موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١١ مايو / أيار ٢٠١٩

صورة مريم

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن

يا مريمُ لقد اشْتَقْتُ لِرؤياكِ على الصُّورةِ الجديدة أخَذْتُها بيدي بعدما وَقَعَتْ عليها عيني إنَّها فريدة تأمّلْتُ فيها طويلاً يميناً فيسارا لكِنَّها ما كانتْ كافية لِتَصِفَ لي مَلامِحَكِ النّادرة فإنَّها حَقّاً ما كانتْ وافية صُورَتُكِ في عقلي وقلبي مُخْتَلِفَةٌ عمّا رأيتُه البارحة على ذي الصُورَةِ وكأنَّها أُخِذَتْ تَحْتَ أضواء كالحة فَمَنْ مثلُكِ اختارَها الله مُسْبَقاً أعطاها مَلامِحَ نادرة لا نَجِدُها لا في صورَةٍ أو إيقونَةٍ وإنْ كانتْ فاخرة فأَنْتِ جميلةٌ بَلْ قد وضعَ الله فيكِ جمالَ الخلائق للدَّوْرِ الفريدِ الّذي ستلعبيهِ بِسِرِّ الخلاصِ الفائق باختيارِكِ مِنْ نِساءِ العالمينَ كانَ الله فيكِ واثق لَكِنَّهُ جَرَّبَكِ بِرسالتِهِ مِنْ جبريلَ دعماً للحقائق لقَدْ صِرْتِ قديرةً في نِظامِهِ الإلَهِيِّ لِتَشْفعي فينا فَها نحنُ نَطْلُبُ حِمايَتَكِ مِنْ إبليسَ لِنَصِلَ المينا قالوا المُؤمِنُ بالله لَنْ يَهُزُّهُ ريحٌ فالأساسُ متين كالبيتِ المَبْنِيِّ على الصَّخْرِ لَهُ أساسُهُ الأمين لِطاعَتِكِ وَحُبُّكِ وفَهْمِكِ ما قرَّرَ ُالله لنا أن يكون تَجَسَّدَ ابنُهُ فِيكِ فَصِرْتِ لهُ مَسْكِناً فوقَ القانون هُوَ الموعودُ مِنْ يَومِ الوُقوعِ في الخطيئَةِ الأصلية صارَ إنساناً بَيْنَنا فَوُلِدَ في مدينةِ بيت لحم اليهودية فيكِ حَلَّ ابنُ الله فَأَنْتِ صِرتِ لهُ مَسْكِناً على أرضنا ويا لَيْتَهُ يَسْكُنُ في قُلوبِنا وَيُعَبِّدَ الطَّريقَ تَحْتَ أقدامنا هذا الإبنُ صارَ رسولَ السّلامِ بأقوالِهِ وأفعالِهِ الكثيرة كَلَّلَها بِمَوتِهِ عنّا تَبِعَتْها قيامَتُهُ امْتِداداً لِحياتِنا القصيرة قالوا وراءَ كُلِّ رَجُلٍ عظيمٍ امْرأةٌ هَزَّتْ سريرَهُ باليمين فأيُّ رَجُلٍ أعظمُ مِن ابنِكِ يا مريمُ يا أمَّهُ وأمَّ المؤمنين مَنْ يُجيلُ الطَّرْفَ حولَهُ لا يرى إلا اضطرابات وَهْيَ ليستْ أحلاماً بَلْ حقائقُ جَلَبَتْ لنا أزمات في قلبِنا رُؤىً واشتياقٌ لِتَبْديلِ الأرضِ بالسماء سُؤالُنا هُوَ مَنْ يَمُدُّ لنا عوناً سِواكِ أيّتُها العذراء لذا ففيكِ يا مريمُ نَضَعُ الثِّقَةَ فلا تَخْذُلي لنا طِلْباتنا وهذي أنجَعُ طَريقٍ للفوزِ مِنْ ابْنِكِ على نشاطاتنا جِئْناكِ في شهرِكِ المُكَرَّمِ فَهْوَ رَمْزُ الخيرِ والبركة نَطْلُبُ حِمايَتَكِ للصَّغيرِ والكبيرِ بِصَلواتٍ مشتركة لا نَنَسى تَذْكيرَكِ بِحاجةِ بِلادِنا فقد دَمَّرَتْها الحروب إلى سلامٍ عادِلٍ ثابِتٍ أساسُهُ التَّسامُحُ مِنْ كُلِّ القلوب قَلْبُكِ يا مريمُ صارَ مِنْ أَكْبَرِ قُلوبِ البَشَرِ سوية إذْ مَنْ أَحَبَّ اللهَ صارَتْ فيهِ نَبْضاتُ قَلْبِهِ حيوية أَنْتِ مِرْآةٌ نَرى فيها بَوادِرَ قَلْبِ الله الخفية تَجَسَّدَتْ فيكِ وأَغْنَتْكِ بِإِنعاماتٍ كُلُّها إلهية فَلَكِ الحمدُ والشُّكرُ مِنْ بَنيكِ فَهُمْ لابْنِكِ مشتاقين ألا اصْغي لِطِلْباتِهِمْ في هذا الشَّهْرِ مَعَ المؤمنين (تم نظم هذه القصيدة يوم الجمعة 10 أيار 2019)