موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٨ ابريل / نيسان ٢٠١٢

"نورسات": اسم على مسمى

بقلم :
الشماس هايل علمات - الأردن

عندما ينبجس النور في قلب دياجير الضلال، وعندما ينبلج صبح الفضيلة في ليل الفجور المدلهم، وعندما تشرق شمس الحقيقة بعد ظلمة الشك والريبة والتزييف، تتداعى أطياف الشر، وتتقهقر قوى الطغيان، وتتبدد غيوم الشؤم، وتلوذ جيوش الظلام تجر ذيول الفشل والخيبة. فكل دياجير الفسق، وطوابير النفاق والرياء تتبعثر في أودية الردى، وأقنعة التدليس والتضليل تسقط في متاهات الخزي، وشعارات المدنية والحضارة الزائفة المهيمنة على أوهام العقول المريضة والنفوس السقيمة، والنزوات الهائجة... تغدو سراباً في قفار البعد والعدمية، تذكي نيران الظمأ، وتزيد من سعير الحقد. "نور سات" اسم على مسمى. وقبل أن تلج شاشاتنا تجتاح قلـوبنا ونفوسنا، تنير الدرب، وترشد الخطى، وتبعث الأنس والطمأنينة في قلب ونفوس غلفتها قشور حضارة اليوم بطبقات من اليأس والخوف والتردد. إنها الصوت المنادي في صحراء هذا الزمن الباحث عن نفسه في العلم والتقدم والتكنولوجيا التي جعلت من نفسها أصناماً جديدة يعبدها كل من زاغ عن دروب الفضيلة والأخلاق والتعقل إذ أعمته ألوان العالم بصخبها وانجذاباتها، ومظاهرها الخادعة، فما عاد يعرف من أين أتى ولا إلى أين يتوجه. فضائيات وبرامج تركز على استقطاب المشاهدين بأي وسيلة طلباً للكسب الحرام وزرعاً لمفاهيم ومبادئ، يروجون لها باسم الحرية والإنسانية والعلمانية، من أجل تقويض أركان القيم العائلية والاجتماعية والدينية، من أجل نشر ثقافة حرية الإنسان الذي من حقه أن يفعل ما يريد. فلم يعد هناك محرمات. أفقدوا الإنسانية كرامتها وألقها وأبعادها الحقيقية. يتصرف الفرد وكأن الحياة خالدة له. يعيش ليستمتع بكل ما يريد. لم يعد هناك معنى للخطيئة. الإجهاض حق. ومنع الحمل قضية شخصية. والزواج بدعة. تعيش كما يحلو لك ويطيب. هناك مشرعون، وبرلمانات، في بلاد تدعي الحضارة التقدم والازدهار يحللون ما تحرمه الطبيعة وتمجه الأذواق وتشمئز منه النفوس، ويحرمون الحلال. الرذيلة أصبحت مغطاة بشرائع تحمي فاعليها. دعايات، إعلانات، شعارات رسومات، أفلام، كتب، مجلات, وغيرها الكثير، انبرت بكل جرأة بل بكل وقاحة، تروج لكل ما ينافي الحق ويجانب الصواب ويضاد المنطق، وكل ذلك يتم في وضح النهار. لا يخجلون من خدش بل جرح حياء الطفل البريء، ولا يتورععون من حجب الغذاء والدواء عنه للإثراء غير المشروع. وكل ذلك باسم الحرية وحق الإنسان في الدفاع عن مصالحه. شوهوا الحب وجعلوا من الجنس غاية في حد ذاتها . ونسوا أو تناسوا أن النظام الذي وضعه الله هو عين الحكمة وما هو إلا مشاركة في الخلق. دنسوا الحب وأفقدوه معنى هبة الذات والتضحية والتعاون والتربية. وفي خضم هذه الأوضاع المؤلمة تنبري "نور سات، ليثاً هصورأً، تذود عن عرين القيم والأخلاق وكرامة الإنسان. على أثير الصدق والمحبة والمسؤولية تبعث رسائلها المدونة بمداد الغيرة والحرص إلى أربع جهات المعمورة، ناشرة الوعي بالحقيقة والحياة. لونت نور سات شرقنا بألوان الحب والألفة والحوار الواعي والمسؤول. أوصلت صوت الأوطان إلى من ضاقت بهم أسباب الحياة فراحوا يجوبون الأرض بحثاً عن لقمة العيش الكريم المجبولة بماء التضحية والبعد والحرمان. لقد أمست نور سات الجسر الذي يصل الناس بعضهم ببعض، مدخلة البهجة والفرح في قلوب تتلظى شوقاً وحنيناً لوطن أحبته بل عشقته. إنها النبع الدافق من الإرشاد والنصح والتوجيه لنفوس وجدت نفسها في حيرة من أمرها، لنفوس عطشى لكلمة الحياة، لكلمة صدق وحق، لنور يبدد ليل الضياع والتهلكة. إنها مرفأ ترسو فيه السفن التائهة في عرض البحر تتقاذفها أمواج الخوف، وتتلاعب بها رياح اللايقين، وتلاحقها قراصنة القهر والإذلال. لقد عمَّدت نور سات الإعلام، روحنته، شذبته، ونثرته في فضاءات الإنسانية نجوماً لامعة، ورصعت لياليها بشهب الأمانة والإلتزام والانفتاح، ونورت صباحاتها ونهاراتها بشموس التقوى والبر دون زعم أو إدعاء أو مغالاة. نور سات استحوذت على أغلى ما في الإنسان، قلبه وعقله، فأعادت له رونق الكرامة وألق الاعتبار. جعلته يستعيد الأمل ويعيش في الرجاء، ويطمئن أن هناك لا يزال الخير موجوداً وأنه لا بد له أن ينتصر، فإذا كانت شمعة تهزم الظلام فكيف بالنور الساطع المستمد من منبع النور!! على شاشتها تطل علينا وجوه مشعة أملا وسعادة، تنقل الطمأنينة للمشاهد بابتسامة صدق، ونظرة تفاؤل، وكلمات نادرة الوجود في قاموس المتشدقين الضاربين بكل القيم عرض الحائط. فأهلاً بك "نور سات" بين ظهرانينا. تحلين بيننا رسمياً وسط مظاهر الترحيب والإكبار والإجلال والعرفان، تحلين في قلب وبيوت أنست شاشتك، وعشقت صوتك، حيث تلتقين عيوناً انبطعت فيها صورتك، وجفوناً غفت تغلف طيفك. وأذاناً تتجاوب فيها أصداء السلام الملائكي وبشارة الملاك، وترانيم الميلاد والقيامة، وكل ما هو جميل ومفيد، وأصوات مسبحة حامدة تشنف أنغامها أسماعنا. أهلاً بك بين أحبابك ومشاهديك. لقد فتحت العيون على أمور تعزز الوحدة والتنسيق والأمانة. لقد أزلت الحواجز. تفتحين أبوابك على مصاريعها رحبة مرحبة بالجميع دون تفرقة أو تمييز. تتابعين الأحداث المحلية والاقليمية والعالمية التي تعكس رسالتك الإنسانية التي لا يعرف لها حدود، وتنقلينها بأمانة وصدق وتجرد.هنيئاً لك هذا النجاح وهنيئاً لك هذه العملقة في التعامل الإنساني المسؤول. نهنئ القائمين على "نور سات، وجميع العاملين فيها، ونهنئ الأردن بهذه الحظوة بل النعمة، ونهنئ كل من ساهم وشجع ودعم لتحقيق هذه الأمنية الغالية على قلوبنا. نتمنى لها المزيد من التألق والتقدم لبذر الصلاح والحب والأمل في كل الأرجاء. يــا منبراً للحـــقِّ في وقـــــت الضـــــــــــلال يــا مِنبـــراً للحــقِّ في وقــــتِ الضـــــــــــلال يــا منبعــــــاً للصــــدقِ في الأرواحِ ســــال يــــا هــاديــاً للخيـــرِ والشــــرُّ نصــــــــــــال يــا داعيـــاً للحــــبِّ جسَّـــــــدتَ الخـِصــال فـي حقــلـكَ الإيمـــــأنُ يعـــــلـو لا يُـطــــال من مـــــائــكَ الأخـــــلاقُ تغـــدو كالجبـــال في جمــــركَ الأحقـــــادُ بــــاتــتْ كالــرَمـــاد من وَهْجـِــكَ الأنـــــوارُ شعـتْ لا تــــزال من اسمــــــكَ الإنشــــــأدُ أهـــــدانــا الــــوداد فـي نهجـكَ الأجيــال ســارتْ في الحــــلال يـــا مُـلتقــــى الأفكـــــارِ في الرأي الســــــداد في حـوضـكَ الأضــــدادُ أمسـوا باتصــــال "نــور سـات " غـدا للجيـلِ نهــراً من عطــاء يُـــروي تُـقـــانـا مـُنميـــــاً حُســنَ الفِعــــال يُـثـــري رجــــانــا للعـــلى يُـعـطـي النقـــــاء هـــدَّى ضَنــانــا مـــــاحيـاً وَحْــلَ الوبــــال غــــاص الــدجى في نــــورِهِ لاح السنــــــاء نــــالَ المُـنـــى من رابـــــهُ شـكٌ وَصــــال فــي أرضنـَـــــا للمعمـــدانِ الصـوتُ ســــار يـــدعـــو لِحــقٍّ صــا رخـاً دوَّى وجـــــال منهـــا انطـــــلاقُ الـركـبِ في أرضٍ منـــار فيهـــا التقـــى بالرسْــلِ ينبـــوعُ الكمـــــال واليـــومَ صــــوتُ الحــــقِّ تلقــــأهُ الــديـــار نـــورُ الهُــدى في دارنـــا حَـطَّ الرِحــــــال يــا فــرحـةً بالنـــور طــافـــتْ في البــــــلاد تغـــزو قـلـــوباً تُـلهـبُ الحـــــبَّ انجــــذال يــا بسمــــةً يهفــــو لهــا ثًغْــــرُ العبـــــــــاد افتـَـــرَّ صـُـبـحٌ في حِمــــــانــا للوِصـــــال كـــونـي لنــا الأُنـــسَ المُـلاشـــي للبُعـــــــاد فينـــا ازرعـــي هَـديــاً وأعطينــا المَنـــــال يـــا قـصَّــــةً للنـــــورِ فيــهـــا رِحـلــــــــــةٌ للعقــلِ في دنيـــا الــرؤى مـــا مـِـنْ زَوال روضَ الهُــدى فيــكَ تهــــادتْ نسمــــــــــةٌ زهــرُ الإبـــا يشـــدو الثنــا فـــاحَ الخيــــال تغــزو الفضــا تُـعطي الرضى لا هُــــدنًـةٌ بــورِكـــتَ يـــا نـــــورأً تحدَّيتَ المُـحـــــال