موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١١ ابريل / نيسان ٢٠١٥

قد رأيت الرب

بقلم :
الأخ مؤيد معايعة اليسوعي - لبنان

عند فجر القيامة عادت المجدلية إلى التلاميذ وهتفت لهم: "قد رأيتُ الرب" (يو18:20)، لكن خطرَ لي سؤال لماذا ظهرَ المسيح للمجدلية بالذات وأيضاً حسب التقليد يُقال أنَّ المسيح ظهر للعذراء أولاً ثم المجدلية... فلماذا المجدلية بالذات وهنا كان الجواب البديهي والواضح "لأنها أحبت كثيراً"... ولأنها أحبت يسوع كثيراً... لنحاول أن نتخيل مشهد لقاء المسيح القائم مع المجدلية بطريقة مختلفة عما ورد في إنجيل يوحنا... إذ يذكر الإنجيل أنَّ المسيح قال للمجدلية "لا تمسكيني" (يو17:20)، ولكن أنا تخيلت المشهد أنَّ المجدلية لم تسمع لكلام الرب بل اقتربت منه واحتضنته بشدة والمسيح بدوره بادلها نفس الحركة... وتخيلت أن المسيح هَمَس لها: "شكراً لكِ على محبتكِ"... وهنا أدركتُ أنَّ سر القيامة وسر إعلان القيامة هو في الحب... فبكل بساطة لو لم تُوجد العذراء ولا المجدلية ولا التلاميذ وهم الأشخاص الذين أحبوا وأحبهم الرب فلمن سيظهر المسيح؟!... سيولد الله... سيتألم الله... سيموت الله... سيقوم الله... سيصعد ويجلس عن يمين الله ويتم الفداء بدون أن يعلم أو يدري أحد... ولكن الحب هو سر إعلان الله في حياتنا... وسر إعلان قيامته بشكل خاص... لنصلِ أن يُعطنا الله حباً مثل حب العذراء والمجدلية والتلاميذ... حباً يستحق أن يظهر ويتجلى الله فيه ويعلن قيامته لنا... حباً نصرخُ فيه مع المجدلية: "قد رأيتُ الرب". المسيح قام حقاً قام