موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
الاراضي المقدسة
نشر الجمعة، ١٤ مارس / آذار ٢٠١٤
الأحد الثاني من الصوم

اعداد وشرح الارشمندريت حكمت حدادين :

أحد الذخائر المقدسة، وتذكار القديس غريغوريوس بالاماس

في هذا الأحد: تكرم كنيسة الروم الملكية الكاثوليكية ذخائر القديسين، فقد أمر بإقامة عيد الذخائر المقدسة، المطوب الذكر البطريرك مكسيموس الثالث مظلوم، بمنشوره البطريركي الصادر في 1/12/1843 وهو نفسه الذي نظم الاحتفال به وجمع وألف القطع التي تتلى في الفرض الإلهي الخاص به. فعيد الذخائر المقدسة مكمل لعيد إكرام الأيقونات المقدسة...اما قبل ذلك، في النصف الثاني من القرن الرابع عشر، بدأت كنيسة القسطنطنية تقيم، هذا الأحد،تذكار أبينا في القديسين غريغوريوس بالاماس رئيس تسالونيكية. ثم عم هذا التقليد تباعا سائر الكنائس البيزنطية.

وفي اجتماع السينودس المقدس لكنيسة الروم الملكية الكاثوليك سنة 1971 وافق الآباء على تبني عيد القديس غريغوريوس بالاماس في هذا الأحد.

أما حياة القديس غريغوريوس بالاماس رئيس اساقفة تسالونيكية: فقد ولد في تسالونيكية في مطلع القرن الرابع عشر في اسرة ثرية كثيرة الاولاد. نشأ يتيم الاب فسهرت الوالدة على تربية اولادها تربية مسيحية صالحة. ترعرع الشاب التقي واستقى ثقافة دينية وادبية وسيعة في ارقى المعاهد. وهو في عامه العشرين مالت نفسه الى الزهد، فقصد الجبل المقدس (آثوس) وتتلمذ لافضل الشيوخ علماً وتقى. ثم اقنع والدته واخوته باتباع طريق التجرد والعبادة الحقة. فوزعوا اموالهم على المعوزين وانضموا كلهم الى الاديرة. لكن الاضاليل المتفشية في ايامه لاسيما انكار ازلية القدوس المحيي الواحد في الجوهر والتنكر لتكريم الايقونات المقدسة، أعادته الى تسالونيكية مدافعاً عن الايمان القويم. فرقي الى درجة الكهنوت فالاسقفية. وناضل بشجاعة نادرة داحضاً هذر الهراطقة ومنقذاً الرعية من زؤانهم. رقد بالرب في عامه الثالث والستين سنة 1362، مخلفاً ذكرى الراهب الصوفي الراعي الصالح الأمين. غريغوريوس بالاماس لاهوتي الكنيسة قد وعى بالنور مصدر نوره ايمانه بالله قد افضى الى من لا يغيب سنا ومجد بدوره.

في هذا الأحد الثاني من الصوم: تقرأ الكنيسة على مسامعنا إنجيل مقعد كفرناحوم، لتلقي علينا من خلاله، درس إيمان وثقة بالمسيح ومحبة للقريب. وتبين لنا قدرة ابن الله على غفران الخطايا وصنع المعجزات.

فكرة الرسالة: كانت التعاليم غير صحيحة في العديد من الكنائس الأولى وذلك على زمن القديس بولس فكانت تنادي: لا يمكن الاقتراب الى الله إلا من خلال الملائكة. بدل من عبادة الله مباشرة، اتجه اتباع هذه الهرطقات إلى السجود للملائكة. فلذلك جاءت الرسالة إلى العبرانيين تندد بكل وضوح هذا التيار والتعليم الغير الصحيح. وكان البعض يظنون أن يسوع هو رئيس ملائكة الله، لنعلم ان عبادة الناس للملائكة مرفوضة تماماً، بل علينا ان نكرمها اذ هي خلائق. إن يسوع هو الله وهو وحده المستحق لكل عبادة. الملائكة رسل الله، ويخضعون لسلطانه وللملائكة عدة وظائف، فهم يخدمون المؤمنين، ويحرسون الضعفاء، وينشرون رسالة الله وينفذون قضاء الله.

فكرة الانجيل: بدلا من ان يقول الرب يسوع للرجل المشلول لقد شفيت، قال له "يا بني مغفورة لك خطاياك". لقد اثار كلام يسوع هذا تذمر الكتبة والفريسسن، واعدوه تجديفاً، لان الله وحده يغفر الخطايا. وحسب الشريعة اليهودية كانت هذه خطيئة تستوجب الموت وقد حكم قادة اليهود على يسوع بأنه مجدف اذ جعل نفسه الله، ولكي يرد يسوع دعواهم أمر المخلع أن يحمل فراشه ويمشي، بهذه الاعجوبة برهان آخر على ان يسوع إله من إله يستطيع أن يغفر الخطايا، ويعرف نوايا القلوب ويشفي الامراض المستعصية.

هذه أول مرة في إنجيل مرقس يطلق يسوع على نفسه ابن الإنسان وهذا اللقب يؤكد أن يسوع إنسان كامل بالحقيقة بينما يؤكد لقب "ابن الله" انه الله ايضاً. وكابن الله كان ليسوع السلطان أن يغفر الخطايا. وكانسان يتحد بنا في عمق حاجاتنا ويحيا الآمنا ويساعدنا على التغلب على الخطيئة.

الانديفونة

الصلاة الانديفونة: أيها الرب إلهنا. يا من وهب للشهداء القديسين. أن تتوزع اعضاؤهم في كل الارض وفي هذه الكنية. لتأتي بثمار الشفاء من الامراض. اهلنا. بشفاعة قديسيك. لأن نقدم لك الذبيحة الروحية. واهدنا سبيل الخلاص.

(ك) لأنك إله صالح ومحب للبشر. واليك نرفع المجد. أيها الآب والابن والروح القدس، الان وكل اوان.

1- القارئ: الرب قد ملك والجلال لبس. لبس الرب القوة وتمنطق بها / بشفاعة والدة الاله...
2- لتعترف للرب مراحمه وعجائبه لبني البشر / بشفاعة والدة الاله...
3- المجد... الآن... يا كلمة الله...

الأناشيد (الطروباريات) بعد دورة الإنجيل

1- نشيد القيامة (اللحن الخامس): لننشدْ نحن المؤمنين. ونسجدْ للكلمة، الأزليِ مع الآب والروح، المولودِ من العذراءِ لخلاصنا. لأنه ارتضى أن يصعدَ بالجسد على الصليب، ويحتملَ الموتَ، ويُنهضَ الموتى بقيامتِهِ المجيدة.

2- نشيد العيد (اللحن الثاني): مغبوطة الأرض التي اخصبتها دماؤكم. يا شهداء الرب الظافرين. ومقدسة المساكن التي قبلت أجسادكم. فإنكم قد غلبتم العدو في الميدان. وكرزتم بالمسيح بشجاعة. فنسألكم أن تبتهلوا إليه. بما انه صالح. في خلاص نفوسنا.

3- نشيد للقديس بالاماس (اللحن الثامن): يا كوكب الإيمان القويم، وثبات الكنيسة ومعلمها، يا جمال المتوحدين، والمناضل الذي لا يحارب عن المتكلمين بالالهيات، غريغوريوس الصانع العجائب، يا فخر تسالونيك والمنادي بالنعمة، ابتهل على الدوام بخلاص نفوسنا.

4- نشيد شفيع الكنيسة...

5- نشيد الختام (اللحن الثامن): نحن عبيدكِ يا والدة الإلة، نكتب لكِ آيات الغلبة، يا قائدةً قاهرة. ونقدمُ الشكرَ لكِ وقد أُنقذنا من الشدائد. لكنْ، بما أن لكِ العزةَ التي لا تُحارب، أعتقينا من أصنافِ المخاطر، لكي نصرخَ إليكِ: أفرحي، يا عروسهً لا عروسَ لها.

مقدمة الرسالة

اللازمة للقارئ: انت يا رب تحفظنا وتحمينا من هذا الجيل والى الدهر
(يعيدها الشعب)

الآية للقارئ: خلصني يا رب فان البار قد فني، لان الحقيقة قد ضعفت عند بني البشر
(يعيد الشعب اللازمة)

فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى العبرانيين(1/10-2/3)

(لأحد الذخائر: تفوق الابن على الملائكة وتمسك المؤمنين بتعاليم الرسل)

أنت أيها الرب في البدء أسست الأرض والسماوات هي صنع يدك، هي تزول وأنت تبقى، وكلها تبلى كالثوب وتطويها كالرداء فتتغيير وأنت أنت، وسنوك لن تفنى. ولمن من الملائكة قال قط: "اجلس عن يميني حتى اجعل أعداءك موطئا لقدميك". أليسوا جميعهم أرواحاً خادمة، مرسلة لخدمته من اجل المزمعين أن يرثوا الخلاص؟. فلذلك يجب علينا أن نتنبه إلى ما سمعناه غاية التنبه، لئلا نبتعد عنه فإنها إن كانت الكلمة التي نطق بها على لسان الملائكة قد ثبتت. وكل تعد معصية قد نال جزاءً عدلاً، فكيف نفلت نحن إن أهملنا خلاصا عظيماً كهذا قد نطق به لسان الرب أولا. ثم ثبته لنا الذين سمعوه.

مزمور هللويا (ش)هللويا(3)
القارئ: بمراحمك يا رب ارنم لك الى الأبد، الى جيل فجيل أعلن حقك بفمي (ش)هللويا(3)
القارئ: لأنك قلت: ان الرحمة تبنى الى الأبد وفي السموات يهيأ حقك (ش)هللويا(3)

فصل شريف من بشارة القديس مرقس البشير (1:2-12)

(لاحد الذخائر: شفاء مخلع كفرناحوم)

في ذلك الزمان لما دخل يسوع إلى كفرناحوم وسمع انه في بيت، ففي الحال اجتمع خلق كثير بحيث لم يبق موضع يسع ولا عند الباب وكان يخاطبهم بالكلمة. فأتوا إليه بمخلع يحمله أربعة. وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه بسبب الجمع كشفوا السقف حيث كان، وبعد ما نقبوه دلوا الفراش الذي كان المخلع مضطجعاً عليه. فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمخلع: يا بني مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة جالسين هناك يفكرون في قلوبهم: ما بال هذا يتكلم هكذا بالتجديف؟ من يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده؟ فللوقت علم يسوع بروحه انهم يفكرون في هذا في أنفسهم. فقال لهم: لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم؟ ما الأيسر: أن يقال للمخلع مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال قم احمل فراشك وامش؟ ولكن لكي تعلموا أن ابن الإنسان له سلطان على الأرض أن يغفر الخطايا، قال للمخلع: لك أقول قم واحمل فراشك واذهب إلى بيتك. فقام للوقت وحمل فراشه وخرج أمام الجميع، حتى دهشوا كلهم ومجدوا الله قائلين: ما رأينا قط مثل هذا.

طلبات بعد الانجيل (بعد كل طلبة نرنم يا رب ارحم ثلاثاً)

1- لأجل الكنيسة المقدسة، أن يتلألأ وجه المسيح في وداعتها ومحبتها، في فقرها وفي خدمتها فتبادر جميع الشعوب إلى معرفة يسوع المسيح. إليك نطلب يا رب فاستجب وارحم

2- لأجل جميع المسيحيين ان تمن عليهم بالمحبة والوفاق، ليكونوا بأجمعهم واحداً، إليك نطلب يا رب فاستجب وارحم

3- لأجل جميع الشعوب، أن يشرق عليها نورك فيثيت فيها روح العدل والتسامح روح المحبة والسلام. إليك نطلب يا رب فاستجب وارحم

نرنم بدل انه واجب حقا: إن البرايا بأسرها تفرح بكِ يا ممتلئةً نعمةً/. محافلُ الملائكةِ واجناسُ البشر لكِ يعظمون/. أيها الهيكلُ المتقدس والفردوسُ الناطقُ وفخرُ البتوليةِ،/ التي منها تجسدَ الإلهُ وصار طفلاً، وهو إلهنُا قبلَ الدهور/. لانه صَنعَ مستودعكِ عرشاً، وجعلَ بطنكِ ارحبَ من السماوات/. لذلك، يا ممتلئةً نعمة، تفرحُ بكِ كلُ البرايا وتمجدكِ.

التطواف بالذخائر المقدسة: في نهاية القداس جرت العادة في بعض الكنائس ان تبارك الذخائر المقدسة، ويطاف بها ثلاث مرات (إن لم يكن في الكنيسة ذخائر للقديسين للتطواف لا تنسَ أنه يوجد في الاندميسة ذخيرة مقدسة وضعها غبطة البطريرك)، بينما يرنم الخورس المجدله الكبرى. وبعد الدورة الثالثة توضع الذخيرة المقدسة على الطاولة للسجود لها، مرنمين النشيد التالي:

اللحن الثاني: مغبوطة الأرض التي اخصبتها دماؤكم. يا شهداء الرب الظافرين. ومقدسة المساكن التي قبلت أجسادكم. فإنكم قد غلبتم العدو في الميدان. وكرزتم بالمسيح بشجاعة. فنسألكم أن تبتهلوا إليه. بما انه صالح. في خلاص نفوسنا.

يوم الجمعة القادم الاحتفال بالمدائح الثالثة: في هذا اليوم نرنم القسم الثالث ويذكرنا بالأمور التالية: البيت 13/ يذكرنا بالخليقة الجديدة، البيت 14/ يذكرنا بالولادة الغريبة، البيت 15/ يذكرنا بالعذراء مسكن الله، البيت 16/ يذكرنا بالملائكة وسر التجسد، البيت 17/ يذكرنا بحكمة الله في سر البتول، البيت 18/ يذكرنا بتأنس الإله وتأله الإنسان.

أعياد هذا الأسبوع

الثلاثاء 18/3 تذكار ابينا في القديسين كيرلس اسقف اورشليم: ولد القديس كيرلس في القدس أو في ضواحيها بين سنة 313 و315 وفي سنة 348 انتخب أسقفا للقدس خلفاً للقديس مكسيموس وقد نفي إلى طرسوس سنة 357 اثر محاولات الاريوسيين ضده وفي سنة 359 عاد إلى كرسيه وعندما ارتقى يوليانوس الجاحد إلى عرش الإمبراطورية وتفجر حقده ضد المسيحية ومؤسسها، أمر أن يعاد تشييد هيكل سليمان في أورشليم الذي هدمته جيوش تيطس سنة 70 بعد الميلاد، على حساب خزينة الدولة لكي يطفئ المسيحية في مقدسها فاعلن الأسقف القديس أن الساعة قد حانت لتتحقق كلمة يسوع، ونبوءة دانيال انه لا يبقى فيه حجر على حجر إلا وينقض هذا ما حدث في الواقع إذ حين بدىء العمل، اجتاحت المكان هزة ارضية عنيفة قضت على ما بقي قائماً من جدران واساسات وعلى المساكن المحيطة، واخذت الارض تقذف الحجارة من اساساتها، فتراجع العمل ووهنت عزيمة الإمبراطور الشرير وخزي في حقده وكبريائه، وعاد القديس كيرلس إلى المنفى في عهد الإمبراطور الاريوسي فالنس سنة 367، ثم رجع إلى كرسيه بعد وفاة هذا الامبراطور سنة 378. كان عضواً في المجمع المسكوني الثاني المنعقد في القسطنطينية سنة 381. وانتقل إلى الله سنة 387.

خاطرة
التجدد الدائم: الاهم ليس في ان اكون افضل من الاخرين. الامر الذي لا فائدة منه ، بل الاهم هو ان اكون افضل من نفسي (الاقتداء بالمسيح).

الى اللقاء في الاحد القادم وعين الرب ترعاكم