موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٠ يناير / كانون الثاني ٢٠١٨
الكاردينال زيناري: على القادة الدينيين لعب دور من أجل المصالحة في سورية

دمشق - إذاعة الفاتيكان :

الحوار والثقة بين الأطراف، إعادة بناء القلوب وتوفير الضيافة، هذه هي أهم النقاط التي شاء البابا فرنسيس أن يسلط الضوء عليها في سياق حديثه عن كيفية تحقيق السلام والمصالحة في المناطق التي تشهد توترات وصراعات حول العالم، وذلك أمام أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي لمناسبة تبادل التهاني بحلول العام الجديد يوم الاثنين الفائت.

وللمناسبة أجرى موقع "فاتيكان نيوز" مقابلة مع السفير البابوي في سورية الكاردينال ماريو زيناري الذي اعتبر أن البابا فرنسيس تمكن من وضع الإصبع على المشكلة الرئيسة التي تعاني منها سورية اليوم. وقال نيافته من السهل أن نتأثر أمام حجم الدمار الحاصل في مدن مثل حلب وحمص والرقة ودير الزور، لافتًا إلى أن أكثر من سبع سنوات من الحرب ولّدت كما هائلا من الركام، لكن هذا ليس الدمار الحقيقي.

وتحدث الدبلوماسي الفاتيكاني عن الدمار الحاصل في القلوب وعن تمزّق النسيج الاجتماعي وقد طالب البابا فرنسيس باستعادة هذا النسيج الاجتماعي وبتضميد الجراح خصوصا في وقت فقدت فيه سورية هذا الفسيفساء المتعدد الديانات والأعراق الذي كان يميز البلد العربي في الماضي.

وأكد الكاردينال زيناري أن القصف لم يتوقف في العاصمة دمشق ناهيك عن استمرار الغارات في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، وأشار إلى أن الأطفال السوريين يدفعون الثمن الأعلى لهذه الحرب المدمرة والكثير منهم تيتموا، وشاهدوا والديهم يُقتلون أمام أعينهم، ومن بينهم من تعرضوا للاستغلال الجنسي أو تم تجنيدهم من قبل المقاتلين، ومن هذا المنطلق لا بد أن نبدأ بتضميد جراحات النفس، كما قال البابا فرنسيس في رسالته إلى مدينة روما والعالم لمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد.

وفي رده على سؤال بشأن كيفية تضميد الجراح، قال السفير البابوي في سورية إنه يتعين على القادة الدينيين في الوقت الراهن أن يعملوا على تخطي الأحقاد والعطش إلى الثأر والانتقام. وختم نيافته حديثه لموقع "فاتيكان نيوز" مشددًا على أهمية أن يعود السوريون المسيحيون الذين لجؤوا إلى البلدان المجاورة لأنه ينبغي أن يلعبوا دورًا هامًا في إعادة إعمار بلدهم، خصوصًا وأنهم يشكلون نافذة مفتوحة على العالم.