موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٧ مايو / أيار ٢٠١٨

شهرُكِ يا مريم

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن

ها قدْ حلَّ شهرُ أيارِ شهرُكِ يا مريم فَهَبَّ أبناؤُكِ لتكريمِكِ فيهِ كما يلزم هذا الشّهرُ محبوبٌ عندَ الجميعِ لوروده إذِ الطَّبيعةُ فيهِ قويَّةٌ وتقومُ على تزويده كمْ مِنْ وردَةٍ سَتوضَعُ أمامَ تماثيلِكِ اليوم مِنْ أيدي الصِّغارِ والكبارِ فَأَنْتِ أمُّ القوم كلٌّ يَقطِفُ وردةً اوْ يشتريها حَسْبَ ذوقه فكلُّ واحِدٍ يُعبِّرُ لكِ فيها عَنْ حُبِّهِ وشوقه في كلِّ بقعةٍ لكِ معابدُ إليها يأتي المؤمنون للسّلامِ عليكِ وفيْ قلوبِهِمْ مطالِبَهُمْ يحملون فتحوا قلوبهم لكِ قبل أن يفتحوا المعابد فأنتِ الأم الوحيدةُ المحبوبةُ هكذا سائد من يَمْلِكُ مَسبحةَ ورديَّتِكِ هيّأها للصّلاة ومن لا يملِكُها فَهْوَ يُصلّي مَعْنا بالشّفاه كلُّ الكنائسِ تَزيَّنَتْ لكِ حَسْبَ الخِبرةِ والتقليد أمّا الُمُصلِّي فَيُغْمِضُ الجفنَ لا يهتمُّ بالتجديد هَمُّهُ الوحيدُ أنْ يرى وجْهَكِ كُلَّما فَتَحَ البصر مِنْهُ يفهمُ أنَّكِ بِقُربهِ كالأمِّ تُشِعّيْ عليهِ كالقمر والعجيبُ أن أكثرَ الحُضورِ الْيومَ مِنَ الاُمَّهات ترَكْنَ البيتَ وتهافَتْنَ لِلاشتراكِ مَعْنا بالصّلوات هُنَّ لسنَ وَحْدَهُنَّ أَسْرَعْنَ هُنا لِصلاةِ الوردية بلْ بِرِفْقةِ أطفالِهِنَّ يَحْمِلُ كُلُّ واحدٍ مِنْهُمْ هدية هِيَ وردةٌ لزيارتِهِنَّ الأولى لكِ في شَّهركِ المبارَك آمِلاتٍ بِحمايَتِكِ لأطفالِهِنَّ من شرِّ إبليسِ المُعارِك إيمانُهُنَّ بسيطٌ يقومُ على التَّمْتَمَةِ وعباراتِ التسبيح عندَ الخُروجِ يَرسُمْنَ إشارةَ الصَّليبِ لك فيها مديح هُنَّ يَعْرِفْنَ أنَّكِ أمُّ المسيحِ فلا سؤالٌ ولا جواب إيمانُهُنَّ مُتناقَلٌ عَنْ أُمّهاتِهِنَّ لا يَحْتَجْنَ لأسباب وَيعرِفْنَ أنَّكِ بأُعجوبةٍ مِنَ الله أمَّ المُخلِّصِ صرتِ فهذا كافٍ لِيرافِقْنَ الأطفالَ عندَكِ فباخْتيارِكِ فُزتِ هُنَّ كأُمّهاتٍ يَعْرِفْنَ تفهيمَهُمْ أيضاً أنَّكِ لَهُمْ أم تُحِبُّهُمْ فَيُحِبُّونَك بالنَّظَرِ قَبْلَ النُّطْقِ مَعْك بالفم ابنُكِ قالَ دعوا الأطفالَ يأتونَ إليَّ فقلبهُمْ نظيف بِهِمِ اِقْتدوا فالسّماءُ لمثلِهِمْ فيها مكانٌ لكلِّ شريف حبُّكِ مِنْ حبِّهِ لا يوصفُ تَكُنِّيهِ هذا الشهرَ للمتعبّدين هُمْ على يقينٍ أنّكِ لَنْ تخذُلي طَلْباتِهِمْ فهُمْ متضايقين جاؤوكِ مُسْتنجدين فَهُمْ لا يعرفونَ إلى مَنْ يلجؤوا فأنتِ لَهُمُ القديرةُ والسَّميعَةُ إذْ بِدونِكِ بالْفَشَلِ باءوا نارُ الحروبِ ما خَمَدَتْ مِنْ سنينَ فاسمعي لأنّاتِهم وارشدي السّياسيّيَن لأُسلوبٍ يحلُّ لهمْ مُشْكلاتِهم كفى هدراً لدماءِ الأبرياءِ فهذا جُرْمٌ لا يُغتفر ومَنْ يَسْتَلُّ السَّيفَ لِقتلِ أخيهِ صارَ لله محتقر فَكَمْ بالحريْ إِنِ هُمُ اسْتخدموا الخُبْثَ والصّحافة بِها يُقْنِعونَ البُسَطَاءَ كَوْنَهُمْ على حقٍّ فذا خُرافة ألَمْ يَسمَعوا بِالقولِ الحكيمِ حَبْلُ الكِذْبِ قصير فويلاً لِمَنْ يَجْعلُ مِنَ الكِذْبِ سُنَّةً هْوَ لنا حقير أنتَ قُلْتَ اطْلبوا تَجدوا اقرعوا يُفْتَحُ لكم فها نحنُ عندَ أمِّكَ أما قُلْتَ أنتَ هِيَ أمُّكم تَحْتَ الصَّليبِ أَقَمْتَها أما لنا بل وللجميع فَقُدَّامَها نَضَعُ طِلْبَتَنا فاستجبها يا سميع على رأسِ احتياجاتِنا مَطْلَبٌ تَحْقيقُهُ عليك حاجَتُنا للسَّلامِ والأمانِ مِفْتاحُهما بَيْنَ يديك قِدّيسونَ أَحبُّوا أُمَّكَ وفي حياتِهِمْ قد كرّموها قالوا مِنْ مريمَ إلى يسوعَ طِلْبَتَكُمْ اوصلوها فها نحنُ أمامَكَ نرجو أنْ يصِلْكَ الطلب الإيمانُ حياتَنا يَدْعَمُ ونَنْتَظِرُ هذا المأرب نناديكَ بِشفاعتِها طِيلَةَ هذا الشّهْرِ يا عليم امْنَحِ السّلامَ لبلادِنا لِتُصْبِحَ مِنْ جديدٍ نعيم