موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٩ سبتمبر / أيلول ٢٠١٨

المسيحي وأعمال الرحمة السبعة

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن

الرَّقْمُ سَبْعَةٌ هو رَقْمِ الكمالِ والإكتمال وَهْوَ مَذْكورٌ في التّوراةِ يَميناً وشِمال حتّى مِنها هذي المَقْولَةُ وَقَدْ تكونُ مُضحكة فالصَّالِحُ يُخطِئُ سَبْعَةً يَومِيّاً رَغْمَ المعركة فالمسيحيُّ ليسَ شَواذاً ولوْ كانَ بِالدَّينِ مُبدع على تعليمِ ربِّهِ يَبني حياتَهُ وبوصاياهُ مقتنع الدِّينُ ليسَ عِلْماً للعَقْلِ ونظرِيَّةً لا دَوْرَ فيه للبسيط بَلْ هُوَ خِدْمَةٌ مَجَّانِيَّةٌ دائِمَةٌ تتوسَّعُ طولاً كالشريط نُبَرْهِنُ أنَّ دَوْرَ الله كبيرٌ في حياتِنا وإنْ كانَتْ قصيرة فالقِيامُ بِها ليسَ مُقْتَصَراً على عُمْرٍ أوِ اهتمامٌ بالكبيرة الله مَحبَّةٌ ويَقْبَلُ ما نقومُ بهِ مَحَبَّةً بِهِ حتَّى للأعداء فالعدُوُّ أمامَهُ يَسْتَحِقُّ الرّحْمةَ وما يَنْقُصُهُ هو الفداء إنْ بَنَيْنا حَياتَنا على الثِّقَةِ بالله فنحنُ لسنا خاسرين بَلِ النَّجاحُ حَلِيفُنا إذا ما بقينا على الدَّرْبِ سائرين مُحْتوى الدِّينِ أَوْضَحَهُ يسوعُ للنّاسِ بخطابات وعجائِبٍ وقِصَصٍ واقِعِيَّةٍ فَهِمَتْهُ كُلُّ الطبقات في هذا التَّعليمِ بَرَزَتْ أعمالُ الرَّحْمَةِ وَهْيَ سبعة أوّلُها إيواءُ الغَريبِ وكُسْوَةُ العُريانِ عندنا محبَّبة وإطعامُ الجائِعِ وإسْقاءُ العَطْشانِ ماءً مِنَ النبعة أما زيارَةُ السَّجينِ فَهْيَ لنا عادةٌ مَعْروفةٌ متَّبعة دَفْنُ الأمواتِ عَمَلٌ مُمَيَّزٌ ومطلوبٌ حتّى للغريب فَهْوَ عَمَلٌ كَريمٌ ومُقَدَّسٌ يَجْعَلُ مِنَ الغريبِ قريب وتضميدُ جِراحِ المريضِ أليعازرِ حَتَّى مِنَ الغَنِي أمّا هذا فتحاشاهُ فَماتَ أليعازرُ بَعْدَ قَصيرِ الزمنِ هذي الأعمال تبدو بَسيطَةً والكُلُّ يُمارِسُها بحياته لكنْ كَمْ مَنْ يَفْتَكِرُ إنْ قامَ بِها فعلى حِسابِ سعادته أليعازرُ هَبَطَ في الجَنَّةِ المفقودَةِ واسْتَعادَ الكرامة فَعادَ الفُقْرُ عليهِ غِنَى له وما عادَ عَليهِ مِنْ ملامة ماتَ الغَنِيُّ صاحبُ الأرجوانِ فاقْتادوهُ إلى الجحيم وعندَ الاحتجاج أفْهَمَهُ إبراهيمُ أَنَّهُ ليسِ أَهْلاً للنعيم فقالَ رُحْماكَ أَبَتي أرْسِلْ ملاكاً إلى إِخْوتي للإنذار فَقِيلَ لهُ عِنْدَهُمْ مَنْ يُنْذِرُهُمْ وعليهِمْ هُمُ أَخْذُ القرار لا قالَ لَوْ جاءَهُمْ رَسولٌ مِنْ هُنا وأَخْبَرَهُمْ بأحوالنا لارْتَدعوا وتابوا وعاملوا أليعازرَ بغير ما حلا لنا فالسُّؤالُ إِذَنْ مَنْ هُوَ المسيحيُّ في ذا العالَمِ الفاني هُوَ ليس ذاكَ الّذيْ في الشَّرِّ بَلْ في الخيرِ متفاني ولا ذاكَ الَّذي يَتَباهى بِأَنَّهُ اعْتَمَدَ على اسْمِ يسوع وبَيْتُهُ مملوءٌ بالصُّوَرِ والرُّموزِ وإِضاءَةِ الشموع بل ذاكَ الَّذي يَفْتَحُ بابَ قَلْبِهِ قَبْلَ بابِ بَيْتِهِ للمتألم وذاكَ الّذي لإرادةِ الله وخِدْمَةِ الناس هو مستسلم البابا فرنسيسُ أَوْجَدَ عِيدَ الرَّحْمَةِ لِيُذَكِّرَنا بِمَحبَّةِ الله إذْ العملُ بِها رِبْحٌ للحياةِ الأبَدِيَّةِ بَلْ لِنَقُلْ سُلَّمُ النّجاه (تم نظم القصيدة يوم الجمعة 28|09|2018)