صلاة من أجل الوحدة

مُسبقاً عَرَفْتَ أنَّ تعليمَكَ مُعرَّضٌ لِلْقُبولِ والرَّفِضْ وأنّهُ سَيَجْمَعُ وَسَيُفرِّقُ بِمُحْتواهُ علـى كُـلِّ الأرِضْ فمـا مِنْ شخصيّةٍ مِثْلُكَ أشْغَلَتِ العـالَمَ كُلَّ العُصور لِيَفْهَمَ القارِئُ والسّامعُ ما قُلْتَهُ وعَنَيْتَهُ بَيْنَ السُّطور لِذا حَذَّرْتَ وصلّيْتَ بِحَرارةٍ: أبتيْ لِيَكونوا واحد كما أنا وإيّاكَ واحدْ، فلتكُنِ المحبّةُ عليهِمُ الشّاهِد وعلـى الرّغْمِ مِـنْ هَـذهِ الصّـلواتِ والتّحذيرات إنْشقَّتِ الكنـيسةُ فُـروعاً وكَثُرُتْ فيها التغييرات أسبابُها كثيرةٌ مُتعدِّدَةُ الإتِّجاهاتِ والتَّجارِب مِنْها الدّينيّةُ ومِنْها السّياسيّةُ ضِدّكَ تُحـارِب ومِنْها الجَهْلُ باللّاهـوتِ النَاجِمِ عَنِ الغَباءِ الفِكْري ومنها تطاولُ المُلوكِ ووقوفُهم جنباً إلى جَنْبِ لُوثَرِ الإِنقِسامُ علـى شَخْصِكَ وتَعْليمِكَ هُـوَ غَلْطُةُ كلام فَأَصْلِحْ ما اعْوجَّ مِنْهُ وما كانَ سَبَبَ هذا الإنقسام قالوا قِصَّةُ الغُفْرانِ والْخَلاصِ كانَتْ سَبَبَ الأسباب لو فَهِموا ذاكَ بِروحِ الكنيسةِ لما حَدَثَ فيها الخراب فأيْنَ أَنْتَ عنّا وعَنْهم يا مَنْ أَحبَّ الوَحْدَةَ والوِئَام أَلا اشْفِ جُروحَ التَّفْرِقَةِ وَأَزِلْ ما بَقى مِنْ خِصام كَذلِكَ حذَّرْتَنا مِنْ ظُهورِ أنبياءٍ كَذَبَةٍ مِنْ بَعْدِك سَخيفُ العَقْلِ مَـنْ يَتْبَعَهُمْ وهذا احْتِقارٌ لِعَهْدِك أَنْتَ أَسَّسْتَ كنيسـةً واحِدةً جـامِعَةَ رسوليّه لا كَنائِسَ بِرؤوسٍ مُسْتقلَّةٍ لها حُدودٌ شكليَّه قُوَّةُ كنيسَتك هُوَ وَضْعُها فِيْ يَدِ خَليفَتِكِ القائد يَحْكِي باسْمِكَ ما حَكَيْتَ ويُعلِّمُ تَعليمَكَ الرّائد فَمَتى يا سَيِّدَ الْكَوْنِ تَمُدُّ يَدَكَ وتُحقَّقُ ما وَعَدْت تُزِيلُ التَّفْرِقَةَ والإِنقِسامَ فَيَعُمَّ السَّلامُ كما أرَدْت