موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٨ ابريل / نيسان ٢٠١٤

حزينة أم عظيمة

بقلم :
وسام مساعده

سلام الذي في هذه الساعة لفظ روحه من أجل خلاصك. عندي إنطباع اليوم أننا أتينا لنصلي اليوم في هذه الكنيسة، لنصلي الجمعة الحزينة. الحزينة !!! ويمكن نسينا أنّ هذه الجمعة ليست الحزينة بل هي العظيمة. أو يمكن يقرأها ويعيشها كل واحد من حسب رؤيته لها. لماذا هي الجمعة الحزينة عند البعض؟ ولماذا هي الجمعة العظيمة عند الأخرين؟ الجمعة الحزينة + اعتقد أن السبب الأول هو أننا نذكر أمواتنا واعزاءنا الذين رحلوا عنا. لهذا السبب اليوم لا تتسع الكنائس من كثرة المصليين. نعشق السواد على أجسادنا ونعشق الدموع على وجوهنا وتعشق قلوبنا الكآبة. + لا أدري هل نحزن في هذا اليوم لإن البشرية حكمت على يسوع بالموت. لا أدري هل سألت ذاتك يوم هذا السؤال: كم في اليوم أقتل يسوع في حياتي، ولا أحزن؟ أو كم أقتل يسوع في أخي وأختي؟ هل أحزن أم أنني لا أكترث، أو أنني اعتدت على قتل نفسي وقتل الأخرين...وأغسل يدي من شخص لا فائدة منه كما فعل بيلاطس، يعرف ان يسوع بريء غسل يديه. كم من شخص بريء أصمت لأني لا أريد أن أخسر شي؟ + هل هي حزينة لأنه في هذه الساعة خيّم الظلام على الأرض كلها حتى الساعة الثالثة لإن الشمس احتجبت. هل نحزن لإننا في كثير من الأحيان نحن من نحجب يسوع عن حياتنا. + هل هي حزينة لأنه في هذا اليوم نتذكر أن البشرية عرّت يسوع من ثيابه؟ هل أحزن أنا عندما أعري أخي الإنسان من كرامته، أو أعري الإنسان من حقوقه أو أعري الإنسان من حياته الكريمة. + هل هي حزينة لإننا نتذكر أن البشرية سمّرت يسوع على الصليب هو الذي جال في الأرض يصنع خيراً؟ هل هي حزينة لإنني أتذكر كم كنت جاحفاً بحق أشخاص صنعوا لي الخير وبادلتهم بالشر لإني لا أحبهم لإني أغار منهم لإني أخاف أن يأخذوا مكاني في الحياة أو منصبي في العمل! + هل هي حزينة لإني أتذكر أن يسوع كان محتاج لكأس ماء ولم يستطع يسوع أن يشرب لإن يديه ورجليه مسمرتين، وهو معلّق على الصليب. وأعطته البشرية اسفنجة مبلوله في خل؟ هل هي حزينة لإني أتذكر اليوم كم أن هناك أشخاص محتاجين ورفضت أن أساعدهم. كم شخص فقير جائع أم عطشان ولم أعطه شيء ليأكل أو ليشرب؟ + هل هي حزينة لإني أتذكر أن البشرية لم تكتفي عندما رأت يسوع لفظ روحه، أخذت بيدها حربة وطعنت القلب الذي شفى بحبه قلوب متألمة والذي بقلبه أحيا قلوب ميتة؟ هل هي حزينة لإن أتذكر أمام هذا المشهد أنني في حياتني طعنت أشخاص بكلامي بحضورهم وبغيابهم، طعنت أشخاص بنظراتي. طعنت أشخاص عندما سمحت لنفسي أن اسمع كلام يشوه صورتهم في قلبي؟ الجمعة العظيمة "كم أنت عظيمة" + نعم عظيمة بعظم صمت يسوع. عظيم أنت يا يسوع لإنك تعلمني الصمت أمام ظلم العالم الأعمى. فكان الحل هو الصمت وبانتظار عدل الله في وقته وحينه. + نعم عظيمة بعظم إصغاء يسوع المتألم. يسوع وهو على الصليب لم تحجب ألامه عن نداء اللص الذي طلب من يسوع أن يذكره في ملكوته. وعده أن يكون أول من يدوس أعتاب السموات مع يسوع. تعلمنا يا يسوع أن نصغي للألام الأخرين. يسوع بألامه الخلاصية خلص من هو خاطئ ومتألم. + نعم عظيمة بعظم تفكير يسوع بأمه مريم وبيوحنا. كم أنت عظيم يا يسوع لإنك لم تنسى أمك ولم تنسى تلميذك. لم تنسى أمك التي هي أقرب الناس لقلبك ولم تنسى من مالك على صدرك. فبألامك جمعتهم. وبألامك جعلت من أمك أماً لنا جميعاً. بألام الصليب ولدتنا مريم أبناءً لها. + نعم عظيمة بعظمة مغفرة يسوع "اغفر لهم لإنهم لا يدرون ماذا يفعلون". إذا واحد لمسنا بدبوس نصرخ بوجهه ونعلن الحرب. كم أنت عظيم يا يسوع بغفرانك ورحمتك. لأن يسوع برحمته وغفرانه يريد أن يخلصنا. يريد أن يجذب قلوبنا لمحبته العظيمة. عندما نحب نغفر. وكلما عظمة مغفرتنا عظمة محبتنا. + نعم عظيمة هي هذه الجمعة بعظمة الصيحة الأخيرة ليسوع عندما قال" يا أبت، في يديك أجعل روحي"، عظيم أنت يا يسوع دخل الى هذه الأرض بنعم العذراء. وغادرها بنعم كأس الصليب حتى أخر قطرة.