موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٢ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٩
القديسة تريزا الطفل يسوع تمطر البركات الروحية على ابناء اسيوط

أسيوط - ناجح سمعـان :

كسائر المصلين وقفت أتأمل دخولها إلى الكنيسة محمولة على اعناق الشباب، العيون شاخصة والوجوه مبتهجة للقادمة الجليلة، الشمامسة يرتلون الالحان القبطية يتبعهم جوقة الكورال بالترانيم الروحية لتريز الكرملية. في قلوب المصلين الكثير من الضيقات والأمنيات جاءوا يضعونها بين يدي الشفيعة القديرة، واثقين في رفعة مكانتها عند العريس الإلهي الذي أحبته حتى الجنون. لم يكتف المصلون بالابتهال إليها خلال ساعات الزيارة فحسب بل راح بعضهم يتلوا تساعية للثالوث الاقدس لنيل النعم بشفاعتها، مدة تسعة ايام متتالية، حتى حظى الكثيرون منهم بالبركات الروحية والخبرات الايمانية، يعترف كاتب هذه السطور بامتنان انه كان أحدهم. لقد تسلل حب تريز إلى قلوب الكثيرين على ارض مصر وراحت سيرتها وخواطرها تتناقلها الأفواه من موقع إلى اخر كدروس مستفادة من كنز جمالها الروحي.

كانت القديسة تريزا الطفل يسوع قد زارت أبرشية اسيوط للاقباط الكاثوليك مدة سبعة عشر يومًا بدأت يوم السبت 12 اكتوبر وانتهت صباح الاثنين 28 اكتوبر 2019. وقد رافق القديسة فى زيارتها من الاباء الكرمل الاب باتريك شاديني، والاب يوحنا مرقس والاخ زكريا حربي.

بكنيسة قلب يسوع الاقدس للاقباط الكاثوليك بالقوصية يوم الاثنين 21 اكتوبر 2019 قال الاب باتريك شاديني: انا سعيد جدًا اليوم ان تكون القديسة تريزا بينكم فهي لم تأتي للفسحة أو زيارة الاثار انما جاءت لتعطي نعم وبركات، جاءت لتشفي المرضى من الخطيئة، جاءت لتحيي فينا الايمان والرجاء والمحبة. اليوم يوم تاريخي بالنسبة لكم احكوا لابنائكم واحفادكم عنه باعتزاز، عيشوا المحبة في عائلاتكم، لقد تعلمت تريز محبة الله في عائلتها. بدون الاسرة مستحيل ان نكون سعداء، العائلة لا تبنى بالتليفون او الانترنت انما تبنى بالصلاة معًا.

واضاف الاب باتريك قائلاً: كلنا مدعوين لأن نكون قديسين، ان تكون قديس لا بد ان تحب يسوع وتحب كل شخص تقابله في حياتك، بدون الحب لا نفعل شئ، قوة القداسة في الحب. دون الحب لا نعلن حضور الله، بدون الحب نصبح امواتاً، بدون الحب نركز على ذواتنا. الحب بالنسبة لتريزا يعني انسى نفسي واضع الله في مركز حياتي، لما يكون الله في قلبنا كل شئ يصبح جميل، بالايمان نحول الناس، نحول المجتمع الذي نعيش فيه، نحول العالم كله. واختتم الاب باتريك الكرملي بقوله: الانسان المسيحي يجب ان يبشر بالمحبة والسلام والفرح والغفران مع الجميع، هذه هي دعوتنا على الارض ومعنى القداسة الذي نصبو إليه بنعمة الله.

في القداس الاحتفالي الذي اقيم بكاتدرائية ام المحبة الالهية بمدينة اسيوط، مساء الاحد 27 اكتوبر 2019، في ختام زيارة القديسة تريزا الطفل يسوع إلى أبرشية اسيوط، قال الانبا كيرلس وليم مطران اسيوط للاقباط الكاثوليك: نختتم في هذا المساء المبارك عرسًا روحيًا كبيرًا عشناه على مدى سبعة عشر يومًا قامت خلاله القديسة تريزا بزيارة واحد وثلاثين رعية بأبرشيتنا العامرة. وكما استقبلناها بفرح وتهليل نودعها كذلك الليلة وقد حرصت على المشاركة في جميع هذه الزيارات المباركة لكنائس الأبرشية، وفي كل رعية كنت أتأمل أشياء جديدة تعبر عن حفاوة الاستقبال والتكريم لهذه القديسة العظيمة".

وأضاف سيادته: تعددت الاحتفالات الروحية ما بين قداسات وتسابيح وساعات سجود، كانت ترفعنا إلى السماء حتى ان بعضاً من ابناء الأبرشية قاموا بنظم تماجيد والحان خاصة اكراماً للقديسة تريزا. وفي كل موضع كان يشاركنا الاحتفالات اخوتنا المسلمين الذين تباروا في حمل رفاتها تعبيرًا عن حبهم وترحبيهم بها لأنها قديسة تحب الجميع، وتجتمع حولها كل القلوب، كيف لا وهي التي قالت إن دعوتي هي الحب. لقد وعدت القديسة تريزا ان تمطر من السماء غيثاً من الورود اي النعم على الارض، وها هي تفي بوعدها، علينا ان نستفيد من حضورها في وسطنا ونطلب منها كل ما نحتاج إليه حتى تصلي لأجلنا فعندما نقرأ الامور الصغيرة والعجيبة في ضوء الإيمان نكتشف معنى جديد للمعجزات فى حياتنا.

واختتم الانبا كيرلس وليم عظته للمصلين قائلاً: نشكر الآباء الكرمل الذين قاموا بهذا العمل الكبير وما تبعه من الحصول على موافقة السلطة الكنسية حتى تخرج القديسة تريزا من كنيستها في فرنسا وتأتي لزيارتنا في مصر. كما نشكر رجال الأمن الساهرون الذين يرافقون الزيارات بحماسة وتقدير كبير، وختاماً نشكر الله على هذه النعمة الكبيرة التى غمرنا بها ونصلي ان يديم الرب نعمته على الكنيسة وليتمجد اسمه في قديسيه.