موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٤ ابريل / نيسان ٢٠١٩

يسوع الناصري

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن

قبل ألفيِّ سنةٍ وُلِدّتَ بين شعبِك إسرائيل إسمُك كان معروفاً نعم أنتَ عمانوئيل الأَحْلامُ تَعْني أضدادَها أمّا الأسماءُ فصحيحة عمانوئيلَ اسْمُهُ يَعني الله مَعْنا ما تَرَكَنا دقيقة أعطوكَ لقبَ نبيٍّ لكنَّكَ كُنتَ أكثرَ مِنْ نبي إذْ كُنتَ الطّريقَ والحقَّ والحياةَ لِكُلِّ صبي شَفَيْتَ أمراض َالنّاسِ ولو ما كُنتَ الطبيب ما كانَ عندكَ أيَّ عِيادةٍ بَلْ خَشْبَةَ الصليب ما كُنْتَ ثائِراً تَسْتَقْطِبُ الجماهيرَ للحروب لكنّ كلامُكَ كانَ أمضى مِنْ سَيْفِ الخطيب كنتَ مُمارِساً للدِّينِ تزورُ الهيكلَ وتصلي تُناجي الله مثلَنا تناديهِ وتُسمِّيهِ أباك العلي لا السُّلْطةُ ولا القوَّةُ ولا الغِنى كانتْ ركيزَتك لكنَّهُمْ سألوكَ مَنْ أنتَ ومتى تبني لنا ملكوتك جوابُكَ للغنيِّ كانَ اذْهبْ وبِعْ بَلْ ووزّع ما تملك وللمُتَكَبِّرينَ تنبّأتَ بِزوالِ عُروشِهِمْ أثناءَ حكمك كُنتَ للضُّعفاءِ والمساكينِ والمظلومينِ دوماً سندا مَنْ سجدَ لكَ أوْ تَقَرَّبَ مِنكَ وَجَدَ فيكَ حِمايَةً للمدا مَعِ المرضى والخاطِئينِ لا مَعِ الأصِحَّاءِ وقفت تُحادِثُهُمْ وتَشْفي لهم أمراضَهُمْ وتَصْرِفُهُمْ للبيت سامَحْتَ الكاذبينَ كَزكّا والخاطئينَ كالزانية بكِلْمَةِ توبوا غَيَّرْتَ لهُمْ مَجْرى الحياةِ بثانية أحكامُحَك عليهِمْ ما كانتْ حَسْبَ كتاب القانون فلا قصاصُ ولا حرمانٌ إذْ أنتِ لَهُمْ أبٌ حنون ظالِّينَ الطّريقِ كُنتَ تُرْشِدثهُمْ بِقِصَصٍ وأمثال فيها عِبْرَةٌ لنا فما عُدْنا بِحاجَةٍ لِجوابٍ أو سؤال لمْ تَتْرُكِ النّاسَ تَتَصارَعُ مَعْ مشاكِلِها بانعزال بلْ كُنْتَ تُصْغي لَهُمْ وتَسْألُهُمْ وتَعِدُهُمْ بالكمال تعالَوا إليَّ يا مُتْعَبُونَ وأصحابَ الحِمْلِ الثقيل أنا أُذِيبُ حِمْلَكُمْ كالمِلْحِ بوَضْعِهِ فيْ ماءٍ يسيل كانَ صديقاً لِتَلاميذِه لا صاحِبَ عَمَلٍ بأوامر يجْلِسُ مَعْهُمْ يحاوِرُهُمْ ويُحاوِرُونَهَ فهمْ أكابر وبالتّالي كَسَرَ مَعْهُمْ الخبزَ والخَمْرَ بَديلَهُ العجيبين إذْ جَعَلَ مِنهُما جَسَدَهُ ودمَهُ يَتَكرّرانِ بِبَرْكَةِ اليدين في آخِرِ حَياتِهِ خانَهُ يهوذا والتّلاميذُ خوفاً هربوا بيلاطسُ حَكَمَ عليهِ بَالموتِ صَلْباً فأعداؤُهُ طلبوا والجنودُ سَمَّروهُ ثُمَّ أسْقوهُ خلاًّ ًقَبْلَ طَعنِهِ بالحربة تأكيداً لِمَوتِهِ وبالتّاليْ كانَتْ هذي لَهُ أوْجَعَ ضربة هو صديقُ البَشَرِ اتَّهموهُ أنّهُ يُهَيِّجُ المستَعْمَرِين على المُسْتَعْمِرينَ لذا طالبوا صَلْبَهُ كالمجرمين وَلَمْ يَدْروا أنَّهُ ضَحّى بِحَياتِهِ حَتّى يُخَلِّصَ الطرفين لذا َرَفَعُه الله أبوهُ فَوقَ الكَروبينَ مُكافَأَةً عَنِ الإثنين أقامَهُ مُظَفَّراً ورفعهُ فَوْقَ كُلِّ الجنودِ السماوية حتّى يَنْحَني أمامَهُ المُتَكَبِّرُ ويعتَرِفَ بالأُلوهية هو المخلِّصُ هو المَلِكُ هو المالِكُ هو الخالق له التَّسْبيحُ والشُّكْرُ فهذيْ ألقابٌ ذِكْرُها سابق اليومَ عيدُ قِيامَتِهِ فَهْوَ رَمْزُ حياتِي الَّتي ستنتهي بالقِيامَةِ لا بالفَناءِ فلهُ مِني كُلَّ شُكري ومحبتي