسامح&raquo;، في رغبة حقيقية من الجميع للتعايش السلمي.</p><p dir="RTL">■ ما المعوقات من التي تقف حائلًا تجاه تمكين التعايش السلمي؟</p><p dir="RTL">دون شك إقامة حروب بسبب الاختلافات الدينية، وعدم تقبل الآخر، فضلًا عن استخدام الدين في صراع السياسة.. كل هذه النقاط كفيلة أن تعرقل أي محاولة للتعايش السلمي في كوكبنا.</p><p dir="RTL">■ كيف تم تناول هذه النقاط خلال المؤتمر؟</p><p dir="RTL">عبّرنا عن قلقنا لمستقبل الأجيال القادمة، لذلك اجتمعنا في لينداو للتأكيد على أهمية التعايش السلمي وللمطالبة بإبعاد الأديان عن الصراعات السياسية واضعين في اعتباراتنا قضايا أخرى تهدد أمن وسلامة العالم، وتأتي على رأسها التغيرات المناخية، فبدون شك ستؤثر على سلامتنا جميعًا، وحرائق الأمازون التي حدثت مؤخرًا خير دليل، فإذا لم نتحد بشكل حقيقي ونلتفت للتغيرات المناخية في العالم سيكون هناك ضحايا كثيرون.</p><p dir="RTL">■ الجلسة الافتتاحية تضمنت عرض فيلم عن اضطهاد المسلمين في &laquo;ميانمار&raquo;.. إلى أي مدى تطرقتم إلى أوضاع الحريات الدينية حول العالم؟</p><p dir="RTL">لقد انتقدنا بكل قوة ما ترتكبه الروهينغا في ميانمار في حق المسلمين وسلطنا الضوء على هذه القضية كما سلطنا الضوء أيضًا على ما تقوم به الجماعات الإرهابية في نيجيريا، والرسالة الكبرى هنا أن الإرهاب لا ينتمى إلى أي دين، وكما قال الرئيس &laquo;شتاينماتير&raquo; في كلمته الافتتاحية، إن الإرهابيين لا ينتمون إلى أي دين؛ إنما يسيئون لسمعتهم فقط كأشخاص.</p><p dir="RTL">■ كانت ألمانيا ضحية لخلافات طائفية في العصور الوسطى. كيف تمت مواجهة تراكمات الماضي؟</p><p dir="RTL">نحن في ألمانيا تعلمنا من دروس الماضي، ووجدنا أنه لا جدوى للخلاف بين الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية، فكيف نتحدث جميعًا عن السيد المسيح ونغفل وحدة الكنائس، وفي 2017 احتفلنا بمرور 500 عام على الإصلاح الكنسي، وبالعودة إلى مارتن لوثر سنجد أن نواياه الحقيقة كانت الإصلاح الكنسي فقط، لذلك لا يمكن أن نحتفل به دون وجود حديث قوي وحقيقي مع هاتين الكنيستين.</p><p dir="RTL">■ وماذا عن تجاوز النقاط الخلافية في الطقوس وغيرها؟</p><p dir="RTL">الخلافات الطقسية لم تختف، لكن رغبتنا كانت إقرار التعايش السلمي بيننا، ففي القرنين الـ16 والـ17 هناك أكثر من 10 ملايين شخص تم قتلهم جرّاء الحروب بين الطوائف المسيحية، لذلك وجدنا في ألمانيا أنه لا جدوى للخلاف ونحن اعترفنا بجميع أخطائنا التاريخية، لدينا علاقات جيدة مع الكنائس الأخرى، أعلم أنه لم نحل جميع الخلافات في بعض النقاط، سواء مع الكاثوليك أو الأرثوذكس لكن اتفقنا على تقبل هذه الخلافات، والعودة للجذور المسيحية الأولى التي عاشت في محبة ووحدة، ونقلت وجهة نظري لقداسة البابا فرنسيس، هذا الشخص الذي يشجع الوحدة بين الكنائس والتقيته عدة مرّات، فحوار كنيستنا معه مفتاح حقيقي للوحدة.</p><p dir="RTL">■ وفيما يتعلق بأوضاع الديانة اليهودية في ألمانيا؟</p><p dir="RTL">اعترفنا بأخطائنا في قتل 6 ملايين يهودي، وتحدينا جميع الخلافات، وألمانيا الآن تتحدث مع جميع الديانات الأخرى ولديها عدد كبير من اليهود يعيشون فيها، بعدما زادت مساحة الحوار السلمي بين الجميع.</p>