موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
الاراضي المقدسة
نشر الجمعة، ١٧ ابريل / نيسان ٢٠١٥
أحد توما الرسول

الأب بطرس جنحو :

الأحد الاول
المعروف باحد توما الرسول

1. التأمل الإنجيلي
2. ايمان القديس توما الرسول
3. الطروبارية والقنداق المختصين بأحد توما الرسول

فصل شريف من بشارة القديس يوحنا (20: 19–31)

لما كانت عشيَّةُ ذلكَ اليومِ وهو أولُ الأسبوعِ والأبوابُ مغُلَقةٌ حيثُ كانَ التلاميذُ مجتمعينَ خوفاً من اليهود جاءَ يسوعُ ووقف في الوسْطِ * وقال لهم السلامُ لكم * فلما قال هذا أراهُم يديهِ وجنبَهُ . ففرح التلاميذُ حينَ ابصروا الربَّ * وقال لهم ثانيةً السلامُ لكمْ كما أرسلني الآبُ كذلكَ أنا أرُسِلكم * ولما قال هذا نفخ فيهم وقال لهم خُذوا الروحَ القدس * مَن غَفَرْتم خطاياهم تُغفَرْ لهم ومن أمْسَكْتم خطاياهم أُمسِكَتْ * أما توما أحدُ الاثنَيْ عَشَرَ الذي يقالُ لهُ التوأَمُ فلم يكنْ معهم حين جاءَ يسوع * فقال لهُ التلاميذُ الآخَرونَ إنّنا قد رأينا الربَّ. فقال لهم إِن لم أعايِنُ أَثَرَ المساميرِ في يديْهِ وأَضَعْ إصبَعي في أَثَرِ المساميرِ وأَضَعْ يدي في جنبهِ لا أومن * وبعد ثمانيةِ أيامٍ كان تلاميذهُ أيضاً داخلاً وتوما معَهم فأتى يسوعُ والأبوابُ مُغلَقةٌ ووقَفَ في الوسْط وقال السلامُ لكم *ثم قال لتوما: هاتِ إصبَعَكَ إلى ههنا وعايِنْ يديَّ وهاتِ يدَكَ وَضَعْها في جنبي ولا تكنْ غيرَ مُؤْمنٍ بل مؤمناً * أجاب توما وقال لهُ: ربّي وإلهي * قال لهُ يسوع: لأنكَ رأيتَني آمنتَ، طوبى للذينَ لم يَرَوا وآمنوا * وآياتٍ أُخَرَ كثيرةً صنع يسوعُ أمام تلاميذهِ لم تُكتَبْ في هذا الكتاب. وأمَّا هذه فقد كُتِبَتْ لِتُؤْمنوا بأنَّ يسوعَ هو المسيحُ ابنُ الله . ولكي تكونَ لكم إذا آمنتم حياةٌ باسمهِ.

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين

تشكل القيامة مركز أعياد الكنيسة الأرثوذكسية وفيها نذوق طعم الفرح الحقيقي لأن فيها غلب المسيح الموت ودعانا أن نكون معه (حاملين الظفر)، بدونها لا يوجد معنى لأي عيد وهي أساس إيماننا بالمسيح كإله حقيقي وعليها يستند وجودنا كأبناء لله وأعضاء في جسده الذي هو الكنيسة.

تأخذ القيامة شكل حدث تاريخي يُعاش في الكنيسة يومياً وليس لمرة واحدة، أثبته المسيح بظهوره عدة مرات وللعديد بعد قيامته من بين الأموات، وبذلك أزال كل شكّ بحدوثها. وقد ظهر المسيح للتلاميذ مرتين، الأول بدون توما الرسول والثاني بحضوره، وتم الظهور الثاني لكي يؤكد لتوما ولنا جميعاً أن القيامة تمت، فيبدد الشك بهذا الحدث.

يقول القديس والبشير يوحنا الإنجيلي عن الظهور الثاني للمسيح للتلاميذ وبحضور توما الرسول: "وبعد ثمانية أيام كان تلاميذه أيضاً داخلاً وتوما معهم فجاء يسوع والأبواب مغلقة، ووقف في الوسط وقال: سلام لكم. ثم قال لتوما: هات إصبعك إلى هنا وأبصر يديّ، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً" (يو26:20-27).

أما في المقطع الإنجيلي الذي تلي علينا في هذا اليوم كما يرويه لنا البشير يوحنا: عندما شك توما وطلب أن يراه مثل بقية الرسل، حضر أمام التلاميذ وتوما معهم وتوجه نحو توما متحدثاً وطالباً منه أن يضع إصبعه في جنبه كي يزول الشك، وعندها صرخ مؤمناً "ربي وإلهي" وهكذا نجد أن تثبيت إيمان توما بقيامة المسيح اقتضى حضوره جسدياً وحديثه معه ليرى الجنب المطعون.

عند هذه الدرجة من الشك والتي قادت توما إلى الإيمان كما يقول القدّيس غريغوريوس النيصصي: لما عاين توما المسيح ولمس الجنب وموضع المسامير لم يصرخ "يا معلّم" ولم يؤمن بجسد قائم وإنّما صرخ "ربّي وإلهي". فلما أدرك توما باليد والعين انطلق إلى الإيمان بالربّ والإله. اعتمد توما على العقل والحواس ومنهما صعد إلى درجة الإيمان بألوهيّة السيّد. لم يلمس توما جنباً فآمن بجسد حيّ وحسب، بل لمس مواضع الجراح وصرخ "إلهي". وهذه هي الدرجة العامّة من الإيمان لأغلب المسيحيّين. حيث نريد عموماً أن نفهم ونقتنع ثم "نؤمن" بالمعنى الثاني للكلمة.

لنطرح عن الشك لأنه من عمل وتدبير الشيطان فلا ثمر أو نمو فى حياة الذين يخضعون للشك ويرفضون التحرير من عبوديته ، ولأن الشيطان يرغب فى أن يحرم الإنسان، بالشك، من بركات كثيرة، لذا فمن الحكمة أن لا ندع للشك مكاناً فى داخلنا بل بالحرى علينا أن نقطع الشك باليقين فى كل مرة نصطدم فيها بالحيرة وعدم معرفة الحقيقة ، والذين دربوا أنفسهم على مقاومة أفكار الإدانة و التحرى عن الحقائق بدقة وتآنى هم أكثر الناس حفظاً من الوقوع فى الشك وآثاره المتعبة.

أحبائي نعيش في هذه الفترة فرح القيامة ونقول مخاطبين بعضنا بعض "المسيح قام". أن القيامة حدث تاريخي كما ذكرت سابقاً تتجاوز كل الأحداث، أكدها التلاميذ عندما رأوا السيد وتكلموا وأكلوا وتمشّوا معه جنباً لجنب، وكل ذلك كان هبة من السيد ليثبت إيمان تلاميذه. وفي غمرة تعييدنا لعيد القيامة البهي والمبهج نفوس المؤمنين في كل أنحاء المعمورة نضرع إلى الإله الناهض من القبر والذي وهبنا الحياة أن ينعم أيضاً بجزيل تحننه ورحمته الواسعة على هؤلاء الذين يشكون في قيامته. أن ينير عيونهم ويفتح أذهانهم لكي يهللوا بإيمان منقطع النظير.

إيمان القديس توما الرسول

نقيم في الأحد الأول بعد الفصح تذكار أحد تلاميذ المسيح الاثني عشر وهو القديس الرَّسول توما. أظهر المخلَّص ذاته للتلاميذ من بعد قيامته ولكنَّ الرَّسول توما لم يكن بينهم حينئذٍ (لوقا 24: 36-49، يوحنا 20: 19-25، مرقس 16: 14-18). كان الرُّسل قد قالوا له: "لقد رأينا الرَّبَّ" ولكنَّ توما لم يشأ أن يصدِّقهم حتَّى يراه بنفسه وحتَّى يلمُس جراحه (إن لم أعاين في يديه أثر المسامير وأضع يدي في جنبه لا أؤمن).

بعد ذلك بثمانية أيام كان الرسل مجتمعين مجدداً وكان معهم توما أيضاً (يوحنا 20: 26-31). ظهر الرب لهم مجدداً وقال لتوما: "هاتِ إصبعك إلى ههنا وانظر يديّ وهاتِ يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمنٍ بل مؤمناً. أآمنتَ لأنَّكَ رأَيتَني؟ أقول لكَ طوبى لمَن آمنوا بدون أن يروا". نظر توما بخوفٍ وورعٍ إلى جراح المخلِّص ولمس جنبه المعطي الحياة وبعد ذلك قال له: "ربِّي وإلهي!" (يوحنا 20: 24-29).

وهكذا ثبَّت القدِّيس توما بشكّهِ الإيمان بالمسيح أكثر بكثير بين المسيحيين. لقد أعطى توما بتصرفه هذا للجميع الفرصة بأن يعرفوا وأن يتيقنوا بأن الرب لم يقمْ بشكل ظاهري ولا بجسد آخر، بل إنه قام بالجسد نفسه الذي به تألم من أجل خلاصنا والذي بالتالي قد ظهر به لتلاميذه.

الطروبارية باللحن السابع

إذ كان القبر مختوماً أشرقتَ منه أيها الحياة، ولما كانت الأبواب مغلقة، وافيت إلى التلاميذ أيها المسيح الإله قيامة الكل، وجدّدت لنا بهم روحاً مستقيماً بحسب عظيم رحمتك.

القنداق باللحن الثامن

باليمين الوادّة التفتيش أيها المسيح الإله، فتش توما جنبك الواهب الحياة، لأنك حين دخلت والأبواب مغلقة، هتف إليك مع بقية التلاميذ صارخاً: أنت ربي وإلهي.