موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٧ يوليو / تموز ٢٠١٩
الكرسي الرسولي يدعو إلى مزيد من التضامن مع الجياع في العالم

الفاتيكان نيوز :

لمناسبة صدور تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم الذي أظهر أن ثمانمائة وعشرين مليون شخص حول العالم لم يحصلوا على ما يكفي من الغذاء خلال العام المنصرم أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأغذية العالمي المطران Fernando Chica Arellano الذي أكد أن العائلة البشرية لم تقم بواجباتها حيال الأخوة الفقراء.

تم تقديم التقرير الأممي في نيويورك من قبل خمس وكالات أممية هي الفاو، الإيفاد، صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، ويندرج ضمن عملية مراقبة التقدّم باتجاه هدف التنمية المستدامة المتعلق بالتغلب على الجوع وتعزيز الأمن الغذائي ووضع حد لكل شكل من أشكال سوء التغذية مع حلول العام 2030. بيّنت الدراسات أن ثمانمائة وعشرين مليون شخص عانوا من الجوع خلال العام 2018 قياساً بثمانمائة وعشرة ملايين في العام 2017. أما عدد الأطفال دون الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية الدائمة فوصل إلى مائة وتسعة وأربعين مليون طفل تقريباً.

أكد الدبلوماسي الفاتيكاني في حديثه لموقعنا أن التقرير يقول لنا إن هؤلاء الأشخاص حُرموا من الرخاء اليوم ومن التنعّم بمستقبل زاهر معتبرا أن الجماعة الدولية مدعوة إلى بذل المزيد من الجهود، وأشار إلى انعدام الرغبة في القضاء على مسببات الجوع المتعلقة بالإنسان ومن بينها الصراعات المسلحة، الأزمة الاقتصادية والتبدلات المناخية. وبيّن التقرير أن النسبة الأكبر من الأشخاص ضحايا سوء التغذية موجودة في آسيا حيث يصل العدد إلى أكثر من خمسمائة مليون نسمة، كما أن الوضع في القارة الأفريقية يبعث على القلق حيث تُسجل أكبر معدلات الجوع في العالم، لاسيما في أفريقيا الشرقية حيث يعاني ثلث السكان من سوء التغذية. وفضلا عن العوامل المناخية والصراعات المسلحة ساهمت الأزمة الاقتصادية في تفاقم الوضع.

ويرى المطران أريلانو في هذا السياق أننا كلنا قادرون على المساهمة في مكافحة الجوع، أولا من خلال عدم التفريط في الطعام والتخلّي عن موقف اللامبالاة، والتصرف على غرار مثل السامري الصالح في الإنجيل. وشدد سيادته على ضرورة أن تنمو الجماعة الدولية في التضامن وأن تستثمر لصالح السلام لأن هذه هي الوسيلة الناجعة من أجل التغلب على الجوع. وذكّر بأن عدد الجياع في آسيا يصل إلى خمسمائة وأربعة عشر مليون شخص، وفي أفريقيا مائتين وستة وخمسين مليونا، وفي أمريكا اللاتينية اثنين وأربعين مليونا.

ولم تخل كلمات الدبلوماسي الفاتيكاني من الإشارة إلى الجهود التي تبذلها المنظمات غير الحكومية والرعايا من أجل مكافحة الجوع في العالم مشيرا إلى تبنّي العديد من المبادرات التي تصب في هذا الاتجاه. مع ذلك لا بد أن تُكثّف تلك الجهود، كما يتعين تعزيز التضامن وسط الجماعة الدولية، مشيرا إلى أن البشرية لن تتمكن من تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية مع حلول العام 2030 إن لم تفلح في القضاء على آفة الجوع.

وفي ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز ذكّر الدبلوماسي الفاتيكاني باللقاء الذي جمع البابا يوم السابع والعشرين من شهر حزيران يونيو الماضي مع المشاركين في الدورة الحادية والأربعين لمؤتمر منظّمة الأغذية والزراعة للأمم المتّحدة (الفاو)، عندما قال فرنسيس لضيوفه: "لكي نحارب نقص الغذاء والحصول على المياه الصالحة للشرب من الضروري أن نعمل على الأسباب التي تسببه. نجد في أساس هذه المأساة بشكل خاص غياب الشفقة ولامبالاة الكثيرين ورغبة اجتماعية وسياسيّة ضئيلة للإجابة على الواجبات الدوليّة". هذا وأضاف فرنسيس في تلك المناسبة أن "إحدى الوسائل الموجودة في متناول أيدينا هي التخفيف من الإسراف في الأكل والمياه؛ وفي هذا الإطار تشكّل التربية والتوعية الاجتماعية استثمارًا على المدى القصير والطويل، لأنّ الأجيال الجديدة ستنقل هذه الشهادة للأجيال المستقبليّة عالمة أنّه لا يمكن السماح لهذه المأساة الاجتماعيّة بأن تستمر أكثر".