موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١ يناير / كانون الثاني ٢٠١٨

مجمع أفسس يعلن مريم أم الله

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن

تلقّب الكنيسة العذراء مريم من جهة بأم الله، ومن جهة ثانية بأم المسيح الإنسان. هنا حدثت جدالات مغلوطة في القرون الأولى لفهم هذه الحقيقة التي بثّ بها مجمع مسكوني، أي مجمع أفسس عام 431، وأصدر القرار قائلا: هي أم الله وأم الإنسان فجاءت هذه القصيدة بهذا المعنى. مجمع أفسس 431 يعلن مريم أم الله مُنْذُ البدايَةِ مَعَ انتشارِ دِيانَةِ ابنِكِ تَساءَلَتِ الشّعوبُ عَنْ لَقَبٍ يَعْنِك ما كانَ المُؤمِنُ البسيطُ تَهُمُّهُ الألقاب بِقَدْرِ ما يَهُمُّهُ صاحِبُها كَهْلاً أَمْ شاب كانَ الزّمانُ زمانَ جِدالاتٍ وَشُروحات للتَّعاليمِ السَّماوِيَّةِ وَقُبولَها بلا مغالطات أُسْقُفانِ أَحَدُهما نسطوريوسُ في القسطنطينية والآخَرُ كيرلسُ أُسْقُفٌ في كنيسةِ الإسكندرية ما اكْتَفَيا عَنْ بُعدٍ كُلٌّ في أبْرَشِيَّتِهِ يُبَشِّرُ وينادي بِلَقَبٍ خاصٍّ بمريمَ يُظْهِرُها للنّاسِ بِشَكْلٍ عادي والِدَةَ المسيحِ وصَفَكِ نسطوريوسُ كريستوتوكس أَمّا كيرلوسُ فقالَ بَلْ والِدَةَ الله المَدْعُوَّةَ تييوتوكس أمَّ المسيحِ أَسْماها نسطوريوسُ رَفَضَهُ كيرلسْ قالَ هذا نِصْفُ الحقيقَةِ والنِّصْفُ الثّاني ينقص ذاكَ رأى في المسيحِ الإنسانَ عاشَ وماتَ كإنسان فَقَدَ الأُلوهِيَّةَ بميلادِهِ إلى أنْ عادَ إلى جَنَّةِ الرحمان كيرلسُ كانَ أَعْمَقَ عِلْماً بالّلاهوتِ بَلْ ومشتقاتِه قالَ هِيَ أَكْثَرُ مِنْ أُمِّ الإنسانِ لِنَخْلَصَ باستحقاقاتِه يسوعُ كانَ إلهاً وصارَ إنساناً وبقى الإثنين في شَخْصِهِ الواحِدِ إنسانٌ وإلهٌ لا شخصين وإذْ لَمْ يَقْتَنِعْ أَحَدُهُما برأيِ الآخَرِ قَبِلا بالوصية الّتي تَسْمَحُ للإثنينِ بِعَقْدِ مَجْمعٍ للبَثِّ في القضية فِيْ مَجْمعِ أَفَسُسَ تباحَثَ الآباءُ بِالْعَقْلِ والإيمان نسطوريوسُ اكْتَفى بِالْعَقْلِ أمّا كيرلسُ فبالإثنان قالَ المثلُ اتَّفقوا على ألاّ يَتَّفِقوا ففازَتْ مريمُ باللقب أمُّ الله فهذا لا يَعْني أنَّها الخالِقَةُ بِلْ مِنْ خلائقِ الرب الدّينُ قالَ هِيَ مَنْ أَنْجَبِتْ ابْنَها مِنْ روحِ الله القدوس فما صارَ فيها إنساناً بقىَ ابنَ الله كما عَنْهُ منصوص هذا القرارُ ولوْ كانَ بِمُحتواهُ ليسَ لِكُلِّ العقول غير أنَّهُ أّوْضَحَ الحقيقةَ الْمَخْفِيَّةَ بِشَكلٍ مقبول الثّالوثُ لا يولَدُ لَكِنًّهُ احتاجَ للظُّهورِ أحْشاءَ مريم فالميلادُ منها شَرَفٌ كَرَّمها بِهِ هُوَ القديرُ الأعظم هذا اللَّقَبُ أعطى مريمَ مَقاماً عالِياً لِلأبَدِ عندَ الله تَسْتَعْمِلُهُ الكنيسَةُ بِالطَّلباتِ قولاً وترتيلاً كصلاه أَخَذَتْهُ الأرثوذوكسيةُ والبيزنطيَّةُ كعقيدَةٍ صحيحة ومُنْذُ أفسسَ ظَهَرَ على رَأسِ ألقابِ مريمَ الرفيعة هذا اللَّقَبُ أفْهمنا دورَ مريمَ العظيمَ في الخلاص وعَمَّقَ فينا فَهْمَ سِرِّ الله لِنُحِبَّ الصّلاةَ والإلتماس مَنْ لا يَقْبَلُ بهذا اللَّقَبِ على رَأسِ الألقابِ المريمية هَرْطوقِيٌّ يُدْعى مُنْذُ أفسسَ فالحقيقةُ دينيَّةٌ لا علمية فِيْ رَأْسِ السَّنَةِ نُكَرِّمُ مريمَ بِلَقبِها القديمِ والجديد مَنْ اعْتَرَفَ َ بِهِ أيَّدَ بِابْنِها يَسوعَ طبيعَةَ التوحيد