موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٠ يناير / كانون الثاني ٢٠١٨
المطران كريكور كوسا يتحدث عن حضور الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية في مصر

القاهرة - الوفد :

<p dir="RTL">لا يغلق باب مطرانية الأرمن الكاثوليك بوسط القاهرة، حين يكون أسقف الإسكندرية بداخلها، ولا بوابات إلكترونية فى مدخلها تعطل مرور الزائرين إلى مكتب المطران، ممرها المؤدي إلى مكتبه خالٍ تمامًا باستثناء موظف استقبال يظهر خلف بوابة زجاجية لمن يقترب.</p><p dir="RTL">بلهجته الشامية التي لم تتأثر بفعل الإقامة في مصر، يرحب المطران كريكور أغسطينوس كوسا بضيوفه، ويجري لقاءاته المحددة في قاعة استقبال يتصدرها علم دولة أرمينيا مجاورًا العلم المصري. هدوء الرجل ينبثق من كنيسة هادئة وأحاديثه مطبوعة بطابع الدقة البادية على ملامحه كشبيهين متلازمين.</p><p dir="RTL">&quot;كوسا&quot;، هو اسم العائلة الذي بتر الأتراك منه حرف النون و&quot;كوسان&quot; لقبها الأصلي يعني &quot;الكاتب الشاعر&quot;، حسب توصيفه. بنبرة الحنين للجذور قال: الأتراك حذفوا &quot;النون والياء&quot; من ألقاب العائلات لاقتلاعها من جذورها، لكن ذلك لم يؤثر على هوية الأرمن فيما بعد.</p><p dir="RTL">للكنيسة الأرمينية في مصر 5 كنائس، اثنتان بالإسكندرية وثلاث موزعة على مناطق وسط القاهرة ومصر القديمة ومصر الجديدة، وجميعها حسب تصريحات المطران مرخصة منذ فترة الملك فاروق، ويبلغ تعداد الكنيسة في مصر 12 ألفًا منصهرون تمامًا في وطنهم وتربطهم علاقة طيبة بأجهزة الدولة تحت مظلة &quot;العيش المشترك&quot;.</p><p dir="RTL">مطران الأرمن الكاثوليك الذي تربطه علاقة وثيقة ببابا الفاتيكان أشاد بمباركته الأخيرة لـ&laquo;أيقونة العائلة المقدسة&raquo; دعماً للسياحة الدينية بالقاهرة، لافتاً إلى أنه لا يزال يتذكر الحفاوة التي استقبل بها في مصر خلال زيارة الـ26 ساعة في أبريل الماضي.</p><p dir="RTL">حول أزمة توحيد المعمودية بين &laquo;الكاثوليكية والأرثوذكسية&raquo; ومستقبل مبادرة إحياء مسار العائلة المقدسة، ومطالب الأرمن الكاثوليك عقب قانون بناء الكنائس وخطاب الكنيسة الأرمنية في سوريا، والتحديات التي تواجه مسيحيي الشرق كان لـ&laquo;الوفد&raquo; هذا الحوار:</p><p dir="RTL"><strong>عقب مباركة البابا فرنسيس لأيقونة مسار العائلة المقدسة، كيف ترى مستقبل السياحة الدينية بالقاهرة ومواسمها في ضوء مساعي وزارة السياحة لجذب أكبر عدد من السائحين الكاثوليك والكنائس المسيحية الأخرى؟</strong></p><p dir="RTL">لدى المسيحيين بصفة عامة والكاثوليك بصفة خاصة رغبة في زيارة مصر، واقتفاء أثر العائلة المقدسة التي حملت المحبة والسلام للعالم، ولن تكون هناك مواسم معينة للزيارة نظير اختلاف مواعيد احتفالات الكنيسة الكاثوليكية مع نظيرتها الأرثوذكسية، لكن العنصر الأكثر تأثيراً في شد السائحين هو الطقس المصري الجميل، ومعالمها البديعة، وهما عاملان مشجعان لمجيء الحجاج للقاهرة.</p><p dir="RTL"><strong>اعترض البعض على مصطلح &laquo;الحج&raquo; إلى مصر، نظير كون الرحلة سياحية لا يمكن توصيفها بأكثر من &laquo;زيارة&raquo; وفقط.. هل تتفق مع ذلك؟</strong></p><p dir="RTL">وصف &laquo;الحج&raquo; يليق بتتبع مسار رحلة العائلة المقدسة؛ لأنها ستكون زيارة ممهورة بالتأمل، والصلوات حيث ستكون رحلة السائح إلى أماكن مقدسة، يتخللها صلوات وهدوء وتأمل وليس مروراً عابراً على محطات الرحلة، ووقفة الصلاة ستكون أكثر أثراً في تشجيع السائحين لغيرهم من الراغبين في زيارة الشرق المسيحي حيث محل ميلاد السيد المسيح وموطن رحلته.</p><p dir="RTL"><strong>محطات رحلة العائلة المقدسة تتبع الكنيسة الأرثوذكسية، فإلى أي مدى ستسهم الكنيسة الأرمينية الكاثوليكية في دعم المبادرة، وتشجيع السائحين الكاثوليك عطفاً على دعوة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان؟</strong></p><p dir="RTL">الكنيسة الكاثوليكية بشكل عام ستسهم في الدعاية والترويج لمسار العائلة المقدسة، حيث لكل مكان في رحلة العائلة رمزيته الدينية، ونعقد لقاءات حاليًا للاتفاق على برنامج ترويجي واضح لتوزيعه على جميع الكنائس، ولا بد أن يكون البرنامج واضحًا؛ لأن السائح يحتاج إلى برنامج تفصيلي للرحلة، حيث سيبدأ اليوم الأول بقداس تعقبه صلوات، وبينهما لا بد من وجود جدول واضح للزيارة.</p><p dir="RTL"><strong>خارج سياق مبادرة إحياء مسار العائلة المقدسة، كيف رأيت أزمة &laquo;توحيد المعمودية&raquo; التي أثيرت عقب مغادرة البابا فرنسيس للقاهرة في أبريل الماضى، على خلفية بيان مشترك موقع من البابا فرنسيس ونظيره تواضروس الثاني؟</strong></p><p dir="RTL">الكنيسة الكاثوليكية منفتحة، وتقبل جميع الأسرار التي أقرها السيد المسيح، وإذا كان هناك خلاف هذه الأيام، فلا بد من العمل على تجاوزه، والذين اعترضوا على اتفاق &laquo;توحيد المعمودية&raquo; جهلاء ولا يعرفون عن المعمودية شيئًا، لكن البابا تواضروس الثاني ونظيره بابا الفاتيكان يعملان معًا على تحقيق الوحدة.</p><p dir="RTL"><strong>بعض المنظمات الغربية تعزف على وتر الأقليات خاصة &laquo;مسيحيي الشرق&raquo; في سوريا والعراق ومصر، كذريعة لتدخلات في شؤونها.. إلى أي مدى تقبلكم لهذا الأمر؟</strong></p><p dir="RTL">هذه أوضاع مرفوضة بالطبع، وندرك تمامًا أن هناك من يسعى للتفرقة، دعني أقول إن الشرق الأوسط منبته الشعب المسيحي، وأصله مسيحيون، ويحضرني قول الشاعر &laquo;تعيرني بأن القليل عديدنا.. فقلت لها إن الكرام قليل&raquo;، مدارسنا، والجمعيات الخيرية تخدم المسلمين والمسيحيين معًا، ونزرع في أبنائنا محبة، وقبول الآخر، ومحاولات التفرقة هذه لم تظهر إلا في عام 2011 وما بعده.</p><p dir="RTL"><strong>كيف تُقيِّم خطاب الكنيسة الأرمنية في سوريا وموقفها من المهجرين؟</strong></p><p dir="RTL">خطابنا الكنسي في العالم يتحدث عن السلام، وكنائسنا تلخص خطابها الديني في تفسير الإنجيل، ومحتواه &laquo;السلام والمحبة&raquo; ونهتم بالمهجرين عبر توفير ما يحتاجونه للعيش بكرامة؛ لأننا لا نقبل تجريد الإنسان من كرامته.</p><p dir="RTL"><strong>وماذا عن ملف عودة الأرمن الكاثوليك لمصر، بعد هجرتهم فيما بعد 1952؟</strong></p><p dir="RTL">بعض العائلات الأرمنية تأتي لزيارة مصر، ويعتزون بمصريتهم، ونتواصل مع الأجيال الجديدة بالمهجر، لزرع حب الوطن في قلوبهم، ونقدر انشغال العائلات بأعمالهم في الدول التي هاجروا إليها.</p><p dir="RTL"><strong>بعد صدور قانون بناء الكنائس مؤخراً، هل طالبت كنيسة الأرمن الكاثوليك ببناء كنائس جديدة، على خطى الكنائس الأخرى؟</strong></p><p dir="RTL">لا، كنائسنا تكفينا، ولم نتقدم بطلبات لبناء كنائس جديدة، ولم نتقدم بملفات للجنة الكنائس غير المرخصة، حيث إن كنائسنا مرخصة منذ فترة الملك فاروق ولدينا 5 كنائس في مصر موزعة على النحو الآتي: كنيستان بالإسكندرية وثلاث موزعة على مناطق وسط القاهرة ومصر القديمة ومصر الجديدة.</p><p dir="RTL"><strong>إذن ماذا عن مطالب الأرمن ككنيسة مسيحية مصرية؟</strong></p><p dir="RTL">نحن موجودون في مصر منذ القرن الثامن، وبعد عام 1915 تزايد العدد لنزوح عدد كبير من الأسر للقاهرة، وكان في استقبالهم سعد زغلول وشيخ الأزهر آنذاك، وطالبًا المصريين بفتح بيوتهم للأرمن المهجرين، ونحن نعيش في أمان وسلام وعلاقتنا طيبة بأجهزة الدولة.</p><p dir="RTL"><strong>كيف تقيم تجربة مجلس كنائس مصر كبوابة لوحدة الكنائس المسيحية؟</strong></p><p dir="RTL">نشارك في مجلس كنائس مصر كأسقف للإسكندرية عن كنيسة الأرمن الكاثوليك ونعتبره خطوة موفقة تجاه الوحدة المنشودة بين الكنائس المسيحية.</p><p dir="RTL"><strong>هل تشاركون في صياغة مشروع قانون الأحوال الشخصية الموحد ضمن لجنة الكنائس المنعقدة حاليًا؟</strong></p><p dir="RTL">لا نشارك في لجنة الصياغة، لكني قدمت مقترحات تلخصت في احتفاظ الكنيسة الكاثوليكية بخصوصيتها في منع طلاق، ومنع تدخل المحاكم المدنية في هذا الشأن، ولدينا لائحة أحوال شخصية موحدة.</p><p dir="RTL"><strong>وماذا عن مشاكل الأحوال الشخصية لدى كنيسة الأرمن الكاثوليك؟</strong></p><p dir="RTL">ليس لدينا أية مشاكل تخص الأحوال الشخصية، ونأمل أن يختفي الطلاق تمامًا لدى المسيحيين والمسلمين؛ لأنه عبء على الدولة ويفتت العائلة.</p><p dir="RTL">أخيرًا.. أين ينعقد المجمع المقدس لكنيسة الأرمن الكاثوليك، ومتى، وما أبرز قراراته مؤخراً؟</p><p dir="RTL">يعقد المجمع المقدس للأرمن الكاثوليك سنويًا في لبنان، وكان آخر اجتماع له في سبتمبر الماضي، وأبرز قراراته الاهتمام ببلاد الانتشار والاغتراب &laquo;المهجر&raquo;.</p>