موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٣٠ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٦

قصة المجوس

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن

قصّة المُجوس مِـنْ عَلامَةٍ سَماوِيّةٍ اكْتَشَفَ عُلَمـاءُ الفَلَك أَنَّ المُخلِّصَ المُنْتَظَرَ مَسْكِنَهُ العالي تَرَك حَضَّرُوا هَدايـا ثَمِـينَةً لَـهُ وتهيَّأوا للسَّفر رَكِبوا جِمالَهُمْ وساروا تَحْتَ ضُؤِ القَمر نَجْمٌ قـادَهُمُ مِنْ بعـيدٍ إلـى أَبْوابِ أورشليم حَيْثُ الرّومانُ والفرِّيسيُّونَ فِيْ نِزاعٍ قديم هُنَاكَ غـابَ عَنْهُمُ النّجمُ فَـراحـوا يَسْأَلون أينَ المولودُ مَلِكُ اليهودِ؟ فاحْتارَ الكثيرون وَصَـلَ الْخَبَـرُ إلــى هيرودوسَ وحـاشِيتِه الّذي كان يترقَّبُ حَرَكَةً لإِظْهارِ وَحْشِيَّتِه خِداعاً مِنْهُ دَعا الْعُلَماءَ والأتْقِياءَ لِلإِسْتِفْسار لِيَسْألَهُمْ عَــنِ المولـودِ مُقَهْقِهـاً بِكُلِّ اسْتِهْتار قـالوا لهُ في بيتَ لَحْمِ أرضِ يهوذا القديمه ففي كُتُبِنا هِيَ مَسْقِطُ داؤودَ المَلِكِ لها قيمه هيرودوسُ الخبيثُ دعا المُجوسَ سِرّاً إلى جلْسَه أطْلعَهُمْ فـيها عَـنْ مكانِ الـوِلادَةِ واعِداً بالْخَمْسَه أخْبِروني عِندَ الرُّجُـوعِ عَنْ مكـانِـهِ لِأزورَه وما كشفَ لَهُمْ عَنْ نوايــاهُ الّلئيمةِ المستورَه مـا أنْ طَلَعوا سالِمينَ مِنَ القَصْرِ المُقيمِ فيهِ هيرودُوس حتّى ظَهَرَ لَهُمُ نجمٌ وقادهُمْ إلى بيتِ لحمَ جَنُوبَ القُدُس قُدّامَ الطِّفْلِ أَطْلعوا هداياهُمُ الثّمينهْ: ذَهَباً وَلُباناً وَمُرّا رَمْزٌ هِيَ للأَصْلِ الكريمِ والإِجلالِ والحُبِّ ليسَ سِرّا بِإِلْهامٍ ما وَفُوْا بالوَعْدِ لِهيرودوسَ ولا رَجَعوا إليه فَرِحِينَ عــادُوا بطَرِيقَهُمْ بعدما قَبَّلوا للطّفْلِ رجليه - قتل الأطفال والهرب إلى مصر إنْتَظَرَ هيرودوسُ أيّاماً على عَوْدَةِ المُجوس ولا يَنامُ الّليلَ خوفـاً على عَرْشِهِ المَحروس غَدَرَ بِيْ هؤلاءُ الكَذَبَهْ فَهَلْ رِوايَتُهُمْ صحيحه قالوا أينَ المولودُ مَلِكُ اليهودِ؟ عندي نصيحه قامَ أرسَلَ جنودَهُ الأَوْفِياءَ لَهُ إلى بيتَ لحِم أمَرَهُمْ بِقَتْلِ أطْفـالِها دُونَ السّنتينِ بالحَسِم يا لهُ مِنْ جُرمٍ لا يُغْتَفَرُ فَهْوَ فِعلٌ بِلا كرامة أَمَا قال النّبيُّ سُمِعَ نَحِيبُ الأُمَّهاتِ بالرّامة؟ وَلِنجاةِ الطِّفْلِ مِنْ بَطْشِ هيرودُوسَ وسيفِهِ القاتِل أمَرَ الملاكُ يوسفَ ومريمَ بالهَرَبِ لِمِصْرَ عاجل وفي المَنْفى ماتَ هيرودُوسُ وماتَ مَعَهُ حِلْمُهُ الدَّني بأَمْرِالملاكِ عَادُوا لِيَتِمَّ القولُ مِـنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابني هَذِهِ قِصَّةٌ واقِعِيَّةٌ ما هِيَ لِزَمَنٍ وَلَيْسَتْ رِحْلَةُ عَمَل فِـيها عِبْرَةٌ وعزاءٌ لِـمَنِ الْبَطْشُ والإِضْطِهادُ شَمَل فأيُّ لاجئٍ أَوْ نازِحٍ مُرْغَماً وَطَلباً للنَّجاةِ يَتْرُكُ الْبَلَدْ لا يَرى فِيها حَياتَهُ ويَبْقى يَحِنُّ للْمكانِ الَّذيْ فِيهِ وَلَدْ كَمْ مِنْ لاجىءٍ كَمْ مِنْ مَظْلـومٍ يَحِنُّ إِلى وَطَنِه لَكِنَّ بَطْشَ الظَّالِمينَ يُرْغِمُهُ على إِغْلاقِ أُذُنِـه ما تَرَكٌوا مَسْقِطَ الرَّأْسِ اخْتياراً بَلْ لِما حَلَّ بِهِ مِنْ َدمار فها هُمُ الآنَ عَلى أٌهْبَةِ الْعَوْدةِ مِنْ مَنْفاهُمْ لِلْبَدْءِ بالإِعْمار فيا ربَّ القُوّاتِ يا حامِيَ الْأَوْطانِ مَعَ سَاكِنِيها أَوْقِفِ الْحُروبَ وامْنَحِ السَّلامَ رَأْفَةً بمواطنيها