موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٤ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٤

تفضلوا... المحبة على المائدة

بقلم :
وسام مساعده

هل فكرت بيوم أن تعبر عن إعجباك بيسوع؟ هل فكرت بيوم أن تصفق ليسوع؟ هل بيوم من الأيام لمس يسوع كيانك، شخصك؟ هل حدث ولمس يسوع عمق أعماقك؟ هل شعرت بالفعل بمحبة يسوع أم ليس بعد؟ هل تحب يسوع بعقلك؟ أم هل تحب يسوع بقلبك فقط؟ أم أنك تحب يسوع بعقلك وقلبك؟ معجب بذكاء يسوع الذي ليس فقط من خلاله يبرز مدى تفكيره وعمقه ولاهوته وقدرته لكن من خلال شخص يسوع تدرك مدى أهمية الإنسان. قبل فترة حضرة فيديو عن جماعة رجمت إمرأة لكونها زنت وكان الحوار دائر بين القاضي والأب عن المغفرة يطلب منها أن يسامحها، رفض ومن ثم رفض ومن ثم رفض ولكن في الأخر اقتنع ولكن الجميع قام برجمها وقتلها. المسامحة التي لا تعرف المحبة. في حين أن يسوع قبل 2000 سنة عفى عن الزانية ودعاها الى التوبة وعدم العودة الى الخطيئة، وحماها من حملة الحجارة أصحاب قلوب الحجارة. عملية إحراج يسوع هي عملية مستمرة، من يستطيع أن يغلب يسوع؟ هل هم الفريسييون؟ أم هم الكتبة؟ أم هم الهيردوسيون؟ هل هم الرومان؟ هل الصليب أم الموت؟ لا تخافوا إني قد غلبت العالم. لا أحد على الإطلاق يستطيع أن يغلب يسوع لإن منطق يسوع هو منطق الغلبة على كل أنواع الأسلحة التي يهاجم بها إبليس اليوم بني البشر. السر أين؟ ليس بقوتي ولا بذكائي ولا بمنطقي أو بدهائي، إذا كانت هذه اسلحتك كنت على يقين أنك ستفشل في مواجهة إبليس. السر هو في اتحادك بشخص يسوع. السر في عمل يسوع فيّ. عمل الله فيّ. السر في قدرة الله العاملة فيّ. السر هو في وضع كل هذه الأدوات التي منحني إياه الرب التي هي من فيض نعمه ومحبته علي لتكون أيضاً أداة لعمل نعمته في الأن والى الأبد. لنتأمل ماذا حدث اليوم مع يسوع: سألوه سؤال: ما هي الوصية الكبرى في الشريعة؟ علينا أن نتوقف هنا قليلاً الصدووقيين افحمهم يسوع، وسؤال الفريسين هنا، هدف ان استطاعوا أن يحرجوا يسوع سيظهرون أمام الناس أنهم هم فقط من يعرفون ويفهمون الشريعة والكتب. الوصية الأولى: أحبب الرب إلهك بكل قلبك وبكل نفسك وكل قوتك. إن الله خلق الإنسان كي يبني علاقة معه، علاقة محبة. نرى حوار بين الله وأدم. كانا يتمشيان مع بعضهما، الحوار والصداقة بين الله والإنسان. كان يمنحه مسؤولية أي أنه يثق به. الله يهتم بأدم، الله يعرف حاجات آدم ويقدم له الأفضل. الموضوع أعني محبة الله تبقى على رفوف العقل ما لم تلمس كلمة الرب أي يسوع المسيح عمق قلب وكيان الإنسان. إن الله دخل قلب الإنسان متواضعاً فصار إنساناً، والإنسان لا يستطيع إن يدخل قلب الله ما لم يكن متواضعاً. أحبب الله بكل قلبك: أحبب الله بكل نفسك: أحبب الله بكل قوتك: عندما أتأمل بهذه الكلمات، تخطر في بالي صورة العشيقين. صورة الخطوبة. صورة حفلة الزواج. صورة الحياة العائلة. العائلة التي تعيش بفرح. وبحب. بسلام. بتضحية. بأمان. بانسجام. بتناغم. حب مثمر. معطاء. منفتح على الحياة. عندما تسأل هذا الرجل عن إمرأته يقول لك هي سيدتي، هي ملكتي، هي عروستي. وإذا ما سألت المرأة عن ذاك الرجل: تقول هو أماني وسندي وقلبي. هذه المحبة، هي ليست فقط محبة شاعرية، بل هي محبة نابعة عن اختيار وإرادة حرة ومسؤولة. هذه المحبة هي عهد أزلي أبدي، هذه المحبة هي محبة حية، تنمو وتكبر ولا تعرف الموت. أنا مدعو اليوم، أن أعيش هذه المحبة بيني وبين الله. أحب الله بكل قلبي... وكل قوتي... وكل نفسي. إن نقطة البداية بالمحبة هي الله. في كثير من الأحيان هناك اشخاص يدخلون في أزمة هي سيف ذو حدين: - الحد الأول هو محبة الذات فوق كل شيء: هنا نعيش الأنانية، روح العالم وروح العصر. I generation، تأليه الأنا على حساب الله وعلى حساب الأخر. أنا أجمل شخص، أنا اللي بفهم والباقي كلهم ما بيفهموا شي، أنا اللي معي مصاري غير ما بيسوا قشرة بصلة، أنا اللي عندي علاقات شمال ويمين أي شي بدي إياه بلحظة بوصلوا... أنا وأنا وأنا، اصبحت الأنا إله أعبد الأنا، وسقط في فخ الكبرياء. أحب ذاته لدرجة أنه لم يعد يرى سوى ذاته، ومن أنت إلا تراب، فروحك ليست ملكك. - الحد الثاني هو كره الذات: هنا نعيش المرارة، هنا نعيش جلد الذات، هنا نعيش الفشل، هنا نعيش الظلمة، هنا نعيش عبودية الخطيئة، هناك نعيش قيود وسلاسل إبليس، هنا نعيش الذل لأفكار شيطانية، هنا نعيش الشوكة القاتلة التي تسيل دماء بدون علاج أو شفاء. أنا إنسان مش كتير حلو، أنا إنسان فاشل، أنا إنسان ما عندي علاقات اجتماعية، أنا إنسان ما بنفع ولا لا شيء، بدي أنتحر. أين الحل: الحل هو محبة الله: عندما تلتقتي جميع النقاط الإنسانية بتواضع بجميع ما هو الله ستكتشف كم هو عظيم الله في تواضعه ومحبته وكرمه وعنايته بكَ وبكِ أنت وأنتِ وهو وهي. في اللحظة التي فيها سأكتشف محبة الله لي، في اللحظة التي ستلمس محبة الله قلبي، في تلك اللحظة سأكتشف كم أنا محظوظ بمحبة الله التي ترحم وتغفر، تشفي وترفع. في تلك اللحظة سأكتشف الله الأقرب إلى نفسي من ذاتي. وفي تلك اللحظة عينها سأحب نفسي بكل تواضع لانه الله يحبني كما أنا. لإني فريد بعين الله. إن اكتشفت محبة الله لك ستتغير نظرتك ومفهومك ليس فقط عن الله بل وعن ذاتك. إن محبة الله لك ترفع، ترحم، تحيي، تشفي، تجدد، تعطي سلاماً وطمأنينة. إن محبة الله هي الضمان الوحيد لأفضل حياة على الإطلاق. الوصية الثانية: أحبب قريبك حبك لنفسك. مصدر محبتك لنفسك هي محبة الله لك، وبالتالي محبتك للقريب مصدرها هي محبة الله أيضاً لنفسك. وهذا أفضل مقياس للمحبة انظروا كم أحبك الله؟ انظر كم غفرك ويغفر وسيغفر لك الرب؟ انظر كم مرة استقبلك ويستقبلك وسيستقبلك؟ انظر كم مرة اصغى اليك الله وكم مرة يصغي اليك وسيصغي اليك؟ إذا أردت ان تحب، أحبب بالله التي انت حاضر فيه قلبه. لا تقل الله في قلبي بل أنا في قلب الله. اسمعوني جيداً: بدون الله لا تستطيع أن تحب لإن الله محبة بدون الله لا تستطيع أن تغفر لإن الله رحمة بدون المحبة لا تستطيع أن تصلي لإن الصلاة هي محبة بدون المحبة لا تستطيع أن تحب لإن المحبة هي الله بدون المحبة لا تستطيع أن تغفر لإن المغفرة هي محبة بدون المحبة لا تستطيع أن تحيا لإن الحياة هي محبة بدون المحبة لا تستطيع أن تعطي لإن العطاء، محبة.