موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٥ أغسطس / آب ٢٠١٩
الرب لا يتعرف علينا بما نحمل من ألقاب، إنما بفضل حياة متواضعة وصالحة

الفاتيكان نيوز :

تلا البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي، وتكلَّم إلى المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس عن إنجيل الأحد والذي يحدِّثنا عن يسوع حين "كان يَمُرُّ بِالمُدُنِ والقُرى، فيُعَلِّمُ فيها، وهوَ سائِرٌ إِلى أُورَشَليم"، وهو يعلم أنه سيموت على الصليب من أجل خلاص جميع البشر (لوقا 13، 22-30).

وتوقف قداسته عند السؤال الذي وجهه رجل إلى يسوع: "يا ربّ، هلِ الَّذينَ يَخلُصونَ قَليلون؟". وفي إجابته قَلَب يسوع السؤال والذي كان يتمحور حول الكم، فربط إجابته بالمسؤولية، داعيًا إيانا إلى أن نستخدم بشكل جيد الوقت حاضر حيث قال: "اِجتَهِدوا أَن تدخُلوا مِنَ البابِ الضَّيِّق. أَقولُ لَكم إِنَّ كَثيراً مِنَ النَّاسِ سَيُحاوِلونَ الدُّخولَ فلا يَستَطيعون". وأشار إلى أن يسوع يُفهمنا بكلماته هذه أن هذه ليست قضية أرقام، فليس هناك "عدد محدود" في الفردوس، بل من الضروري ومنذ الآن الدخول عبر الباب الصحيح والذي هو متوفر للجميع لكنه ضيق.

وواصل البابا فرنسيس أن يسوع لا يريد إيهامنا بأن يقول لنا لا تقلقوا، إنه أمر سهل، فهناك طريق واسع وفي نهايته باب كبير، بل يخبرنا بالأمور على حقيقتها، وهي أن الباب ضيق، مشيرًا إلى أن هذا يعني أن علينا لنَخلص أن نحب الله والقريب، وليس هذا بالشيء السهل. فإن "الباب ضيق" لأنه يتطلب التزامًا، بل جهدًا، أي إرادة عازمة ومثابرة للعيش حسب الإنجيل، ما يسميه القديس بولس بـ"جهاد في الإيمان" (راجع 1 طيم 6، 12). ولشرح هذا بشكل أفضل يستخدم يسوع مَثل رب البيت، الذي يشير إلى الرب بينما يرمز بيته للحياة الأبدية، للخلاص. وتابع البابا متوقفًا عند صورة الباب التي نجدها في هذا المثل حين يقول يسوع: "وإِذا قامَ رَبُّ البَيتِ وأَقَفَلَ الباب، فوَقَفتُم في خارِجِه وأَخَذتُم تَقرَعونَ البابَ وتقولون: يا ربُّ افتَحْ لَنا، فيُجيبُكُم: لا أَعرِفُ مِن أَينَ أَنتُم"، مذكرًا بمحاولة هؤلاء الأشخاص تذكير رب البيت بأنفسهم، بأنهم أكلوا وشربوا معه واستمعوا إلى تعاليمه، إلا أن الرب يكرر أنه لا يعرفهم ويسميهم بفاعلي السوء.

وشدد على أن الرب لا يتعرف علينا بما نحمل من ألقاب، (لقد كنتُ في رابطة كذا، أو صديقًا لمطران أو كاردينال أو كاهن)، بل سيتعرف علينا فقط بفضل حياة متواضعة وصالحة، حياة إيمان يترجم إلى أفعال. ويعني هذا أننا كمسيحيين مدعوون إلى إقامة شركة حقيقية مع يسوع من خلال الصلاة والتوجه إلى الكنيسة، الاقتراب من الأسرار، والتغذي على كلمته، فهذا يحفظنا في الإيمان ويغذي رجاءنا ويحْيي المحبة. يمكننا هكذا بنعمة الله، وعلينا، أن نكرس حياتنا لخير الأخوة ومحاربة جميع أشكال الشر والظلم.

وفي ختام حديثه إلى المؤمنين والحجاج، طلب البابا فرنسيس أن تساعدنا مريم العذراء في هذا، هي التي مرت عبر الباب الضيق، أي يسوع، فقد استقبلته بكل قلبها وتبعته في كل أيام حياتها حتى حين لم تفهم وحين طعنها سيف في نفسها، ولهذا نتضرع إليها باعتبارها "باب السماء"، باب يأخذ شكل يسوع، باب قلب الله المتطلِّب ولكنْ المفتوح لنا جميعا.