موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٦ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٤

هموم العالم وسلام الله

بقلم :
وسام مساعده

أريد أن أطرح عليكم بعض الأسئلة التالية: لماذا هناك أشخاص يعتبرون الحديث عن الله هو شيء ممل، أما الحديث عن الناس هو الأفضل، فلانه أجت وفلانه راحت؟ لماذا ما يكون نادراً الحديث عن الله، أما الحديث عن أخر صرعات الموضه والتكنولوجيا هو حديث الساعة؟ لماذا نخجل أن نتحدث عن الله، ولا نخجل عندما يكون كلامنا ملون بالألفاظ بالذيئة؟ لماذا نتهم أولئك الأشخاص القريبون من الله بالقداسة الزيفة، أم أولئك ضحايا العالم هو الكاملين أو هم مثالنا الأعلى، بدي أصير مثل بيل غيتس؟ لماذا نحن العرب بشكل خاص، نهتم بالواجبات والعلاقات الإجتماعية ونشعر أن الله ليس له علينا ضربة لازم؟ أريد أن أتامل اليوم مع القراءة الثانية والإنجيل في الرسالة الثانية يعطي القديس بولس الرسول مجموعة من النصائح التي ما زالت الى اليوم صالحة لنا في حياتنا اليومية: النصحية الأولى: لا تكونوا في هم من أي شيء كان: هذا الذي ينقص عمرنا الهموم. هذا الذي يجعل منا أشخاص مسلطين أنظارنا نحو الأرض، هذه الهموم التي تحاول أن تنسينا أن يكون لنا هماً أخر، هماً أسمى، وهو السعي الى القداسة. ما هي همومنا اليوم: وظيفة، راتب، منصب position، سيارة، علاقات اجتماعية ونفوذ. وهمومنا أيضاً هي دفع مصاريف دراسة الأولاد في أفضل المدارس والجامعات. في كثير من الأحيان هنالك أشخاص يستطيعون أن يحلوا مشاكل العالم ويديروا أكبر الشركات، لكنهم للأسف لا يعرفون أن يدبروا أمور حياتهم. مثال أريد أن أضع أمامكم صورة تخيلوها معي. جسدي هو عبارة عن خروف... وروحي عبارة عن نسر. إذا ما غذيت جسدي بطعام العالم، ولبيت كل ما يريد، أهتم بجمال جسدي على حساب جمال روحي. جسدي سيكون قوياً وروحي ستكون ضعيفة، وسأبقى أرضي ودنيوي، بتفكيري، وبسلوكي، وبحياتي. لكن هل فكرت يوماً كيف أقوي وأغذي وأهتم أكثر بروحي وبحياتي الروحية، إذا كنت كذلك، سأرفع جسدي الى السماء. ستكون حياتي وفكري وأعمالية منطقها سماوي وروحاني، لإنّ روحي حرة من كل مغريات العالم التي لا تملك أي سلطان على حياتي. نصيحة للأهالي: أعملوا على تغذية أولادكم روحياً...إذا كانت نسورهم قوية لا تخافوا عليهم. ولكن إذا ما كانت أجسادهم هي الأقوى، سيكونون هم الأضعف، سيكونون فرائس سهلة للعالم اليوم. كونوا في هم، كيف تغذوا نسور أبنائكم. السؤال الذي يطرح ذاته لماذا لا يجب علينا نحن كمسيحين أن نكون في هم وانشغال؟ لإن أبواب الله مفتوحة في وجوهنا وليس مغلقة. وطريقة الإتصال بالله هي الصلاة ، هي الحديث مع الله. إذا كانت لكم أي حاجة يقول القديس بولس ارفعوا بالصلاة والإبتهال والشكر. صلوا ولا تملوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا أبواب الله ستُفتح لكم، إذا عند العبد باب عند رب العبد مليون باب. ولكن الأهم من ذلك كله أن تشكروا بإيمان وثقة، أن الله الأب يصغي لكم، وسيجيبكم في الوقت المناسب كل ما هو خير لنفوسكم. لما تصلوا أو لما تكونوا بحضرة الله، لا تقولوا يا رب أن عندي مشكلة كبيرة... ايتها المشكلة أو الأزمة لدي رب كبير وعظيم ورحيم. اسعوا أن تكونوا في سلام الله الذي يفوق كل أدراك وفهم. النصيحة الثانية: ليكن شغلكم الشاغل: كا ما هو حق وشريف وعادل ومستحب وطيب الذكر وفضيلة واهلا للمدح. يا أبونا بدنا نعيش شو هالحكي، يا أبونا ما تزبط معنا هيك. يا أبونا ما كل العالم هيك، إذا ما بتكذب ما بعيش، او اللي بقول الكذب ملح الرجال. مصلحتي بتطلّب مني أن أنصب واحتال ، يا أبونا ما أنا لازم أظلم حتى أقدر أزبط أموري في شغلي، يا أبونا ما أنا مش لاقي شغل إلا وسط هدول الناس اللي للأسف ريحتهم طالعة. يا أبونا هاي حياتنا. يا حبيبي أنت مسيحي. فاهم يعني أيه مسيحي، أي أن تحمل اسم يسوع المسيح، يعني انك مدعو أن تكون شاهد ليسوع المسيح، أي أن تعكس صورة يسوع المسيح بحياتك، لا تشوه يسوع. لا تكون في العالم ومن العالم وابن العالم ضد يسوع، يعني يسوع عم يضع أمامك خيارات واختيارات مختلفة عن العالم كله. خلي يسوع المسيح على جنب، خلينا نحكي من ناحية إنسانية، هل ترضى أن يظلمك أحد؟ هل ترضى أن تُخدّع؟ هل ترضى أن أحد يأخذ منك تعبك ومالك بأساليب قذرة؟ هل ترضى لنفسك أن تكون ضحية بيئة سيئة بدون أن يكون في حياتك قرار وواضح وفعل واضح وصريح؟ المسيحي هو سمكة سلمون. أي هو الشخص الذي يسير عكس تيار العالم الجارف. أنت مدعو أن تكون مختلف أن تكون مميز أن تكون ابن الله أنت غير شكل. لا تسمح للعالم أن يسلب سلام الله منك. أما بالنسبة للإنجيل أريد أن نتأمل معكم بموقف رب الكرم: هو صاحب الكرم... وهو الذي يعرف قدرة هذا الكرم على الإنتاج... لقد وضع سياج ليحمي هذا الكرم من جميع الأشخاص الذين يحاولون أن يدمروا هذا الكرم... ولم يضع فقط سياجاً بل وضع معصره وبنى برجاً. لقد وفرّ لهم رب الكرم كل إمكانيات العمل، لا ينقصهم، شيء. وكان رب الكرم، كله ثقة بهؤلاء الكرامين. الموضوع هو طلب الثمر. ضربوا عبيد رب الكرم... رجموهم... وقتلوهم... كما هو حال الإبن الوارث. السؤال الذي طرحه يسوع، ما هو موقف الأب بحسب منطق البشر، يهلكهم شر هلاك. هذا ما حدث بالفعل، ارسل الله أنبياء لكنهم لم يصغوا وأرسل في أخر الأمر يسوع المسيح ابن الله الوحيد ليصالح البشر مع الله إلا أنهم أيضاً لم يصغوا إليه بل قتلوه. المفاجئ بالنسبة لي، أن الرب لم ينتقم، أن الرب لم يعامل البشر بحسب منطق البشر، بل لإنه هو الله، أراد أن تكون هذه الذبيحة هي تقدمة مصالحة لجميع البشر (2). أقرب فرصه لنا نحن البشر تسمح لنا أن ننتقم لن نتأخر ولن نفكر مرتين. أنا اليوم هو كرم الرب، الرب سيجني بنعمه وعطاياه، إن الرب حماني ويحميني من كل شر، ويطلب مني الثمر، ثمر تلك النعم التي نلتها بالعماد والتثبيت والقربان المقدس وكل اسرار الكنيسة، أين ثمر عمل الله في حياتي. أم أن ثمر حياتي هي ثمر بذار العالم المزروعة في عقلبي وقلبي وفكري. كل يوم الرب يريد أن يدخل الى قلبك، يريد أن يعقد مصالحة سلامية بينك وبين الأب السماوي، اقبله ولا ترفض حضوره في حياتك. الله يأتيك دائماً اسمع صوته جيداً واستجب له. اتفق أربعة من طلاب إحدى الكليات على قضاء يومين أو ثلاثة أيام في منطقة نائية للتنزه و الاستمتاع لاعتقادهم أنهم سوف يعودون بذهن صافي قادر على الإجابة على الأسئلة وهناك أغرتهم مناظر الطبيعة الخلابة فتأخرو و وجدوا أنهم لن يتمكنوا من حضور الامتحان الأول ففكرو في حيلة يخلقونها لأستاذهم كي يعيد لهم الامتحان في يوم لاحق وبالفعل اخبروا بعد عودتهم أن أحد إطارات سيارتهم أنفجر في طريق العودة ليلا في مكان مظلم وخالي من السكان واضطروا إلى الانتظار لليوم التالي لإصلاح الإطار... ووافق الأستاذ على تأجيل الامتحان لهم... وفي اليوم المحدد للامتحان طلب الأستاذ من الطلاب الأربعة أن يجلس كل منهم في زاوية من قاعة الامتحان بحيث لا يستطيع أحدهم رؤية ما يكتبه زميله وفوجئ الأربعة بورقة أسئلة تتضمن الأسئلة التالية: أي إطارات السيارة الأربعة أنفجر؟ كم كانت الساعة وقت حدوث الحادث؟ من منكم كان يقود السيارة في ذلك الوقت؟ قرأت اليوم جملتين لفتوا انتباهي: الإيمان يجعل كل شيء ممكن Faith makes all things possible المحبة تجعل كل شي سهلاً Love makes all things easy