موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٠ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٣

لمن ستأتي

بقلم :
الأخ مؤيد معايعة اليسوعي - لبنان

أيها الكلمة الأزلي... يا مجد الله الآب وفرح الروح القدس... يا أيتها البشارة الصارخة في عمق كياننا الأصم... يا لاهوتاً وناسوتاً... لمن ستأتي... يا طفلاً صغيراً... يا مجدَ الطفولة البريئة وفرح العذراء القديسة... يا بشرى السماء للأرض الجافة التائهة... يا إلهاً متأنساً... لمن ستأتي... لقد جمعتَ يا طفلنا السماء بالأرض... بكَ اتحدنا بالله... أو بالأحرى اتحد الله بنا.. بكَ أصبحنا بلا أعذار... أصبحَ محكوماً علينا بالمجد أو بالعار... هل ستجدُ القلوبَ حاضرة وطاهرة... أم ستجدُ قلوباً باردة وقاسية... أترغبُ في القلوب أم البيوت... يارب... ما هو سر طفولتكَ؟ لماذا ظهرتَ طفلاً عاجزاً بيننا ولم تظهر كإلهٍ قوي... تستحضرني عندما أتامل في هذا السؤال كلمات ترنيمة من الطقس الماروني "أرسل الله" والتي تقول: "قد كنتَ كلمة بل رعدَ أصوات وشبل ليثٍ أعظم... فأضحى ساكتاً وحملاً وديعاً في بطن مريم"... أظن أنَّ السر هو مريم... مريم تابوت عهدنا الجديد والإناء المختار الذي لا يستطيعُ الله معهُ إلا أن يكون ساكتاً وحملاً وديعاً أمام طهارة أحشائها ونقاوة قلبها وبتولية أفكارها وحواسها... لذلكَ ستأتي يارب... لمريم وللذين يتشبهون بكَ وبمريم أمك... لأولئكَ الذين وضعوا أيديهم على المحراث ولم ينظروا إلى الوراء بل هم يحرثون أرضَ الحياة بحثاً عنكَ وعن كنز ملكوتك... لأولئكَ الذين يغرسون كلماتكَ في قلوب الناس بأفعال محبتهم العظيمة.. لأولئكَ الذين يقدمون الغالي والرخيص لخليقتكَ... فاجعلنا يارب منهم ومثلهم لكي تسكن في داخلنا بسكوتٍ ووداعة...