موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢١ فبراير / شباط ٢٠١٩
بيان مشترك لرؤساء الرهبانيات عشية اللقاء حول حماية القاصرين في الكنيسة

الفاتيكان نيوز :

عشية اللقاء حول حماية القاصرين في الكنيسة، أصدر اتحاد الرؤساء العامين والاتحاد الدولي للرئيسات العامات بيانًا مشتركًا بدأ بتأكيد دعمهم لمبادرة البابا فرنسيس، مشيرين إلى أنهم يلقون خلال نشاطهم أوضاعًا كثيرة يتعرض فيها الأطفال إلى التعدي والإهمال، سوء المعاملة والرفض، كظاهرة الأطفال الجنود والاتجار بالأطفال، التعديات الجنسية والاعتداءات الجسدية والنفسية، وبالتالي فإن صرخة هؤلاء الأطفال تسائلنا كأشخاص بالغين، كمسيحيين وكرهبان وراهبات. وتحدث البيان عن نية الالتزام كي تتغير حياة هؤلاء الأطفال وتتحسن الظروف التي يكبرون فيها، وأشار في هذا السياق إلى عامل مشترك لكل هذه المشاكل ألا وهو تميز الأطفال بالضعف، فهم الأكثر ضعفًا في مجتمعاتنا.

توقف الرؤساء والرئيسات العامون بعد ذلك عند التعديات الجنسية وانتهاك الضمير وسوء استخدام السلطة في الكنيسة، وهي موضوع اللقاء الهام، والتي تستمر منذ عقود. وأمام الألم الكبير لمن تَعرَّض للتعديات نحني رؤوسنا خجلا، جاء في البيان، لدى معرفتنا أن هذه التعديات حدثت في رهبانياتنا وجمعياتنا الرهبانية وفي كنيستنا. وتابع الرؤساء والرئيسات العامون متحدثين عن أن من يرتكبون التعديات يخفون أفعالهم هذه ما يجعل من الصعب اكتشافها، ويزداد هنا الخجل بسبب عدم انتباهنا إلى ما كان يحدث. واعترف البيان بأن المسؤولين عن الرهبانيات في جميع أنحاء العالم لم تكن إجاباتهم بالشكل الذي يجب أن تكون عليه، ولم يتعرفوا على مؤشرات الخطر أو لم يأخذوها بعين الاعتبار بشكل جدي.

تحدث الرؤساء والرئيسات العامون بعد ذلك عن الرجاء في أن يعمل الروح القدس بكل قوته خلال أيام اللقاء، وتابعوا أن ثلاثة أيام هي فترة قصيرة إلا أنهم يؤمنون بأنه مع نسيم التغيير والإرادة الطيبة للجميع يمكن أن تُطلَق مسيرات هامة وتركيبات للمساءلة، وأن تعزَّز تلك القائمة حاليًا، يمكن تحديد خطوات جديدة إلى الأمام واتخاذ قرارات يكون تطبيقها سريعا على الصعيد العالمي مع احترام الاختلافات الثقافية. وتوقف البيان عند أهمية إرشاد البابا فرنسيس وتوجيهاته، وذكّر بأنه اعترف بالألم وبالأخطاء مؤكدًا ضرورة التعلم منها والتقى الضحايا. وأكد الرؤساء والرئيسات اتحادهم مع قداسة البابا في رسالة الاعتراف المتواضع بالأخطاء ودعم الضحايا والتعلم منهم كيفية مرافقة مَن تَعرَّض لتعديات، وأكدوا من جهة أخرى التزامهم بالإصغاء إلى الضحايا بأفضل الأشكال معترفين بأن هذا لم يحدث دائمًا، إلى جانب الالتزام بتطبيق ما سيتم تقريره خلال اللقاء.

وتحدث البيان المشترك أيضًا عن الحاجة إلى ما وصفها بثقافة مختلفة في الكنيسة والمجتمع، ثقافة حماية تثمن الأطفال. وأشار إلى ما يمكن للجمعيات الرهبانية القيام به من خلال المدارس والخدمات الصحية والتنشئة الروحانية. حاجة أخرى حسب الرؤساء والرئيسات العامين هي إلى ارتداد من أجل تجاوز ما وصفه البيان بوفاء غير صحيح قد يقود إلى عدم الإبلاغ عن التعديات داخل الجمعيات الرهبانية. ومن النقاط الأخرى التي تضمَّنها البيان المشترك لاتحاد الرؤساء العامين والاتحاد الدولي للرئيسات العامات، والصادر عشية اللقاء حول حماية القاصرين في الكنيسة، هناك ضرورة طلب المساعدة من الوالدين في محاربة التعديات والتعاون بين الرهبانيات.

ووجه البيان رسالة إلى الضحايا تتضمن اعترافًا بمحاولة غير ملائمة لمواجهة هذه المشكلة، وبعجز مخجل عن فهم آلام الضحايا، وطلب الرؤساء والرئيسات المغفرة والثقة في إرادتهم الطيبة وصدقهم، كما طلبوا من الضحايا التعاون في العمل على تقليل الخطر بأقصى شكل ممكن. وختم بيان الرؤساء العامين والرئيسات العامات مشيرًا إلى تركيز الإعلام في الفترة الأخيرة على التعديات على راهبات وإكليريكيين ومرشحين للتنشئة، وهو أمر يثير قلقًا كبيرًا، تابع البيان مؤكدًا الالتزام بالتوصل إلى حل فعّال، وأكد أيضًا أن المرشحين للانضمام إلى الجمعيات الرهبانية تتم تنشئتهم في أماكن أمنة حيث تُنَمى دعوتهم ورغبتهم في حب الله والآخرين.