موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢ أغسطس / آب ٢٠١٩
الفاتيكان والقضية الفلسطينية والشرق الأوسط

الأب رفيق جريش :

شارك مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة، رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا، الثلاثاء 23 تموز في نيويورك، في مناقشة مفتوحة لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية.

وتحدث في مداخلته عن حل الدولتين، وتوقف عند الأوضاع في سوريا واليمن والعراق، وشدد على أنه لا يمكن لمثل هذه المناقشة المفتوحة أن تكون مجرد استعادة للأمور والتعليقات المعروفة حول العقبات أمام بلوغ الحل المنشود (حل دولتين) داخل حدود معترف بها دوليًا، ولكن على هذه المناقشة أن تقود إلى أفعال على الأرض.

وأشار في كلمته إلى حديث منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، الشهر الماضي، عن المخاطر أمام عملية السلام ما بين العنف الذي يشكل خطرًا على حياة الفلسطينيين والإسرائيليين وغياب الثقة المتبادلة بين الطرفين، وغيرها من عوامل تسهم فى خلق أجواء دمار.

ثم انتقل الحديث إلى مواصلة المجتمع الدولي العمل، من خلال الهبات السخية، عبر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، وهي الهيئة التي منع الرئيس الأمريكي ترامب مشاركة الولايات المتحدة فيها ضغطًا على الفلسطينيين، على توفير التعليم والرعاية الصحية وغيرهما من الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين.

وأضاف المطران أوزا أنه بالتالي بإمكان الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تقديم إسهام مهم في هذه المرحلة، بتشجيع الأطراف على العودة إلى المفاوضات مع توفير المساحة والموارد من أجل الالتزام بالحوار كصانعي مستقبل سلام جنبًا إلى جنب.

وفي حديثه عن الوضع في الشرق الأوسط، أكد مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة أنه لا يمكن تجاهل المناطق التي لا تتمتع بالاستقرار بعد فى سوريا، حيث الأزمات الإنسانية أصبحت أكثر حدة. وتابع أنه لا يمكننا ألا نصغي إلى صرخات من هم في حاجة إلى الغذاء والرعاية الطبية والتعليم أو لصرخات اليتامى والأرامل والجرحى.

وذكّر المراقب في هذا السياق برسالة البابا فرنسيس إلى الرئيس السوري بشار الأسد، التي عبر فيها عن قلقه الكبير إزاء الوضع الإنساني في سوريا، وخاصة إزاء الظروف المأساوية التى يواجهها سكان إدلب، وذكّر رئيس الأساقفة أيضًا بتجديد البابا فرنسيس النداء من أجل حماية هؤلاء المواطنين وإلى احترام القانون الإنساني الدولي.

ثم انتقل للحديث عن الوضع الإنساني فى اليمن والمتزايد سوءًا، واعتماد مجلس الأمن في 15 تموز بالإجماع القرار رقم 2481 الذي يمدد ولاية بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة في اليمن لمدة ستة أشهر إضافية. وواصل المطران أوزا مشددًا على ضرورة أن يشجع المجتمع الدولي، ويبحث عن كل الفرص الممكنة من أجل التفاوض وبلوغ حلول سليمة للأزمة الحالية في منطقة الخليج.

وفي ختام مداخلته، أكد أننا في مرحلة يجب فيها على دول المنطقة كافة تفادي السقوط مجددًا في عداوات، وأن هناك حاجة ماسّة إلى تعزيز أكبر لحوار من أجل ثقافة «التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس، من شأنه أن يسهم فى احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية التى تحاصر جزءًا كبيرًا من البشر»، وذلك حسبما جاء في وثيقة الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، التي وقعها قداسة البابا فرنسيس مع شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب، في أبوظبي 4 شباط 2019.

هكذا يتابع الفاتيكان اهتمامه بمنطقتنا.

(نقلا عن المصري اليوم)