موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١١ مارس / آذار ٢٠١٩
اتفاقية بكين والكرسي الرسولي ’أمر جيد‘ للكنيسة وللصين

الفاتيكان - أبونا :

قال الكاردينال فيرناندو فيلوني، رئيس مجمع تبشير الشعوب، إن الاتفاق الموقّع بين الحكومة الصينية والكرسي الرسولي، في أيلول الماضي، على ترشيحات الأساقفة الصينيين، سيكون "عونًا كبيرًا" و"أمر جيد جدًا" لمستقبل الكنيسة الكاثوليكية، ومن أجل المصالحة بين الكنائس الصينية الكاثوليكية، وكذلك هو الأمر بالنسبة إلى الصين.

وفي تصريحات صحفية خلال زيارته الأخيرة لكل من تايوان، ماكاو وهونغ كونغ، من 27 شباط وحتى 6 آذار الحالي، أضاف المسؤول الفاتيكاني: "من المضلل تفسير الاتفاقية على أنها نتيجة لعبة سياسية دبلوماسية، تدّعي بأن جزءًا من الواقع الكنسي الصيني قد فاز والآخر قد خسر"، مشددًا على أنه "يمكن للأطراف المعنية التغلب على الصعوبات، والتي لا مفرّ منها، إن كان هنالك جو من الثقة المتبادلة، والتي ستنمو مع مرور الوقت".

وخلال زيارته إلى الشرق الأقصى، ترأس فيلوني قداس ختام المؤتمر الوطني الإفخارستي الرابع في تايوان، كما افتتح في ماكاوا عددًا من الأقسام الجديدة التابعة لجامعة القديس يوسف. وفي تصريحات صحفية، جدد تأكيده على أن جوهر الاتفاقية "ليس سياسيًا أو دبلوماسيًا، إنما رعويًا". ومشيرًا إلى الصبر اللازم الذي يجب أن يرافق مسيرة المصالحة من التناقضات التي ما زالت تجرح الجسم الكنسي، قال: "بعد 70 عامًا من الانقسام، لا يمكن للمرء أن يتوقع حل المشاكل في يوم وضحاه. إن كنت تعاني من جرح عميق في جسدك فهل تتوقع أن تشفى منه في يوم واحد؟".

كما ردّ المسؤول الفاتيكاني على تحفظات البعض حول الاتفاقية، والذين يقرؤنها على أنها "هزيمة" للمجتمعات الكاثوليكية السريّة، و"انتصار" للكنيسة الوطنية. وقال: "إنها وجهة نظر مقيّدة"، مستشهدًا بمثل الابن الضال، ومحاولة تفسير الأب لابنه الأكبر بأن المرء لا يستطيع أن يتعامل مع الغضب، وأنه على العكس يجب أن يفرح لأن أخاه كان ضالاً فوجد. وأضاف: "لا يمكن للمرء أن يقول أن هذا قد انتصر والآخر قد خسر. وبدلاً من ذلك، يجب التعبير عن السرور لاتخاذ خطوات جديدة، والتي ستعمل على استعادة الشركة الكنسية".

وأقرّ الكاردينال فيرناندو فيلوني، رئيس مجمع تبشير الشعوب، بأن تنفيذ الاتفاق المؤقت يمكن أن يواجه عقوبات وصعوبات جديدة، لكنه لفت إلى أنه في "الحياة هنالك دائمًا صعوبات"، ويمكن التغلب عليها من خلال زيادة مناخ "الثقة المتبادلة" بين الطرفين.