موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٥ أغسطس / آب ٢٠١٩
إيطاليا تحيي مرور عام لانهيار جسر جنوة.. والبابا يوجه رسالة تضامن

جنوة – أبونا ووكالات :

أقامت إيطاليا الأربعاء مراسم إحياء الذكرى السنوية الأولى لانهيار جسر جنوى الذي أودى بحياة 43 شخصًا في 14 آب 2018، في مراسم اتخذت طابعًا سياسيًا غير متوقع بفعل انهيار الائتلاف الشعبوي الحاكم.

وفي موقع الحادث، حيث لا تزال الأنقاض متناثرة، أجريت المراسم على بعد عشرين مترًا من حيث بدأ بناء أول قسم من الجسر الجديد. وعددت أسماء الضحايا الـ43 قبل إحياء قداس إلهي حضره المئات من بين أقاربهم، لكن أيضًا كافة الجهات الفاعلة في الأزمة السياسية غير المسبوقة التي تهز البلاد في خضم فصل الصيف.

وبعد القداس، تعهدت ممثلة عن أقرباء الضحايا بالبحث عن الحقيقة والعدالة "لأن ما حصل لا يجب أن يتكرر"، في حين أكد رئيس بلدية المدينة ماركو بوتشي أن السلطات ستبقى إلى جانبهم. وعند الساعة 11,36، وقف جميع المشاركين دقيقة صمت عن أرواح الضحايا، في حين دقت الكنائس أجراسها وصدحت صفارات إنذار المرفأ.

وكان من بين الحضور الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا الذي يتمتع وحده بصلاحية الدعوة إلى انتخابات جديدة، وزعيم الرابطة ماتيو سالفيني الذي يطالب بإجراء انتخابات منذ الأسبوع الماضي، وحليفه السابق زعيم حركة خمس نجوم لويجي دي مايو، بالإضافة إلى رئيس الحكومة جوزيبي كونتي، وعدد كبير من الوزراء.

وتدور معركة قضائية بين المتهم الرئيسي من جهة، وهو شركة "أوتوسترادي بير ليطاليا" (أسبي)، المشغلة للجسر والمملوكة من قبل عائلة بينيتون، ومن الجهة الأخرى عائلات الضحايا وعدد كبير من المسؤولين السياسيين خصوصًا حركة خمس نجوم التي تعتبر أن انهيار الجسر كان نتيجة سوء صيانة وتتهم شركة "أسبي" بإهمال السلامة.

ويبدو أن المحاكمات ستكون ضخمة إذ إن هناك 71 شخصًا مستهدفين بالتحقيق بينهم رؤساء في شركات مجموعة "بينيتون" ومسؤولون في إدارات عدة ويشارك فيها أكثر من مئة قاضٍ و120 خبيرًا قضائيًا و75 شاهدًا وعدد كبير من الوثائق والأدلة المادية.

ومنذ عام بالتمام، أدى انهيار الجسر المعلق للسيارات، وهو معبر رئيسي للمبادلات مع فرنسا، كما وللرحلات المحلية، إلى سقوط عشرات السيارات كانت في طريقها إلى العمل أو العطل. وقد أودى ذلك بحياة 43 شخصًا بينهم أربعة أطفال.

البابا يوجّه رسالة

ووجّه البابا فرنسيس، في وقت سابق، رسالة أشار فيها إلى أن الحادثة "شكّلت جرحًا في قلب المدينة، وفاجعة لمن خسر أقرباءه، ومأساة للجرحى، وحدثًا مزعجًا لمن أُجبر على ترك بيته ليعيش كنازح"، مشددًا على صلاته الدائمة، منذ وقوف الحادث وإلى اليوم، من أجل الضحايا وعائلاتهم والجرحى والنازحين.

وقال في رسالة نشرت عبر صحيفة IL SECOLO XIX: "لا تسمحوا لأحداث الحياة أن تكسر الروابط التي تنسجها جماعتكم وأن تمحو ذكرى ما جعل تاريخها مهم. عندما أفكر في جنوة أفكر بالمرفأ، بالمكان الذي انطلق منه أبي. أفكر بالتعب اليومي وبإرادة أهل جنوة العنيدة ورجاءهم".

وأضاف البابا فرنسيس في رسالته: "لستم وحدكم! لأن الجماعة المسيحية والكنيسة في جنوة هما معكم، وتتقاسمان آلامكم وصعوباتكم. وبقدر ما ندرك ضعفنا وهشاشة حالتنا البشرية بقدر ما نكتشف جمال العلاقات البشريّة والروابط التي تجمعنا كعائلات وجماعات ومجتمع مدني.

تابع: "أعرف أنّكم قادرون على القيام بتصرفات تضامن كبيرة، وأعرف أنكم تلتزمون ولا تستسلمون وأنّكم تعرفون كيف تقفون إلى جانب الأشد عوزًا. أعرف أيضًا أنّه وبعد مأساة كبيرة جرحت عائلاتكم ومدينتكم، عرفتم كيف تنهضون مجدّدًا وتنظرون إلى الأمام. لا تفقدوا الرجاء ولا تسمحوا لأحد بأن يسلبكم إياه. ثابروا في وقوفكم إلى جانب الذين تأذوا من جراء هذا الحادث".